صحافة دولية

هكذا تكون الموسيقى إحدى أشكال المقاومة لدى الفلسطيني

تم تأسيس مجموعة "دام" الموسيقية في مدينة اللد- يني شفق
تم تأسيس مجموعة "دام" الموسيقية في مدينة اللد- يني شفق

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا تحدثت فيه عن اهتمام الشباب الفلسطيني المتزايد بالموسيقى.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشعب الفلسطيني يلجأ للكثير من السبل لمجابهة الظلم الذي يتعرض له، وتعتبر الموسيقى شكلا من أشكال المقاومة التي اتخذها منذ زمن للتنديد بما يعانيه من مضايقات وحصار. فقد أصبحت الموسيقى من بين الأسلحة التي يستخدمها الشعب الفلسطيني ضد المحتل، حيث اختار الكثير منهم موسيقى "الهيب-هوب" كطريقة للاحتجاج والتظاهر.

وأوردت الصحيفة أن الشباب الفلسطيني نجح من خلال الموسيقى في إيصال صوته للعالم أجمع، الذي يشاهد مآسيه بصمت دون أن يحرك ساكنا. وفي ظل هذا الوضع، كانت الموسيقى من أكثر الوسائل التي اعتمدها الشعب الفلسطيني لمخاطبة الرأي العام الدولي، والتأكيد على حقه المشروع في العيش بأمن في وطنهم والعودة إلى أرضهم.

 

اقرأ أيضا: على غرار "سيدي الرئيس" إطلاق فيديو "سيدي الشهيد" (شاهد)

وذكرت الصحيفة أن ارتباط الشباب الفلسطيني بالموسيقى والراب ليس حديث العهد، بل يعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما تم تأسيس مجموعة "دام" الموسيقية في مدينة اللد، ما مهد الطريق أمام الكثير من الشباب الفلسطيني المهتم بهذا المجال. ولم تستطع هذه المجموعة الفنية إصدار ألبومات لها لسنوات طويلة بسبب مضايقات الاحتلال وملاحقته لأعضائها.

وأشارت الصحيفة إلى أن مضايقات الاحتلال لم تمنع أفراد هذه المجموعة من إيصال صوتهم، وقد نجحوا في تحقيق مرادهم من خلال إصدار بعض الأغاني. وقد قامت شركة أمريكية بإنتاج فيلم وثائقي عن هذه المجموعة الموسيقية سنة 2008، لأنها كانت سببا في نشر موسيقى الـ "هيب-هوب" في فلسطين.

 

وأضافت الصحيفة أن ارتباط الشباب الفلسطيني بالموسيقى لم يقتصر على فترة التسعينيات، بل امتد على مدار السنوات اللاحقة، وقد برز في فلسطين الكثير من مغني الراب، لعل أشهرهم إبراهيم غنيم الملقب  بـ "إم سي غزة"، الذي قام بإنتاج أغنية راب من وسط مظاهرات العودة في قطاع غزة، ليلفت انتباه العالم لحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها.

 

وسلطت الصحيفة الضوء على مسيرة إبراهيم غنيم، التي بدأت سنة 2005، حيث كتب أكثر من 120 أغنية راب، قام بتصوير 32 منها، واعتبر غنيم أن أغاني الراب من وسائل النضال الفلسطيني لمجابهة الاحتلال، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات وغياب التمويل، الذي يحول في كثير من الأحيان دول إنتاج أعمال فنية ذات جودة عالية، واصل هذا الفنان نضاله.

 

اقرأ أيضا: شاهد كيف انتج نشطاء المسيرات أغنية "بيلا تشاو" الفلسطينية

وذكرت الصحيفة أن جوان صفدي من بين المغنيين الفلسطينيين المعروفين بموسيقى الـ "هيب هوب". وقد بدأت قصته مع الموسيقى عندما سافر خارج البلاد، وتزامن ذلك مع اندلاع الانتفاضة الثانية سنة 2000، وكان ذلك دافعا كافيا لكتابة الأغاني السياسية. وقد آمن جوان صفدي بأنه بمقدور موسيقى الهيب-هوب أن تمثل روح المقاومة ورمز النضال.

وأفادت الصحيفة بأن الموسيقار أيمن جمال أمغيمس، الذي يعيش في قطاع غزة، لم يكن في صغره يهتم بالموسيقى، لكن الويلات التي شهدها الشعب الفلسطيني وما تعرض له من مآس دفعته للتوجه نحو الموسيقى للتخفيف من وطأة تلك الصعوبات، وقد أصبح بذلك من الشباب الفلسطيني الثوري في قطاع الموسيقى.

وبالنسبة لأمغيمس، يعد الهيب-هوب موسيقى ثورية، لذلك أصبحت رمزا من رموز النضال الفلسطيني، لأنها سلاح قوي وحقيقي يمكن الاعتماد عليه في الحروب. وذكر أمغيمس أن الشباب في قطاع غزة يرزح تحت وطأة الحصار، وهذا يجعل عملية إيصال صوتهم وأغانيهم وفنهم للعالم أصعب.

 

اقرأ أيضا: أغنية فلسطينية تساند المنتخبات العربية بالمونديال (شاهد)

وأكدت الصحيفة أن أمغيمس وجمال وصفدي، يمثلون الكثير من الشباب الفلسطيني المهتم بالموسيقى والفن. وإلى جانب هذه الثلة الفنية، تنشط مجموعة موسيقية لأغاني الراب تضم عددا من الفتيات الفلسطينيات، بقيادة شادية منصور التي وقفت على الكثير من المسارح العالمية للتعبير عن القضية الفلسطينية بالموسيقى وأغاني الراب.

وأضافت الصحيفة أن الكثير من المجموعات الشبابية الفلسطينية تهتم بمختلف أنواع الموسيقى، ويعتبرونها وسيلة للتخفيف من معاناتهم، وإيصال صوتهم، وشكلا من أشكال المقاومة، وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي، أحيت مدينة رام الله مهرجانا موسيقيا ضخما ضم الكثير من الموسيقيين الفلسطينيين، وشهد مشاركة الكثير من الأسماء العالمية والمشهورة. في المقابل، يواجه هؤلاء الفنانون المضايقات والملاحقات من قبل السلطات الفلسطينية التي تتهمهم بالتحريض ضدها.
 

التعليقات (0)