ملفات وتقارير

انهيار جبهات المعارضة السورية المسلحة.. ما أسبابه؟

النظام السوري بات يسيطر على 72 في المئة من درعا بحسب المرصد السوري- جيتي
النظام السوري بات يسيطر على 72 في المئة من درعا بحسب المرصد السوري- جيتي

تتابعت مشاهد انهيار جبهات المعارضة السورية المسلحة في السنتين الأخيرتين، فبعد خسارتها لمدينة حلب في الشمال السوري في كانون الأول/ ديسمبر 2016، وافقت فصائل سورية مسلحة في نيسان/ إبريل 2018 على الانسحاب من غوطة دمشق الشرقية، ومؤخرا من محافظة درعا في الجنوب السوري، وتسليم أسلحتها الثقيلة، بحسب اتفاق مع روسيا

وتثار أسئلة بعد تتابع انهيار جبهات المعارضة التي كانت تعج بأعداد كبيرة من المقاتلين، الذين يمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حول أسباب ذلك، بعد صمودها لسنوات عدة. 

وما الذي أجبر فصائل المعارضة على تسليم سلاحها الثقيل وإخلاء مواقعها والاتجاه إلى إدلب؟ 

في رده على الأسئلة المثارة أرجع الناشط السوري، رامي الدالاتي، أسباب انهيار جبهات المعارضة المسلحة إلى أمرين: "أولهما التدخل الروسي الفعال الذي قلب الموازين لصالح النظام السوري الذي أوشك على الانهيار كما صرح بذلك الروس أنفسهم". 

وأضاف الدالاتي لـ"عربي21" أن "التدخل الروسي لا ينحصر بفارق القوة فقط، بل بفارق التوحش، حيث اعتمد الروس السياسة ذاتها التي اتبعوها في الشيشان، التي تقضي بقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، ما يعني كسر إرادة العسكريين حصرا".
 
أما الأمر الثاني طبقا للدالاتي، فإنه يرجع إلى "القرار الأمريكي القاضي بوقف الدعم العسكري والمالي (الرواتب) من غرفتي الدعم الدولي (الموك والموم) في كل من أنقرة وعمان".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف تفاصيل اتفاق جنوب سوريا ومصير المعارضة


وإجابة عن سؤال "ما مدى تأثير خلافات الفصائل الداخلية على تسارع انهيار الجبهات العسكرية؟"، قال الناشط السوري إن "الخلافات الداخلية بين الفصائل موجودة منذ اللحظة الأولى للثورة، لكنها لم تكن لتتسبب بذلك السقوط والانهيار المتسارع"، على حد قوله. 

وفي السياق ذاته رأى صاحب حساب "مزمجر الشام" الذي يحظى بمتابعة كبيرة على "تويتر"، أن أسباب انهيار جبهات المعارضة كثيرة ومتعددة، منها ما يتعلق بسياسة الدعم وما يترتب عليه من انقسام في معسكر الداعمين، واختلاف رؤاهم وأهدافهم الذي انعكس بالتأكيد على الواقع، ومنها ما يتعلق بقيادات الفصائل ونخبها والتي تحول كثير منها إلى مجرد أدوات بأيدي الممولين". 

 

وأكدّ صاحب الحساب الذي فضل أن تبقى هويته مجهولة، أن "التدخل العسكري الروسي بقوة لصالح النظام السوري كان من الأسباب الهامة في انهيار جبهات المعارضة المسلحة تباعا".

وقال لـ"عربي21": "مع أن لكل منطقة أسبابها الخاصة في السقوط والانهيار، إلا أن ثمة قواسم مشتركة بينهما، يمكن إجمالها بأمرين اثنين: اقتتال داخلي، وتبعية خارجية، كما وقع في حلب وريف حمص والغوطة ودرعا". 

وتابع بأن "أسباب السقوط والانهيار تتلخص في الاختراق الكبير للثورة، إما خارجيا حيث استطاع الداعمون اختراق الفصائل وتطويعها وتحويلها لأدوات، أو داخليا من تنظيمات متطرفة أو عميلة للنظام"، مؤكدا أن "الانهيار والسقوط لم يكن سببه الرئيس عسكريا، وإنما اختراق الثورة خارجيا وداخليا".

"خيانة القادة"

من جهته، قال الباحث الشرعي السوري محمد الأمين: "لا شك أن القصف الروسي شرس جدا، وتطبيقه لسياسة الأرض المحروقة يجعل من الصعب كثيرا احتفاظ الفصائل المقاتلة بالأرض، وهذا يبرر الانسحاب من المدن والاستمرار في حرب العصابات". 

وقال لـ"عربي21": "لكن ذلك كله لا يبرر بحال تسليم السلاح للنظام بدل إحراقه أو إتلافه"، مؤكدا أن "تسليم السلاح دليل على خيانة القيادة"، بحسب قوله. 

بدوره، رأى الباحث الأردني المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، حسن أبو هنية أن من أبرز وأهم أسباب انهيار جبهات المعارضة السورية المسلحة "غياب الرؤية الاستراتيجية عن تلك الفصائل، ما أوقعها في حبائل ومصائد الآخرين بكل سهولة". 

وأشار أبو هنية لـ"عربي21" إلى أن غالبية تلك الفصائل لم تكن تمتلك رؤية كلية لإنهاء أزمة سوريا الوطن، بل كانت أهدافهم ومشاريعهم مناطقية وعشائرية وعائلية، ما سهل على الآخرين تنفيذ أجنداتهم عبر تلك الفصائل المنعدمة الرؤية، والضيقة الأفق". 

وتابع: "أهدرت تلك الفصائل الراضخة لشروط وإملاءات الممولين فرصا ثمينة؛ لو أحسنت استغلالها ووحدت صفوفها واجتمعت على رؤية واحدة وقيادة واحدة، لتمكنت من إسقاط النظام حينما كان لا يسيطر على أكثر من 10 في المئة من الأراضي السورية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة روسية: هذا موقف موسكو من وجود إيران جنوب سوريا

 

ولفت أبو هنية إلى أن "غالبية تلك الفصائل كانت مرتهنة حتى في معاركها لإملاءات الممولين والداعمين، الذين حددوا لها الأعداء الذين تجب مقاتلتهم، مثل التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وليس النظام الذي قاموا عليه، كي يتحرروا من الفساد والاستعباد والاستبداد"، بحسب تعبيره.

واستغرب أبو هنية في نهاية حديثه من "الذين يعلقون فشل الثورة السورية على مشجب المؤامرات الخارجية الرامية لإجهاضها، ويتناسون في الوقت نفسه جملة الأسباب الذاتية الداخلية المسؤولة بشكل كبير عن إضعاف الثورة وحرف مسيرتها". 

وتساءل: "هل يعقل أن الخارج بكل قوته وجبروته وأدواته يستطيع التلاعب بالفاعلين على الأرض، وإملاء شروطه عليهم، لولا قابليتهم واستعدادهم لذلك؟".

التعليقات (5)
طارق
الأربعاء، 11-07-2018 12:27 م
فصائل الجبش السوري تجيد القتال لكن اميون في السياسة الى النخاع شعاراتهم اتت على الاخضر واليابس هم لم يحسنوا قراءة المتغيرات الدولية الشعارات الاسلامية التي رفعوها كانت سبب انكسارهم وتكالب العالم عليهم حتى من بني جلدتهم هذا جيش الاسلام الايمان في القلب كن مخادعا في المعركة كيف تطلب الدعم من الكفار وتحاربهم في نفس الوقت المجرم بشار غلبكم بكفره الصريح وارتداده عن الدين ولو فعل غير ذلك لما حماه القيصر المستبد ثورة سوريا حركة تغيير لواقع مر لكن المتامرين عنها كثر وبخاصة ال سعود وال زايد وال سيسي وال وال وال
ابو العبد الحلبي
الأربعاء، 11-07-2018 09:21 ص
انهيار جبهات المعارضة السورية المسلحة.. ما أسبابه؟ كان هدف ثورة سوريا المباركة تحقيق3 أمور ( الحرية ، الكرامة ، العدالة) و لم يكن لها أي هدف آخر "مثل وهم إقامة دولة الخلافة الإسلامية مع احترامنا لتلك الدولة التي لم يحن وقتها بعد" . وقعت سوريا تحت سيطرة أمريكا منذ عام 1963 و لا تزال حتى هذا اليوم ، و أقامت في سوريا نظاماً جعلت النصيريين فيه يتحكمون بمفاصل الدولة الأساسية و يحتلون المناصب "المفتاحية" و خاصة في الجيش و المخابرات. كان على الأقلية النصيرية أن تسوم أهل سوريا سوء العذاب و على الأخص الأغلبية المسلمة حتى يقبل الناس بعيش فيه (عبودية ، إذلال ، ظلم) لتبقى سوريا تحت الهيمنة الأمريكية. السند الأمريكي للعصابة الحاكمة في سوريا جعلها تتمادى إلى أبعد الحدود فارتكبت مجازر بحق المسلمين من أشهرها مجزرة حماة عام 1982 . في حلب ، التي حصلت فيها في مجزرة بشعة ، كنا نرى شعارات سخيفة على الجدران مثل "معاً إلى الأبد يا حافظ الأسد" لاستفزاز الناس و من يمحو تلك الشعارات كان جزاؤه "تعذيب حتى القتل في السجون". انطلقت الثورة عام 2011 بعفوية شعبية اقتصرت على المظاهرات السلمية لمدة 6 شهور و قمعتها العصابة الحاكمة بمنتهى الوحشية مما أدى إلى انشقاق عناصر من الجيش "و ليس المخابرات" فشكلوا الجيش السوري الحر الذي كانت بدايته نظيفة تماماً و كانت وظيفة هذا الجيش حماية المدنيين فقط لا غير لكنه اضطر للسيطرة على أحياء في مدن و بلدات صغيرة و حقق إنجازات رائعة . تحركت أمريكا بقوة من أجل حماية عصابتها الحاكمة في دمشق و اخترعت ما يسمى "المسار السلمي السياسي" و مؤتمرات تحت عناوين منها العنوان الكاذب "أصدقاء سوريا" و ظهرت فصائل ثورية لتسحب البساط من الجيش الحر و جرى إبعاد الضباط المنشقين المحترفين و بذلت جهوداً بنفسها و عن طريق دويلات الإقليم العميلة لها لاختراق صفوف الثورة و نجحت بشكل كبير و لكن غير تام . أوجدت المخابرات الأمريكية غرفتين إحداهما "الموم" لشمال سوريا و الثانية "الموك" لجنوب سوريا و أعطت رواتب و أسلحة خفيفة لفصائل ثورية سجلت في الغرفتين و هذا أفقد قادة الفصائل المرتبطة حرية الإرادة و القرار . لم تأذن لهم أمريكا بأعمال عسكرية في مناطق "مثل اللاذقية و طرطوس و السويداء و جتى كفريا و الفوعة و نبل و الزهراء" و منعتهم بشدة من اجتياح العاصمة دمشق بل و عينت حراساً في الغوطة "مثل جيش الأفلام" و في أجزاء من حوران لمنع الوصول لدمشق. أمريكا هي من طلبت من حكام إيران "العملاء لها" إرسال مليشيات شيعية متعددة الجنسيات لسوريا و أمريكا هي من أوكلت للروس مهمة دعم العصابة الحاكمة عام 2015 "قال لافروف أكثر من مرة أن أمريكا سلمت روسيا ملف سوريا" و أمريكا أجبرت الإمارات على تمويل نفقات الجيش الروسي في سوريا و أمريكا منعت بشكل صارم تزويد الثوار بمضادات طيران تحت التهديد بالاستهداف المباشر . ما حصل في حوران كان متوقعاً لأن المخرج و المؤلف للمسرحية هو ذاته . حين أتى الدور على المنطقة "النائمة" أمرت أمريكا القادة في شرق درعا بالموافقة على ما يطلبه وكلاءها الروس و أن يسلموا السلاح لهم لكنها لم تقل لهم أن الأسلحة ستذهب لمليشيا النصيريين. إذن انهيار الجبهات كان سببه خيانة قادة الفصائل في كل مكان جرى فيه تسليم و استلام . هؤلاء الخونة الضفادع كانوا أكبر عقبة أمام انتصار الثورة و بزوالهم مع فصائلهم نرجو الله تقريب زمان انتصار الثورة رحمة بهذا الشعب المنكوب .
من سدني
الثلاثاء، 10-07-2018 02:23 م
كان هناك ثوره في سوريا بداية من 1976 ال 1982 انتهت بمجزرة حماه لم يكن من داعم للثوره الا بعض الدول واعلامياً فقط وكان المجهود ذاتي وكل الكوادر من داخل البلد وكان العمل حرب عصابات وكاد النظام ان ينهار وما كان مع النظام قوه دوليه الا عباره عن مستشارين روس وبعض المخابرات الغربيه اما هذه الثوره قامت عفويه وشعبيه فتحالف عليها جميع الأصنام من العرب والعجم والروس والغرب وليس لدوله من دول العالم الا لها دور في الكيد والمكر لتحطيم ثورة الشام واخطر الأعداء على الثوره هم زعماء العرب من ال سعود وال نهيان الى مصر والجزاير وكل الدول العربيه بدون استثناء وزاد عليهم تحويلها الى طاءفيه وحرب اشترك فيها ألكل ضدد شعب سوريا وكان خوف دول الخليج اكبر من خوف حكام تل ابيب من نجاح ثورة الشام ونحن ابناء البلد ونعرف من كان يعمل على تخريب وتحطيم ثورة الشام هم حكام العرب اكثر من مجوس ايران وتل ابيب وكان لهم ما أرادوا ولكن نقول وبعد تهجير السنه من سوريا الحرب سجال ولن تتحرر دمشق من النصيرييين قبل تحرير مكه وتحرير القاهرة وتحرير دويلات ألجزيره العربيه وإسقاط كل الخونه والعملاء ولن تموت ثورة سوريا والامل بامتدادها الى ساءر الدول العربيه وبعدها يزول حكم ال صهيون باْذن من بعث محمداً رسولاً ونبيا
العربي
الثلاثاء، 10-07-2018 01:22 م
الوقت لم يمضي والثورة لم تنهزم يكفي ان نجدد العقيدة و نبدآ الحرب على الكفار الروس والايرانيين من جديد
السوري
الثلاثاء، 10-07-2018 01:18 م
الى السيد رامي الدالاتي ..كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باْذن الله والله مع الصابرين. الآية الكريمة في بدر يعني العدة والعتاد ليس لهم تأثير في قلب موازين القوى بشكل جذري وانما التشت والتفرق وعدم الاتحاد وعدم الصبر وطلب المعونة من الكفار الاميركان وليس من الله اذن ضعف العقيدة.