ملفات وتقارير

تصعيد غزة يطغى على النقاش السياسي والحزبي في إسرائيل

حكومة نتنياهو تحاول تحميل حماس مسؤولية التصعيد الأخير- جيتي
حكومة نتنياهو تحاول تحميل حماس مسؤولية التصعيد الأخير- جيتي

بالتزامن مع التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة في الساعات الأخيرة، أصدر مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وثيقة محددات سياسية تخص طبيعة حديث الوزراء لوسائل الإعلام الأجنبية حول التصعيد ضد حماس في غزة.


وقال يارون أبراهام، مراسل القناة الثانية، إن "الوثيقة المذكورة تشمل سبعة بنود أساسية تشكل محتوى الخطاب الإعلامي للوزراء، أولها أن إسرائيل تعمل بقوة ضد حركة حماس، ولن تتردد في زيادة وتيرة قصفها تجاه الحركة التي دفعت ثمنا باهظا في الساعات الأخيرة من هذه الضربة الأقسى التي تلقتها منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، لأنها استهدفت عشرات الأهداف النوعية للحركة، شملت أربعين موقعا، ونفقين، ومركز تدريب وإنتاج وسائل قتالية، ومكانا تجهز فيه البالونات الحارقة، وخلية لإطلاق القذائف الصاروخية، ومقر قيادة عسكرية، والكوماندوز البحري".


محددات إعلامية


وأضاف، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "المحدد الثاني يشمل استعداد الجيش الإسرائيلي لكل السيناريوهات، وأن القوة العسكرية ضد غزة ستزداد حسب ما هو مطلوب في الميدان، فيما أوضح المحدد الثالث أن حماس تتحمل كافة المسؤولية عن كل ما يخرج من غزة من عمليات مسلحة، ويتناول المحدد الرابع أن أحداث الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هي انتهاك للسيادة الإسرائيلية، ومخاطرة بحياة مواطنيها وجنود الجيش، وسياستنا واضحة أنه من يحاول المس بنا سيدفع ثمنا باهظا".


وأشار إلى أن "المحدد الخامس يؤكد على أن المعركة الحاصلة هي نتيجة فشل حماس في المس بالإسرائيليين؛ بسبب الإحباطات المستمرة لعملياتها المسلحة، وعدم نجاح المسيرات الشعبية على الجدار الفاصل، وتدمير غالبية أنفاقها وقذائفها الصاروخية، في حين يزعم المحدد السادس أن حماس تمس بالمساعدات الإنسانية التي تصل غزة، وتتعامل مع سكانها كرهائن، فيما توجه المحدد السابع لمستوطني غلاف غزة لأنهم تعاملوا بقوة وصلابة أمام الهجمات الأخيرة، وستعمل الحكومة كل ما بوسعها لإعادة الأمن للمنطقة وسكانها".


فيما أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت سلسلة لقاءات مع عدد من الوزراء، ترجمتها "عربي21"؛ لأخذ تعقيباتهم حول تطورات أحداث غزة؛ لأن التصعيد الحاصل في غزة تسبب بتبادل الاتهامات بين عدد من الوزراء حول أسبابه.

عودة الاغتيالات


ونقلت عن وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس أنه "وجه اتهاما قاسيا لوزير الحرب أفيغدور ليبرمان؛ لأنه لم يضع هدف إسقاط حماس منذ توليه الوزارة، ونحن اليوم أمام موجة جديدة من مواجهة الطائرات الورقية، ولن نعود إلى الخلف، الحل ليس سياسيا فقط أمام الفلسطينيين في غزة، إنما الانفصال الكامل عنهم، وإن أردنا الذهاب إلى حرب معهم، فسنقوم بها وفقا لشروطنا وظروفنا نحن".


وأضاف أننا "نقترب من العودة لسياسة الاغتيالات، فقد دخلنا لهذه المعركة وأرسلنا رسالة لحماس حول ضرورة وقف طائراتها، فإن وصلت الرسالة سيكون جيدا، وإلا فإن العملية ستتوسع في غزة".


رئيس حزب هناك مستقبل، يائير لابيد، قال إن "الإسرائيليين يدفعون ثمنا باهظا بسبب سياسة الحكومة التي أرسلت لحماس منذ اليوم الأول لاندلاع المسيرات الشعبية رسائل غير صحيحة، والنتيجة أن حماس تنظر للحكومة الإسرائيلية وتراها خائفة، مع أن الأصل أن تخاف منا حماس، وليس العكس".


وأضاف أنه "ليس معقولا ألا ينام أطفال المستوطنين بغلاف غزة، فيما قادة حماس ينامون بصورة طبيعية على أسرتهم، يجب أن نعود لبنك الأهداف ضد حماس، الذي يشمل اغتيالات موضعية ضد قادتها".


زعيم حزب العمل، آفي غاباي، قال إن "ما نشهده في الساعات الأخيرة هو نتيجة طبيعية للخذلان الذي مارسته الحكومة منذ أربع سنوات، حيث لم تتخذ أي قرار ذي قيمة، رئيس الحكومة منشغل بقضاياه الداخلية، وقد أخل بأمن مستوطني غلاف غزة، وآن أوان رحيله الآن".


رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قال إن "هذه أيام ليست سهلة على إسرائيل، ولن نقبل أن تحول حماس معاناتنا هذه لطقوس عادية، لن نصمت حتى يعود الأمن لسكان الغلاف؛ لأنهم الجدار الحامي لجميع الإسرائيليين".


صحيفة معاريف نقلت عن عمير بيرتس، وزير الحرب الأسبق، قوله إن "سياسة الاغتيالات يجب أن تعود اليوم لاستهداف قادة حماس؛ لأن الحركة تشد الحبل باتجاهها، وتختبر كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي، نعيش اليوم في مرحلة جديدة من التوتر الأمني؛ لأن تزايد سقوط القذائف الصاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف تعني أن الردع الذي تحقق بدأ يتراجع باتجاه فرض معادلة جديدة، ما يتطلب من إسرائيل ما الذي تقرره من الناحية الإستراتيجية".

إسقاط حماس


وأضاف في لقاء ترجمته "عربي21" أن "الحكومة الإسرائيلية تتصرف اليوم من الناحية التكتيكية فقط، وقد آن أوان العمل على الأرض، وأنا أفضل أن يتم العمل في المسارين معا: الأمني والسياسي، وكان يجب أن تنتهي الحرب الماضية باتفاق سياسي، حتى لا يتم خرق الهدوء كلما شعرت حماس أنها في أزمة".


يوفال شتاينيس، وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، للقناة الإسرائيلية العاشرة، إنه "في حال تطور التوتر الأمني فيجب الذهاب مع حماس حتى النهاية، بما يعني إسقاطها كليا؛ لأن ما حصل في الساعات الأخيرة كفيل بأن يوضح لحماس الثمن الذي قد تدفعه في حال ازداد هذا التوتر، وسنكون خلال ساعات قليلة إما أمام ترتيبات جديدة، أو تصعيد ميداني".


وأضاف في مقابلة، ترجمتها "عربي21"، أن "إسرائيل لا تبحث عن التصعيد، لكن في حال فرض عليها هذا التصعيد، ودخلت إسرائيل المواجهة القادمة، فيجب أن نذهب حتى النهاية من خلال إسقاط حماس بعملية ميدانية برية بكل الوسائل والأسلحة".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل