صحافة دولية

إندبندنت: على جامعات بريطانيا الذهاب للمساجد ومراكز الشباب

إندبندنت: ترغب هيئة التعليم العالي في زيادة أعداد الطلاب من أبناء الأقليات- جيتي
إندبندنت: ترغب هيئة التعليم العالي في زيادة أعداد الطلاب من أبناء الأقليات- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا، تقول فيه إن مراقب التعليم العالي قال إن على موظفي الجامعات التفكير في قضاء بعض الوقت في المساجد ومراكز الشباب في أنحاء البلاد.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مراقب التعليم العالي برر هذا الطلب بضرورة زيادة أعداد الطلاب من أبناء الأقليات.  

 

وتذكر الصحيفة أن رئيس مكتب الطلاب السير مايكل باربر، اتهم الجامعات بـ"الانتظار السلبي" للطلاب من الأقليات لتقديم الطلبات، وقال السير مايكل، في مقابلة حصرية له مع "إندبندنت" إن الجامعات الأمريكية أنشط في جهودها للوصول إلى الطلاب من الأقليات الإثنية، ومن ذوي الخلفيات المحرومة، أكثر من المؤسسات التعليمية البريطانية. 

 

ويلفت التقرير إلى أن السير مايكل أشاد بجامعة كاليفورنيا؛ لإرسالها موظفيها إلى كنائس الأمريكيين الأفارقة أيام الأحد؛ لتشجيع الطلاب السود، الذين قد لا يفكرون في التقديم للدراسة في الجامعة لولا مبادرة هؤلاء الموظفين، مشيرا إلى أن السير مايكل يعتقد أن نموذج كاليفورنيا قد يثبت نجاعة في المملكة المتحدة، ودعا موظفي الجامعات إلى زيارة المساجد والكنائس ومراكز الشباب.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن تصريحاته هذه جاءت بعد أن واجهت أكثر الجامعات البريطانية انتقائية، بما في ذلك أكسفورد وكامبريدج، نقدا متزايدا؛ بسبب قبولهما عددا صغيرا من المقدمين من الأقليات، فيما وصف وزير الجامعات سام غييما فشل أكسفورد وكامبريدج في أخذ المزيد من الطلاب من الإثنية السوداء، بأنه أمر "صاعق".

 

ويورد التقرير نقلا عن السير مايكل، قوله حول تحسين التواصل مع الأقليات الإثنية: "أعتقد في الواقع أن الكنائس في بعض المناطق لها تأثير كبير وكذلك المساجد، وهناك مصلون في مسجد شرق لندن يوم الجمعة أكثر من عدد المصلين في كاثدرائية سانت بولص يوم الأحد". 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن القلق لا يتعلق فقط بتشجيع الطلاب السود والأقليات الإثنية للالتحاق بالجامعات، بل هناك توجه أيضا لزيادة عدد البيض من الطبقة العاملة الذين يدرسون في الجامعة، لافتة إلى أن السير مايكل يرى أنه للوصول لهذه المجموعة فإن المدارس ومراكز الشباب قد تكون هي الحل. 

 

وينقل التقرير عن السير مايكل، قوله إن جامعة وولفرهامبتون قامت بعمل شراكة مع مركز شباب يستقبل أطفال الطبقة العاملة، ما ساعد في تحسين الوعي حول التعليم العالي بين العائلات، مشيرا إلى أن مكتب الطلاب دعا في وقت سابق من هذا الأسبوع الجامعات للنظر في خلفيات الطلاب، بدلا من معدلاتهم في امتحانات الثانوية، عندما يقومون بقبول الطلاب لتحسين التنوع في حرم الجامعة.

 

وقال السير مايكل للصحيفة بأن المؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة، خاصة الجامعات الأكثر انتقائية في مجموعة رسل، لا تزال بحاجة لإحداث تقدم في هذا المضمار، وأضاف السير مايكل: "أعتقد أن مكاتب قبول الطلاب وموظفيها في الجامعات الحكومية الأمريكية أكبر وأكثر نشاطا، بدلا من الانتظار بشكل سلبي لتلقي الطلبات".

 

وتابع السير مايكل قائلا: "نريد أن نرى تقدما كبيرا، وتغيرا في الخطوات، وليس مجرد خطط لفعل الأشياء، نريد أن نرى مخرجات ونتائج .. أعتقد أن بإمكاننا الذهاب إلى ما هو أبعد وأسرع". 

 

وواصل قائلا: "إن الكرة في ملعب الجامعات، وهي تحتاج إلى جعل الأمر أولوية، وتحتاج لأن تكون لديها إبداع، وأن تكون فعالة في التطبيق، ويجب أن يكون القائمون عليها بين الناس، ويأخذون زمام المبادرة بدلا من انتظار الأمور لتحصل". 

 

وتفيد الصحيفة بأن مكتب الطلاب سينظر إلى ما تقوم به الجامعات لتسهيل دخول الطلاب على مدى الأشهر القليلة القادمة، مشيرة إلى أن السير مايكل حذر من أنهم سيتخذون "موقفا صارما" إن كانت الخطط تفتقر إلى الطموح أو أنها غير فعالة، فيما قال في وقت سابق بأن الجامعات التي تفشل في تحسين تنوع فيها قد تجد أن رسوم التعليم فيها تخفض إلى الثلث.

 

ويورد التقرير نقلا عن المسؤول عن الطلاب السود في الاتحاد الوطني للطلاب إلياس نجدي، قوله: "من المشجع أن نرى مايكل باربر يعترف بما كان يقوله الكثير منا لفترة من الزمن، بأن المؤسسات التعليمية تحتاج لتغيير سياستها إن كانت تريد أن تزيد من الطلبات من المجموعات قليلة التمثيل (أعداد الطلبة لا تعكس حجمها)".

 

وأضاف نجدي: "إنه محق بقوله إن المؤسسات التعليمية كانت سلبية جدا في الماضي، واقتراحه بأن يتم فعل المزيد للتفاعل مع تلك المجتمعات.. والعمل مع المساجد ومراكز الشباب مثلا خطوة في الاتجاه الصحيح.. بالطبع يبقى الفعل أقوى من الكلمات؛ ولا شك أنه أمر مهم أن يكون مكتب الطلاب مستعدا لاستخدام سلطاته التنظيمية إن لم تقم المؤسسات التعليمية بواجباتها".

 

وتنقل الصحيفة عن مؤسس مؤسسة "أمانة سوتون" للحراك الاجتماعي الخيرية السير بيتر لامبل، قوله: "مايكل محق بأن الكثير لا يفعلون ما يكفي للحصول على طلبات من المجموعات قليلة التمثيل.. نحن نعلم أن للتجمعات المحلية -بما في ذلك المساجد ومراكز الشباب والكنائس- أثرا كبيرا على أعضائها، ولذلك فإن التعامل معها مباشرة هو طريقة جيدة للوصول إلى هؤلاء الشباب".

 

ويورد التقرير نقلا عن الرئيس التنفيذي لمجموعة "رسل" تيم برادشو، قوله لـ"إندبندنت": "أعتقد أن الجامعات كلها ستحاول القيام بجهد تعاوني في هذا المجال، لكن أحد التحديات هي أننا نواجه لعبة اللوم هذه.. الجامعات تلام لهذا الأمر، لكن يجب علينا ألا نلعب هذه اللعبة، فليس الخطأ من الجامعات، ولا من المدارس، ولا من الآباء". 

 

وأضاف برادشو أن مجموعة "رسل" ستعمل عن كثب مع مكتب الطلاب والحكومة بخصوص الخطوات الآتية، "هي مسؤولية مشتركة للمملكة المتحدة كلها، ولا شك أن الجامعات جزء أساسي في ذلك، لكن الأمر يتعلق بالمجتمع ككل".

 

وتابع برادشو قائلا: "إن مكتب الطلاب محق بأن يتابعنا -وهذا ما عليهم فعله- لكننا سنقوم بواجبنا على أي حال؛ لأننا مصممون على ذلك.. إنه أمر أدركناه وكنا نعمل على إصلاحه لفترة".

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير السياسات في جامعات المملكة المتحدة كريس هيل: "الجامعات ملتزمة بتوفير الدراسة العليا للجميع، بغض النظر عن الخلفية.. وقد تم إحداث تقدم فعلا في السنوات الأخيرة، وتستثمر الجامعات الوقت والموارد في عدد من البرامج، التي تسعى بشكل نشط للوصول إلى المجموعات الأكثر حرمانا".

التعليقات (0)