ملفات وتقارير

أنباء عن تقديم إيران عرضا لأكراد سوريا.. هذا ما تضمّنه

 إيران عرضت على أكراد سوريا أن تقوم بدور الضامن للحوار مع النظام السوري- جيتي
إيران عرضت على أكراد سوريا أن تقوم بدور الضامن للحوار مع النظام السوري- جيتي

قال السياسي والأكاديمي الكردي فريد سعدون، الأحد، إن إيران عرضت على أكراد سوريا أن تقوم بدور الضامن للحوار مع النظام السوري.


وأضاف سعدون على "فيسبوك" أن إيران عرضت على الأكراد تطبيق "الإدارة الذاتية"، وأن تقوم بدور الضامن مقابل فك ارتباطهم بالولايات المتحدة، مشيرا إلى رفض الأكراد لهذا العرض، بحسب تأكيده.


ويأتي حديث الأكاديمي الكردي، بعد أنباء عن مطالبات من مسوؤلين أكراد لجهات دولية بضمان المحادثات التي تجريها الإدارة الذاتية الكردية مع النظام السوري.


وفي تعليقه على ما ذكره سعدون، رأى الكاتب والسياسي الكردي صلاح بدر الدين في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "منذ أن تعاملت أمريكا مع القوات العسكرية التابعة لجماعات حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) السورية عبر (قسد) وقنوات أخرى، وهي تتعرض في داخل صفوفها إلى هزات وصراعات، لأن تلك الجماعات تابعة لمركز قنديل المرتبط منذ عقود بنظام طهران".


خلاف بين طرفين


وأضاف أن "المركز (قنديل) لا يريد ذلك، واستدعى مؤخرا المسؤولين عن العلاقة مع الأمريكان من أجل إعادة تأهيلهم، وما زال الخلاف شديدا بين الطرفين، واحد يريد التقرب من الأمريكيين وآخر يريد البقاء أقرب إلى طهران ونظام الأسد".


وقال بدر الدين: "كما يظهر فإن الأكراد السوريين في صفوف هذه الجماعات أقرب إلى الجانب الأمريكي، فيما الأكراد الأتراك والإيرانيون- وهم يتولون المسؤوليات الرئيسية- أكثر ارتباطا بمركز قنديل. والحقيقة أن المسألة تتعلق بالإيرانيين وتلك الجماعات. والأكراد بغالبيتهم ليسوا معنيين بهذا العرض الواهم، لأن القسم الأكبر ضد النظام وحماته الروس والإيرانيين وليس مع الأمريكان، وهذا هو سبب الرفض الأبرز".


ورأى أن حل القضية الكردية يتم بأيد وضمانة سورية، وليس بضمانة الأجنبي خاصة إذا كان معاديا ومحتلا، وذلك في إشارة إلى إيران، معتبرا أن الضمان الحقيقي لأكراد سوريا "هو التوافق الكردي العربي في إطار سوريا الموحدة وعلى قاعدة الاعتراف بحقوق الأكراد المشروعة كما يطمحون ويرغبون".


سحب البساط من أمريكا


أما المسؤول في منصة "INT" الإعلامية جوان رمّو، فتساءل عن السبب الذي يدفع بطهران إلى تقديم هذا العرض، ومن ثم قال: "إيران تحاول سحب البساط من الولايات المتحدة، وهي تعمل على فك ارتباط الأخيرة مع حلفائها في الإدارة الذاتية".


وأشار في حديث لـ"عربي21"، إلى نفي روسيا في أكثر من مرة أنها طلبت من إيران الخروج من سوريا، ما يعني أن "الجهة الوحيدة التي تهدد الوجود الإيراني هي الولايات المتحدة"، حسب تقديره.


وأضاف رمّو، أن "الأهم من كل ذلك هو قرب حزب العمال الكردستاني وصلته القوية بطهران، وعلى ذلك فإن إيران ترى أن بقاء هذا الحزب في الشمال السوري هو بقاء لها أيضا".


قلق إيراني


لكن على النقيض، رأى نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، أن الخطوة الإيرانية المتمثلة بعرض الوساطة على الأكراد، تعبر عن قلق إيراني متصاعد، على خلفية الضغوط التي تتعرض لها والتي تطالبها بالخروج من سوريا.


وأضاف لـ"عربي21"، أن "طهران تحاول الهروب إلى الأمام"، مشيرا إلى أنها تحاول استباق هذه الضغوط من خلال التسبب لواشنطن بمشكلة كبيرة، في حال توجه الأكراد نحو النظام السوري.


وبالمقابل، فقد رأى الماضي أنه "بعد أن أدرك حزب (وحدات حماية الشعب السوري) فشل مشروعه الانفصالي المتمثل بداية بالإدارة الذاتية والكانتونات والفدرالية، لجأ إلى النظام وأرسل وفدا إلى دمشق بهذا الخصوص من أجل تسليمه مناطق شرق الفرات والجزيرة مقابل بعض المطالب المتواضعة" على حد وصفه.


وفي وقت سابق، كشف مسؤول كردي، عن اتصالات تقوم بها ما تعرف بـ"الإدارة الذاتية" الكردية مع أطراف دولية، بغية الحصول على ضمانات من تلك الأطراف لما ستسفر عنه المفاوضات مع النظام السوري، حسب وسائل إعلام محلية.

التعليقات (0)