طب وصحة

هل مستشفيات بريطانيا جاهزة لمواجهة تداعيات موجات الحر؟

الغارديان: الخدمات الصحية البريطانية تواجه أزمة بسبب أشد الأيام حرا هذا العام- جيتي
الغارديان: الخدمات الصحية البريطانية تواجه أزمة بسبب أشد الأيام حرا هذا العام- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها هارون صديقي، يقول فيه إن حزب العمال حذر من أن خدمات الصحة الوطنية تواجه أزمة بسبب موجة الحر التي تمر بها المملكة المتحدة، التي وصلت خلالها درجات الحرارة إلى 33.9 درجة مئوية إلى الآن.

 

ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن مكتب الأرصاد الجوية، قوله إنه يتوقع أن تصل درجات الحرارة في جنوب شرق إنجلترا إلى 38.5 درجة مئوية يوم الجمعة، قبل أن تكسر من حدة الجو عاصفة رعدية، مشيرا إلى أن درجة الحرارة وصلت في تشارلوود، في مقاطعة "صري"، إلى 33.9 يوم الخميس.

 

ويشير صديقي إلى أن الطقس أثار المخاوف على الصحة العامة، خاصة الناس الذين يعانون من أمراض، مثل الذين يعانون من مشكلات في التنفس، الذين تتفاقم مشكلاتهم مع المستويات العالية من التلوث في الهواء، التي تصاحب درجات الحرارة العالية.

 

وتنقل الصحيفة عن وزير الصحة في حكومة الظل، جون أشوورث، قوله إنه في الوقت الذي اعتاد فيه جهاز الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على الأزمة الشتوية في السنوات الأخيرة، فإنه يجب مواجهة آثار الحرارة على أقسام الطوارئ في المستشفيات.

 

وأضاف لأخبار التلفزيون المستقل: "أنا قلق من الأثر على جهاز الخدمات الصحية هذا الصيف.. ونعلم أن هذا الطقس الحار، وقد يكون اليوم أكثر الأيام حرا في العام، يؤثر على كبار السن ومن يعانون من مشكلات صحية، نعلم أن الذين يعانون من الربو بالذات يعانون كثيرا في هذا الطقس.. وجهاز الخدمات الصحية يقع تحت ضغط شبيه بذلك الذي يحصل خلال الشتاء.. ويقلقني إن كان بإمكان جهاز الصحة التحمل الآن".

 

وتابع أشوورث قائلا إنه رافق مستشارا في قسم الطوارئ في أحد المستشفيات ليلة الاثنين، ورأى آثار الطقس الحار مباشرة، وقال: "رأيت العديد من كبار السن، والناس الذين يعانون من مشكلات صحية يدخلون قسم الطوارئ وهم على الحمالات بسبب عدم وجود أسرة في المستشفى". 

 

ويلفت التقرير إلى أن الكلية الملكية للتمريض دعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حصول أزمة صحية كبيرة، حيث قالت رئيسة الكلية وندي بريستون: "إن الحرارة تؤثر على المرضى الموجودين في المستشفيات ومؤسسات الرعاية الأخرى في جميع أنحاء البلاد، وقد تم إبلاع أعضائنا عن أشخاص يتقيأون ويفقدون الوعي، وواضح أن البنية التحتية للمؤسسات الصحية ليست مجهزة للتعامل مع الصيف الحار".

 

وأضافت بريستون: "يمكن اتخاذ خطوات بسيطة الآن لتحسين الأمور للمرضى والممرضات اللواتي يعتنين بهم، بما في ذلك توفير مياه الشرب، والتخفيف من شروط الزي وأنظمة التهوية الفعالة، لكن على المدى الطويل يجب علينا أن نبدأ بالتأقلم من خلال تجهيز البنايات الجديدة بطرق جديدة؛ لإبقاء الناس آمنين، في الوقت الذي تزيد فيه درجات الحرارة في العالم".

 

ويورد الكاتب نقلا عن الكلية، قولها إن الممرضات يشعرن بالتعب والغثيان والدوخة في درجات الحرارة العالية، مشيرة إلى أنه لم يسمح لبعض الممرضات بإدخال زجاجات الماء إلى أقسام المستشفيات.

 

وتنقل الصحيفة عن المسؤولة في الكلية كيم صنلي، قولها: "أصبحت الممرضات مريضات بسبب الحرارة، لقد سمعنا أن إحدى عضواتنا انتهى بها الأمر في الطوارئ تعاني من الجفاف بعد العمل مدة 12 ساعة متتابعة في حرارة 30 درجة مئوية، وأخريات أصبن بالإرهاق والتقيؤ والدوخة، وهذا غير مقبول، فالعناية الجيدة بالمرضى تعتمد على كون الممرضات والمساعدين في حالة جيدة للقيام بوظائفهم على وجه فعال".

 

وينوه التقرير إلى أن مكتب الأرصاد الجوية أصدر تحذيرا برتقاليا (الدرجة الثالثة) يوم الاثنين، وهو ما ينبه المؤسسات الصحية بتوقع درجات حرارة قصوى، حيث كان من المفروض أن ينتهي هذا التحذير في الساعة التاسعة صباحا من يوم الجمعة، لكن تم تمديده 24 ساعة.

 

ويورد صديقي نقلا عن جهاز الخدمات الصحية الوطنية، قوله إن الطلب على النصائح الطبية من خلال مواقع الإنترنت التي يديرها الجهاز ارتفع بنسبة 450% في شهر تموز/ يوليو عن الشهر ذاته في العام السابق، لافتا إلى أن أشوورث دعا وزير الصحة الجديد، مات هانكوك، لطمأنة الشعب بأن هناك خطة جاهزة وتمويلا إضافيا إن احتاج الأمر.

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدثة باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "لدى الحكومة خطط قوية للتأكد من رعاية المرضى والموظفين خلال موجة الحر، وتتضمن خطتنا لموجة الحر لإنجلترا إجراءات تساعد المنظمات على تجهيز نفسها، بما في ذلك نظام إنذار تستخدمه مؤسسة الصحة العامة للتنبيه بخصوص موجات الحر الوشيكة.. بالإضافة إلى أن جهاز الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لديه نظام إنذار خاص يساعد أقسامه المختلفة للتخطيط مسبقا لمواجهة أي تزايد في الطلب".

التعليقات (0)