حقوق وحريات

تعرف على أقلية "مورو" المسلمة بالفلبين ونيلها "الحكم الذاتي"

التفاوض بين الحكومة وأقلية مورو لقي تقدما منذ 2014 (أرشيفية)- أ ف ب
التفاوض بين الحكومة وأقلية مورو لقي تقدما منذ 2014 (أرشيفية)- أ ف ب
تعرضت أقلية مورو المسلمة إلى التمييز والكراهية منذ إلحاق دولتهم المستقلة بالفلبين في منتصف القرن العشرين، من الإدارة الاستعمارية الأمريكية، ليجدوا أنفسهم أقلية في كيان أكبر، حتى صادق رئيس الفلبين الجمعة على قانون يمنحهم حكما ذاتيا في انتصار تاريخي لمظلمتهم.

وبشّرت مصادقة رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، بإنهاء معاناة استمرت أكثر من نصف قرن، وتسببت بمقتل عشرات الآلاف.

ويأتي القرار الرئاسي عقب إقرار البرلمان، الثلاثاء الماضي، قانونا بموجب تفاهمات توصلت إليها الحكومة مع "جبهة تحرير مورو الإسلامية"، في مسار السلام الذي استمر سنوات عدة، وشهد إيقاعه تسارعا منذ تولي "دوتيرتي" الحكم منتصف عام 2016.

وفي ما يأتي أبرز 10 تساؤلات حول شعب "مورو" وقضيته، وقانون منحه الحكم الذاتي:

1- من هم مسلمو مورو؟

يطلق اسم "مورو" على المسلمين الذين يعيشون في جزر: مينداناو، وبالاوان، وأرخبيل سولو، والجزر الجنوبية الأخرى من الفلبين.

ويبلغ تعداد شعب مورو 10 ملايين نسمة، نحو 11 في المئة من سكان البلاد. واعتنقوا الإسلام في القرن الرابع عشر، ويتمركزون في مقاطعات: ماغوييندانايو، ولاناو ديل سور، وسولو، وطاوي طاوي، وباسيلان.

2- من أين جاء اسم "مورو"؟

كلمة "مور" (Moor) تعني "مغربي"، وهي محوّرة من الكلمة اللاتينية "Mauru" التي كانت تطلق على سكان ولاية موريتانيا في الإمبراطورية الرومانية القديمة، التي تضم اليوم كلا من الجزائر، وموريتانيا، والمغرب.

ويطلق الاسم على الكثير من الأقليات المسلمة التي اختلطت بالأندلسيين، الذين هجّرهم الإسبان إلى مستعمرات ما وراء البحار.

3- كيف دخل الإسلام الفلبين؟

على مدار قرون، دخل الكثير من سكان المنطقة الإسلام تأثرا بالتجار العرب، القادمين من شبه الجزيرة العربية، خصوصا في الجنوب، وساهمت المصاهرة فيما بينهم بنشره.

وفي منتصف القرن الخامس عشر، بدأ الإسلام في الانتشار من المناطق الساحلية إلى الجبلية والداخلية، ودخل المؤسسات التعليمية ومن ثمّ الإدارية.

4- ما هي أزمة مورو؟

حتى منتصف القرن العشرين، كان شعب مورو يعيش في دولة مستقلة خاصة، ومع إلحاقهم بالفلبين، من الإدارة الاستعمارية الأمريكية، باتوا أقلية في كيان أكبر.

وبدأ شعب مورو عبر مفاوضات سياسية السعي لاستعادة استقلاله من جديد، فيما سلكت عدة مجموعات الخيار المسلح لتعثر المساعي السلمية.

5. كيف بدأ الكفاح المسلح؟

تحولت الهجمات ضد مسلمي المنطقة إلى تطهير عرقي، ما دفع العديد من أبناء الأقلية، في سبعينيات القرن الماضي، إلى إنشاء "جبهة تحرير مورو الإسلامية"، وحمل السلاح دفاعا عن النفس.

وتسبب النزاع بين الدولة والمسلحين المسلمين، خلال 4 عقود، بمقتل أكثر من 120 ألفا من أبناء المورو، ونزوح نحو مليونين.

6. كيف تم إعلان وقف إطلاق النار؟

بدأت اللقاءات بين الأطراف عام 1997، ومع انطلاق مفاوضات السلام في 2012 تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

تنازلت جبهة تحرير مورو الإسلامية، في المفاوضات التي جرت بوساطة ماليزية، عن تأسيس دولة مستقلة في مينداناو، وتم الاتفاق على تأسيس منطقة حكم ذاتي تحمل اسم "بانغسامورو".

7. كيف اكتسبت مفاوضات السلام زخما؟

اكتسبت مفاوضات السلام زخما بعد انتخاب دوتيرتي رئيسا للبلاد، الذي ركز على "إنهاء الأزمة" في وعوده الدعائية.

عرضت جبهة تحرير مورو الإسلامية مشروع قانون "بانغسامورو" الأساسي على الرئيس الجديد، وبعد مداولات صادق البرلمان الفلبيني أخيرا على صيغة القانون النهائية، بما يمنح الحكم الذاتي لولاية مينداناو والجزر المحيطة بها.

8. كيف سيطبّق القانون؟

ستيم الاعتراف بولاية مينداناو والجزر المحيطة بها، ذات الغالبية المسلمة، على أنها منطقة حكم ذاتي، وسيتم تنظيم استفتاء في المنطقة خلال 150 يوما، كأقصى حد، منذ تاريخ مصادقة الرئيس عليه (الجمعة).

وسيتم انتخاب مجلس مؤلف من 80 شخصا، أغلبهم من جبهة تحرير مورو الإسلامية، يقوم بدوره باختيار رئيس وزراء للإقليم الجديد، في عهدة تنتهي عام 2022.

9. ما مصير جبهة تحرير مورو الإسلامية؟

سيترك 30 في المائة من عناصر الجبهة السلاح، بموجب الاتفاقات الموقعة، ليعودوا إلى الحياة المدنية، على أن يلتحق بهم البقية بحلول عام 2022.

وستتحول جبهة تحرير مورو الإسلامية إلى كيان سياسي خاضع لقانون الأحزاب، يتم الإعلان عنه في اجتماع نهائي لإعلان انتهاء مرحلة مفاوضات السلام.

10. ما هي مكاسب المسلمين من الاتفاقية؟

مع دخول قانون "بانغسامورو" حيز التنفيذ، يتوقع أن يحقق المسلمون مكاسب قانونية واقتصادية، إذ من المقرر أن يتم تأسيس حكومة بصلاحيات واسعة، وفتح محاكم تطبق أحكام الشريعة الإسلامية بشكل مستقل.

ومن شأن الاستقرار المرجو تحقيقه أن يفتح المنطقة للاستثمارات، سواء الداخلية أو الخارجية، وأن يعزز فرصها في التنمية ورفع مستويات التعليم والرعاية الصحية، فضلا عن الأمن.
التعليقات (0)