ملفات وتقارير

بعد حديث السيسي عن المصالحة .. هل يرفضها أم يسعى لها؟

قيادي بجماعة الإخوان: السيسي يتعرض لضغوط دولية للمصالحة ليس حبا في الإخوان ولكن لإتمام صفقه القرن- جيتي
قيادي بجماعة الإخوان: السيسي يتعرض لضغوط دولية للمصالحة ليس حبا في الإخوان ولكن لإتمام صفقه القرن- جيتي

في معرض حديثه عن المصالحة خلال جلسة "اسأل الرئيس" في ختام مؤتمر الشباب الوطني السادس، بجامعة القاهرة، الأحد، قال عبد الفتاح السيسي: إن "الحديث عن المصالحة سيكون وفقا لإرداة مجتمعية وليس مبادرة من الرئاسة".

وفي شباط/ فبراير 2018 أكد السيسي، في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أن إجراء مصالحة في فترة حكمه مع جماعة الإخوان المسلمين، "قرار الشعب" وليس قراره.

وقلل مراقبون وسياسيون في تصريحات لـ"عربي21" من تلميحات السيسي المتكررة "للمصالحة"، وأنها شأن "مجتمعي" وليس "سياسي"، كما زعم في العديد من تصريحاته سواء في مؤتمرات صحفية، أو لوسائل إعلام أجنبية.

مبادرات سابقة


رصدت "عربي21" حتى نهاية أيار/ مايو 13 مبادرة سياسية منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 وعقب فض اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة"، التي كان آخرها مببادرة "مبادرة الوفاق الوطني" للدبلوماسي المصري، المرشح الرئاسي الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، وتهدف للخروج بإجراءات محددة تنتهي إلى انفراج الأزمة"

وقبلها بأيام كانت مبادرة الأكاديمي المصري، حسن نافعة، من خلال "عربي21" "لبلورة خارطة طريق جديدة للخروج من الأزمة"، من خلال الدعوة لحوار مجتمعي واسع النطاق يضم مختلف القوى لصياغة خارطة سياسية جديدة تتضمن حلولا مرحلية".

وفي شباط/ فبراير 2018 أكد عبد الفتاح السيسي، في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أن إجراء مصالحة في فترة حكمه مع جماعة الإخوان المسلمين، "قرار الشعب" وليس قراره.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، علق السيسي على إمكانية المصالحة مع جماعة الإخوان حاليا، قائلا: "مش هقدر آخد فيها قرار لوحدي، دا قرار دولة".

من يسعى للمصالحة

 

 كشف رئيس لجنة الشؤون العربية والدفاع والأمن القومي بمجلس الشوري السابق، رضا فهمي، عن سعي السيسي لفتح باب المصالحة، على عكس ما يدعي، قائلا: "لا أذيع سرا إذا قلت إنه على مدار الشهرين الماضيين جاء بعض الأشخاص أحدهما رئيس تحرير صحيفة مصرية شهيرة، والآخر سياسي سعودي كان موضوعهما الجلوس إلى الطاولة، والذهاب للمصالحة ليس مع السيسي فقط، ولكن مع المحور الأمريكي بالمنطقة التي تتصدره أمريكا والسعودية ومصر وإسرائيل والإمارات".

مضيفا لـ"عربي21": "وقالوا إنه ليس أمامكم خيار سوى التحدث مع الأنظمة الموجودة، وإيصال تطمينات لها، وهو طلب غريب إذ كيف يُطلب ممن وقع عليهم الظلم أن يقدموا تطمينات لمن أتوا على ظهر الدبابة ودعم إسرائيلي وخليجي"، مشيرا إلى أن "أكثر ما يؤرق السيسي هو فكرة المشروعية".

وأردف قائلا: "السيسي يعرف جيدا أنه محل تشكيك وانتقاص من أطراف عدة، وكان يعتقد أن القبضة الأمنية قد تدفع الناس اتجاه السعي نحو المصالحة، وهو مالم يحدث، لكن في حقيقة الأمر السيسي هو من يسعى لها بشكل حثيث، ولكن من وراء ستار".


سياسة البقاء


فيما رأى رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، والرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، أن السيسي لا يرغب في طرح أية مبادرة أو قبول أخرى؛ لأن "إستراتيجيته في التشبث بالسلطة تعتمد على استمرار الصراع والصدام، بل إنه يعمل على قطع الطريق على أي مصالحة سياسية أو مجتمعية؛ لأنها تقوض مبررات سلطاته، كما أنها تنهي أسباب دعمه من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة".

وأكد لـ"عربي21": أن "السيسي لم يذكر المصالحة مرة واحدة بشكل جدي، لكن الذي يتكلم عن المصالحة أطراف كثيرة غيورة على الدولة والمجتمع، لكنها لا تمثل السيسي بحال"، ولكنه استدرك بالقول: "وهذا لا يعني ألا نسعى في اتجاه الحل السياسي، بل سيظل خيارا استراتيجيا؛ لأن تعقيدات المشهد المصري تحتمه، لكن ظروفه لم تنضج بعد".

ضغوط خارجية


وعلق القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبدالغفار، بالقول، إن "السيسي لا يستطيع أن يدعو إلى مصالحة؛ لأنه دأب خلال خمس سنوات على مهاجمة الإخوان، ومحاولة إخراجهم من النسيج الوطني المصري، وتصويرهم على أنهم شياطين"، مشيرا إلى أنه "مازال يكرر أنه موجود لمكافحة الإرهاب، وإنقاذ مصر من خطر الإخوان، وحصل على أموال من الخليج لهذا الغرض".

وأضاف لـ"عربي21": أن "السيسي يتعرض لضغوط دولية للمصالحة تسعى فيها دول غربية مثل بريطانيا وألمانيا من جهة وأمريكا من جهة أخرى عبر السعودية، ليس حبا في الإخوان ولا تعاطفا معهم، ولكن لأن الغرب مقدم على إتمام صفقه القرن (لا قدر الله)".

 ورأى أن أية مصالحة هدفها ابتزاز "الإخوان"، قائلا: "السيسي لا يريد أية معارضة لما يسمى بصفقة القرن البغيضة مقابل إخراج الإخوة من السجون، وأن يلتزموا بالصمت، ولكني لا أتوقع أن يقبلوا تضييع وطنهم وأمتهم مهما كان المقابل".

التعليقات (0)