ملفات وتقارير

تعقيدات عدة تواجه حكومة هادي ومجلس انفصالي يسعى لاستغلالها

هادي في موقف حرج بعد الاحتجاجات- جيتي
هادي في موقف حرج بعد الاحتجاجات- جيتي

تواجه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تعقيدات عدة، فإلى جانب الحرب الذي تخوضها قواتها ضد المتمردين الحوثيين منذ أكثر من ثلاث سنوات، يتصاعد المزاج الشعبي الرافض لاستمرار حالة التردي في الخدمات والأوضاع المعيشية في المدن الخاضعة عمليا لسيطرتها جنوبي البلاد.


يأتي ذلك وسط تجدد تدهور قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وتجاوزها حاجز الـ550 ريال مقابل الدولار الواحد، ما فاقم من معاناة الناس.


ومع ظهور ملامح الاحتجاجات الشعبية في مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية مقرا لها، على تردي الأوضاع والخدمات الأساسية، برزت محاولات ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" -كيان انفصالي تشكل في العام 2017- لاستغلال هذا الحدث للتحشيد ضد السلطات هناك، وفقا لمراقبين.

 

وتتصاعد المخاوف من أن تتكرر أحداث كانون الثاني/ يناير مطلع العام الجاري، بعد دخول المجلس الجنوبي على خط المطالب الشعبية، التي تحولت حينها إلى صدام مسلح، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.


وكان المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، أعلن في بيان له الأحد، دعمه للمطالب الشعبية المشروعة، مؤكدا على حماية المتظاهرين من أي محاولات للمساس أو التعرض لهم بأي شكل من أشكال القوة.


تحشيد ضد الحكومة


وفي هذا السياق، قال الصحفي والمحلل السياسي، عبدالرقيب الهدياني، إن هناك حالة تحشيد من قبل "الانتقالي الجنوبي" تحت لافتة المطالب الشعبية وتدهور الخدمات.


وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن المجلس الجنوبي يعيد السيناريو ذاته الذي رفعه الحوثيون في العام 2014، لإسقاط الجرعة السعرية، وما تبعه من إسقاط للحكومة في انقلاب مسلح. مشيرا إلى أن الكيان المدعوم من أبوظبي يمارس الدور ذاته، ويحاول استغلال تردي الأوضاع وتدهور سعر العملة المحلية، لتنفيذ "محاولة للانقلاب على الحكومة في عدن".


وحذر الهدياني من ركوب موجة الاحتجاجات، لكنه استدرك بالقول: "هناك وعي موجود في عدن، لا سيما بعدما إعلان المجلس الانتقالي دعمه لهذه المطالب".


ووفقا للصحفي اليمني، فإن هناك لربما شبه إجماع من مكونات عدة على أن مساعي المجلس الانتقالي استغلال هذه الخطوة سيفسدها بهدف تحقيق مكاسب سياسية ذاتية.


"إسقاط الحكومة"


من جانبه، اعتبر الكاتب والسياسي الجنوبي، عبدالكريم السعدي، أن الحديث عن إسقاط حكومة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلد تعود جذوره إلى صراع قائم على الجغرافيا الجنوبية منذ تحريرها في العام 2015م، وكان وما زال له الأثر الأكبر في إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه.


وأضاف في منشور له بموقع "فيسبوك" أن المطالبة بإصلاح أحوال الناس، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لأبناء المحافظات في جنوب البلاد، سيكون مقبولا وموضوعيا؛ لأن المطالب تكشف معاناة الناس، وبالتالي تسعى إلى تغييرها.


وأشار السعدي، وهو عضو ائتلاف سياسي جنوبي، إلى أن المطالبة بإسقاط الحكومة -وهو شعار يرفعه المجلس الانتقالي- وانتظار المجهول، هو فعل غير عاقل، ولا يعبر عن حرص على الوطن، مؤكدا أنه ليس من المنطق أن يخرج الإنسان ليطالب بلقمة العيش ويحطم في طريقة ما تبقى قائما من أسوار هذا الوطن.


وحذر من حساسية المرحلة، كون البلد لا يحتمل هزات جديدة. داعيا إلى التعقل وحماية المنادين بتغيير الأوضاع المعيشية.


ويشهد اليمن ارتفاعا جنونيا في أسعار المواد الأساسية، تزامنا مع تدهور سعر العملة الوطنية، وانهيار الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، وسط عجز رسمي عن إيقاف هذا الانهيار الذي يترافق مع استمرار الحرب المدمرة.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل