صحافة دولية

لماذا تعد مجزرة الأطفال نقطة تحول في الحرب اليمنية؟

أودت المجزرة عن مقتل 29 طفلا في صعدة- جيتي
أودت المجزرة عن مقتل 29 طفلا في صعدة- جيتي

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الغارة الجوية السعودية، التي استهدفت حافلة تقل أطفالا وأسفرت عن مقتل العشرات من الضحايا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21ّ"، إن الغارة الجوية، التي استهدفت حافلة تنقل أطفالا إلى المدرسة الصيفية، تعد نقطة تحول في الحرب اليمنية.

 

ووفقا لوزارة الصحة، خلفت هذه المجزرة 50 ضحية من بينهم 29 طفلا. كما أسفر عن إصابة 77 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 30 طفل. وبالنظر إلى تدهور الوضع الصحي في اليمن، من المنتظر أن يرتفع عدد ضحايا المجزرة خلال الأيام المقبلة.

وأكدت أن الغارة خلقت موجة من الاستياء لدى المجتمع الدولي، حيث دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مختلف الأطراف إلى "احترام حقوق الإنسان والحرص على التقليص من عدد الخسائر البشرية قدر الإمكان عند كل هجوم".

 

اقرأ أيضا: قناة للحوثي تعرض لقطات أطفال صعدة قبل استهدافهم (شاهد)

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب اليمنية بلغت منحى خطيرا منذ أن أقدم الحوثيون على إسقاط الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والسيطرة على العاصمة صنعاء.

 

على ضوء هذه المعطيات، صنفت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحوثيين في خانة حلفاء إيران، وفي الوقت ذاته أعربتا عن خشيتهما من أن ينجح الإيرانيون في تشكيل جبهة في جنوب شبه الجزيرة العربية.

وتابعت بأنه على الرغم من أن الإمارات نشرت قواتها البرية على كامل الأراضي اليمنية، إلا أن القوات الجوية التابعة للتحالف واصلت غاراتها، التي أسفرت عن مقتل العديد من الأبرياء نظرا لأن الطائرات المقاتلة تقصف أهدافها من ارتفاع شاهق، علاوة على أن عناصر قوات التحالف غير متمرنين على تجنب الخسائر البشرية خلال هجماتهم.

وأوردت، أن السلطات السعودية أنكرت كل الاتهامات الموجهة لها باستهداف المدنيين خلال هجوم صعدة الأخير، وفي هذا الصدد، أفاد المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، أن "غارة صعدة لم تستهدف المدنيين، بل قاذفات صواريخ".

 

وفي وقت سابق، أطلق الحوثيون صاروخا في اتجاه المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من أن القوات الجوية السعودية تصدت للصاروخ، إلا أن الشظايا المتطايرة منه تسببت في مقتل شخص وجرح 11 آخرين.

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يدعو لإجراء تحقيق بهجوم صعدة اليمنية

وأفادت الصحيفة أنه وفقا للسلطات السعودية، يتخذ الحوثيون الجنود والمدنيين كدروع بشرية. في هذا السياق، صرح المالكي، قائلا: "نحترم المعايير الإنسانية في كل العمليات الجوية". في السياق ذاته، أوردت بعض وسائل الإعلام العربية نقلا عن صحفيين يمنيين أنه عندما شنت طائرات التحالف الغارة الجوية على الحافلة، كان المكان خاليا من الحوثيين.

وأوضحت أنه وفقا لمشروع بيانات اليمن، شنت قوات التحالف العربي في شهر حزيران/يونيو لوحده حوالي 258 غارة جوية، استهدفت أغلبها أهدافا مدنية على غرار المستشفيات والبيوت ومحطات توليد الكهرباء، علاوة على محطات معالجة المياه ومراكز اللجوء.

 

من جهته، نشر الاتحاد الأوروبي بيانا ندد فيه بانتهاك حقوق الإنسان في اليمن بشكل يومي مشيرا إلى أن الحرب الجوية التي تشنها السعودية على الحوثيين، أوقعت اليمن في أزمة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلا.

وذكرت الصحيفة أن 22 مليون يمنيا يعيشون على المساعدات الإنسانية، فيما أصيب مئات الآلاف منهم بالكوليرا، في حين تهدد المجاعة ملايين الأشخاص. ووفقا لتقديرات الخبراء، قد يفقد اليمن مخزونه من الماء الصالح للشراب بشكل نهائي في المستقبل. ومن المتوقع أن يزيد الصراع حول ميناء الحديدة الأوضاع سوءا.

 

اقرأ أيضا: تواصل التنديد بـ"قصف صعدة" والحوثي يرحب بالتحقيق الدولي

وبينت أن العالم الغربي لم يفعل شيئا لوضع حد للحرب اليمنية، بل على العكس تماما، تزود بعض الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة المملكة العربية السعودية بالسلاح. وعلى الرغم من أن الحكومات الأوروبية لطالما انتقدت سياسة الرياض في اليمن، إلا أن هذا النقد لا يعدو أن يكون سوى ذر رماد على العيون نظرا لأنها لا تريد إفشال صفقاتها مع الحكومة السعودية.

وأبرزت الصحيفة أن تواصل الحرب اليمنية لن يؤدي إلى تداعيات كارثية على المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان فحسب، بل على كامل منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن اليمن يقع على مشارف مضيق باب المندب، الذي يربط بين آسيا وأوروبا.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس طالب بفتح تحقيق فيما يتعلق بمجزرة صعدة واستئناف مفاوضات السلام. وفي السياق ذاته، أفاد المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، قائلا: "لن نقبل بأي أعذار. هل ينتظر العالم قتل المزيد من الأطفال الأبرياء كي نضع حدا للحرب ضد أطفال اليمن؟".

0
التعليقات (0)