طب وصحة

دراسة جديدة: هكذا يفاقم "فيسبوك" مشاكلنا النفسية

يمكن لـ"فيسبوك" أن يفاقم مشاكلنا النفسية - أرشيفية CC0
يمكن لـ"فيسبوك" أن يفاقم مشاكلنا النفسية - أرشيفية CC0

قالت دراسة حديثة إن العوامل النفسية التي تقودنا إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، يمكن أن تتسبب لنا بمشاكل نفسية، وزيادة تلك الموجودة أساسا وجميعها لها علاقة بما يسمى "أنماط التعلق غير الآمن".


وتفحصت الدراسة التي نشرت في "BMC Psychology" تلك العوامل النفسية، وقال معدوها إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الآن جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونستخدم معظم منصاتها يوميا للبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء.


وعلى الرغم من القيمة التي تضيفها مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها، فإن هنالك أدلة متزايدة تشير إلى أن بعض المستخدمين يتعاملون مع مواقع التواصل بطريقة مختلة، قد تؤدي لمشاكل نفسية، أو تفاقم تلك الموجودة.


وفي الدراسة المنشورة في المجلة، رصد القائمون عليها أربعة أشكال مثيرة للشك لاستخدام منصة "فيسبوك" جاءت على النحو الآتي:


 

وتشير الكثير من الدراسات الحديثة إلى أن استخدام "فيسبوك" بالطرق السابقة، يرتبط وثيقا بتقلبات المزاج، وتدني احترام وتقدير الذات عند الشخص، ما يثير سؤالا هاما وهو: "ما الذي يدفع المستخدمين إلى هذه الطرق؟"، وقد تكون الإجابة عن السؤال هي "اختلاف أنماط التعلق الاجتماعي".

 

وتتأثر سلوكيات التعليق التي يعاني منها البالغون بشكل كبير من علاقاتهم بعائلاتهم، وينقسم التعلق إلى نوعين؛ الأول: التعلق القلق، والآخر: تجنب التعلق.

 

أما نمط "التعلق القلق" فمرتبط بتجارب الرعاية التي مر بها المستخدم، والتي غالبا ما تكون مختلة، حيث يكون مقدم الرعاية (العائلة) حساسا جدا لاحتياجات الطفل، وفي أوقات أخرى غير مستجيب (مهملا) وعليه يتحول البالغ إلى شخص بمستويات عالية من القلق، ومتكل على غيره في كثير من الأحيان، ويحاول قدر الإمكان البقاء بقرب الآخرين.

 

ونمط "تجنب التعلق" من ناحية أخرى، مرتبط بالتفاعلات المبكرة مع مقدم الرعاية (العائلة) حيث يكون غالبا غير مستجيب لاحتياجات الطفل، وعليه فإنها تظهر عند البالغ علامات الاستقلالية أكثر في مرحلة متقدمة، وتظهر مستويات عالية من تجنب التعلق بالآخرين، أو الدخول في علاقات وثيقة، ويكون تعبيره العاطفي مثبطا، لكنه لا يمانع في البقاء على اتصال بالناس.

 

وتابع معدو الدراسة بأنه نظرا إلى نظام "فيسبوك" الاجتماعي، فقد طرح سؤال عمّا إذا كان الأشخاص الذين يعانون من مستويات من انعدام الأمن سوف يستخدمون منصة "فيسبوك" بطريقة خاطئة، وتنبأ معدو الدراسة بأن الاضطراب النفسي وتدني احترام الذات كانا عاملا في تحديد طريقة استخدام "فيسبوك".

 

وفي مسح إلكتروني على الإنترنت اشترك فيه 717 مستخدما لموقع "فيسبوك"، متعلق بالضغوط النفسية واحترام الذات والتعلق، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق والتعلق وتدني احترام الذات، استخدموا الموقع بالطرق الأربعة السالفة الذكر جميعها عند الشعور بالتوتر.

 

وخرجت الدراسة بأن الانخراط في المقارنة الاجتماعية كطريق لتعزيز الذات، وإظهار المثالية للآخرين، وفضح الذات، واستخدام الموقع للتطفل على حياة الآخرين، كانت كلها تهدف إلى شيء واحد مشترك، وهو الحصول على التواصل  والاهتمام من الآخرين عبر الإنترنت.

 

ووجدت الدراسة أيضا أن الذين يستخدمون "فيسبوك" بهذه الطريقة، تتأثر طريقة تعاملهم مع الآخرين خارج نطاق مواقع التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، وجعلت منهم أشخاصا أقل تواصلا، لكون التواصل عبر "فيسبوك" أكثر أمانا بالنسبة.

 

ويمكن أن تساعد نتائج هذه الدراسة بحسب القائمين عليها المستخدمين بشأن طرق استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها يمكن أن تساعد المختصين في مجال الصحة العقلية في تقييم عوامل الخطر عن استخدام مواقع التواصل.


وتقترح الدراسة أن الفوائد الإيجابية لاستجلاب الاهتمام والتواصل عبر موقع التواصل الاجتماعي قصير الأجل، ولكن الخطر يكمن في أنها ستتسبب بخفض الثقة بالنفس، وتشكل بديلا ضعيفا للعلاقات الاجتماعية في العالم الحقيقي.

التعليقات (0)