مقابلات

والد مصعب الشامي لـ"عربي21": لا تصالح في دم "رابعة"

رحل الشامي في يوم فض اعتصام رابعة ولكن ظلت الصور والمقاطع المصورة التي التقطها حية لا تموت- أرشيفية
رحل الشامي في يوم فض اعتصام رابعة ولكن ظلت الصور والمقاطع المصورة التي التقطها حية لا تموت- أرشيفية

أكد والد المصور المصري الشاب مصعب الشامي (26 عاما)، الذي قضى برصاص قناصة في مجزرة رابعة العدوية في الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013، أن ما حدث في رابعة "مجزرة" ضد الإنسانية، ولن تسقط بالتقادم، مهما طال الزمن.

ورحل الشامي في يوم فض اعتصام رابعة، ولكن ظلت الصور، والمقاطع المصورة، التي التقطها طوال الاعتصام 48 يوماـ بعد خمس سنوات من عملية الفض، حية لا تموت.

وقام مصعب الشامي بتوثيق مجزرة رابعة العدوية، خلال عملية فض الاعتصام بالقوة، بكثير من الصور لأحداث الفض وتفاصيلها، تناولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية، والتقفتها المنظمات الحقوقية والإنسانية، حتى لقى نحبه في ذات اليوم.

ولعب الشامي دورا مهما في توثيق الاعتصام، وما صاحبه من أحداث جسيمة، وسط أجواء أشبه بأجواء حروب الانتقام، ولكنها لم تثنه عن الابتعاد عن أرض المعركة التي اشتعلت من تحت أقدام المعتصمين، وسالت في شوراعها دماؤهم.

وفي ما يلي نص الحوار:

في الذكرى الخامسة لمجزرة رابعة هل يقلقكم أن تظل العدالة غائبة حتى الآن؟ وهل تتوقعون ظهورها؟

-بداية أريد أن أؤكد أن هذه المذبحة جريمة ضد الإنسانية، ولن تسقط بالتقادم... وإن غابت العدالة الآن، فأنا على يقين من ظهورها قريبا.

كيف ترى دور المنظمات الحقوقية والإنسانية في التعاطي مع مجزرة رابعة بعد مرور 5 سنوات؟

-حضرت أنا وزوجتي أم الشهيد مصعب الشامي، مؤتمرا حقوقيا بمدينة إسطنبول التركية، وكان به عدد من المؤسسات الحقوقية دعت لاعتبار يوم 14/8 يوم عالمي لضحايا فض الاعتصام، وكذلك عرضوا بعض الفعاليات التي تهدف لعدم إفلات المجرمين من العقاب.

هل ما حدث في رابعة كان صادما بحيث لو عاد بك الزمان لما كنت سمحت للشهيد مصعب بالتواجد هناك؟

-مصعب شهيد سبقنا إلى الجنة.... ونفتخر به، ونطمع في شفاعته يوم القيامة، ولو عاد بي الزمان ما تمنيت أقصى من أن يلقى ربه شهيدا.

هل كان يخيل لك أن يقوم الجيش والشرطة بفض الاعتصام بهذه الوحشية والعنف وفيه ما فيه من مدنيين؟

-بالطبع لم يدر بخاطري ولم أتخيل أبدا أن تتعامل الشرطة والجيش بهذا الأسلوب مع الشعب، بأن توجه الرصاص الحي لصدور أبناء الوطن، وتحرق المسجد والمستشفى، وتحرق الجثث وتجرفها، إن ما حدث وصمة عار في جبين المؤسسة العسكرية.

هل يمكنكم التنازل عن حقكم في الدم في ظل أي صفقة سياسية أو مصالحة سياسية قد تحدث؟

-أنا لا أقبل إلا بالقصاص ممن ارتكبوا تلك الجريمة، خاصة وأن الذين ارتكبوا الجريمة معروفة أسماءهم ووظائفهم.

هل تعتقد أن المصريين بصفة عامة والثوار بصفة خاصة قد ينسون ما حدث في رابعة؟ ولماذا؟

-رابعة لن تنسى.... إنها أقوى موقف للشعب المصري في تاريخه المعاصر عبر فيه عن رفضه الاعتداء على إرادته وقدم من أجل ذلك آلاف الشهداء والمصابين، رابعة أصبحت علامة في تاريخ مصر والعرب والعالم.

هل تخشى من حدوث أي صدام قادم مع السلطات في حال استمر في الحكم أم تعتقد أنها مواجهة حتمية؟

-أعتقد أن صمت الشعب لن يدوم طويلا... وأن ثورته قريبة لا محالة؛ لأن الغمة قد أزيحت عن الشعب وانقلب السحر على الساحر، ووضحت الأمور لكل ذي عينين.

التعليقات (0)