طب وصحة

كيف تكشف إصابة طفلك بالتوحد وهو بعمر 6 أشهر

العلماء كانوا يقيسون نشطاء الدماغ- جيتي
العلماء كانوا يقيسون نشطاء الدماغ- جيتي
توصلت دراسة حديثة إلى إمكانية معرفة إصابة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم حول أربعة أشهر بمرض التوحد، ببساطة من خلال مراقبة استجابتهم لألعاب مثل "إخفاء الوجه باليدين" أو "العنكبوت".

وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، وجد الباحثون أن الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد (ASD)، يظهر عندهم مستوى نشاط الدماغ أقل عند لعب الألعاب الاجتماعية التفاعلية، أو عند مشاهدة الناس يتثاءبون أو يضحكون، لكن على العكس تُظهر أدمغتهم نشاطا أكثر تحفزًا بالنظر لصور الأشياء الجامدة مثل السيارات.

وقالت الدكتورة "سارة لويد فوكس" من مركز بيركبيك البريطاني للدماغ والتنمية المعرفية، التي قادت الدراسة: "لقد وجدنا مؤشرا مبكرا على أنماط مختلفة من نشاط الدماغ عند الرضع الذين ينمون بإصابتهم بالتوحد "ASD"".

وتابعت: "نظراً لأهمية الاستجابة للآخرين في عالمنا الاجتماعي، فمن الممكن أن تؤثر المؤثرات المختلفة في الأطفال على تطوير استجابات الدماغ الاجتماعية، والتي يمكن أن تستمر في التأثير على مسار نمو الطفل مع تقدمه بالسن".

وأوضحت أنه "من المهم تحديد الأنماط المبكرة للتنمية المتغيرة التي قد ترتبط فيما بعد بـالتوحد ASD، لأنها ستسمح للأطباء بتقديم استشارات مقدما وتزويد الأسر بطرق الدعم".

مبينة أنه "قد يعني هذا إعطاء الأطفال والآباء استراتيجيات جديدة لإعادة جذب انتباههم نحو الإشارات الاجتماعية الهامة وتعلم طرق مختلفة للتفاعل".

ويعرف التوحد (ASD) بأنه اضطراب نموي شائع عادة ما تبدأ الأعراض في الظهور في مرحلة الطفولة، ولكن لا أحد يعرف ما إذا كان من الممكن التقاطها في وقت مبكر، وذلك لمساعدة الأهالي على الاستعداد لهذا الحال.

واستخدم علماء من بيركبيك، وجامعة لندن، وجامعة كامبريدج، وكلية يونيفرستي كوليج لندن، وكينغز كوليدج لندن، تقنية التصوير العصبي لقياس نشاط الدماغ عند الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 أشهر.

ثم قاموا بعد ذلك بمقارنة بيانات عمليات المسح الخاصة بالأطفال الذين كان لديهم أشقاء مصابون التوحد وكذلك الذين لا يوجد لديهم أشقاء مصابون بالمرض، وكان الأطفال الذين لديهم مصابون في العائلة هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

وقد درس العلماء كيف تغير نشاط الدماغ عند الرضع والاستجابة لمقاطع الفيديو "المتحركة" الخاصة بالأشخاص، مثل الذين يلعبون لعبة العنكبوت، وبنفس الوقت راقبوا نشاط الدماغ حين شاهد الأطفال مع صور "غير متحركة" لأشياء مثل السيارات.

كما قاموا بقياس نشاط دماغ الأطفال حين يظهرون رد فعل على أصوات الإنسان (السعال والتثاؤب والبكاء والضحك) مقارنة بالأصوات غير البشرية (أجراس، جريان الماء).

وأظهر الرضع الذين لم يتم تشخيصهم بأنهم مصابون باضطراب التوحد مستويات أعلى من النشاط واستجابة للمؤثرات الاجتماعية أكثر من المحفزات غير الاجتماعية.

ويعد هذا أول بحث يُظهر أن استجابات الدماغ الوظيفية لعمر 6 أشهر ترتبط بتشخيص التوحد ASD اللاحق عند عمر 3 سنوات، مما يعني أن هذه النتائج تُظهر أقرب علامة على الإصابة بالتوحد ASD حتى تاريخه.
التعليقات (0)