سياسة دولية

مؤرخ صهيوني أمريكي يستعرض التهديدات الماثلة أمام إسرائيل

زعم الكاتب أن إسرائيل حاولت إرضاء الفلسطينين إلا أنهم رفضوا
زعم الكاتب أن إسرائيل حاولت إرضاء الفلسطينين إلا أنهم رفضوا

قال المؤرخ الصهيوني الأمريكي دانيئيل بايبس إن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا بد أن ينتهي بإخضاع أحد الطرفين للآخر، بحيث يجعله يائسا من أي تغيير؛ لأن الخيار التصالحي أثبت فشله، وطالما أن إسرائيل هي الطرف القوي، فعلى الفلسطينيين أن يعلموا أن تطلعهم للقضاء عليها ليس له فرصة للتحقق".


وأضاف بايبس، وهو أحد رموز المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، بمقابلة مطولة مع موقع ميدا الإسرائيلي، ترجمتها "عربي21"، أن "انتصار الإسرائيليين يجب أن يعني خسارة الفلسطينيين؛ لأن الدبلوماسية التي تنتهجها إسرائيل في السنوات الأخيرة الهادفة لإرضاء الفلسطينيين فشلت وأخفقت، ولذلك ليس هناك من خيار إلا معاودة التفكير فيها من جديد، والانطلاق من فرضية أن العرب هم الطرف الخاسر في هذه المواجهة".

 

وزعم بايبس، الذي يقود مشروع "انتصار إسرائيل"، أن "الإسرائيليين دأبوا على القول للفلسطينيين: تفضلوا هذه المقترحات، فيردون منذ ثلاثين عاما بالإجابة ذاتها: نأخذ ما تعرضوه لنا، لكنه لا يكفي لإنهاء الصراع، نريد المزيد"، هذه سياسة عرفات ومن أتى بعده، لم يتنازلوا عن هدفهم النهائي بالقضاء على إسرائيل، وإن تغيرت وسائلهم فقط".

 

وأوضح أن "طريقة إدارة إسرائيل لصراعها مع الفلسطينيين تتناقض مع ما درسته من صراعات تاريخية على مستوى العالم، فما زلت أذكر حين تنازلت الولايات المتحدة عام 1975 لفيتنام، ليس بسبب نقص الذخيرة أو الجنود أو المال، لكننا افتقدنا للإرادة، وهذا كان خضوعا مطلقا، ومن حينها لم يطالب أحد بالعودة لفيتنام، وهزيمة الشيوعيين من جديد، هكذا تنتهي الصراعات حين يتم إخضاع أحد الطرفين للآخر".

 

وأعاد الحديث حول ضرورة "أن تنطلق إسرائيل في إدارة صراعها مع الفلسطينيين من إقناعهم بأن هزيمتها أمر غير متحقق، ليس فقط إقناع القيادة الفلسطينية، بل الرأي العام والجمهور الفلسطيني بأسره، من خلال إظهار قوة إسرائيل، وتحالفاتها القوية، وعلى الفلسطينيين البحث عن خيارات أخرى جديدة عبر القبول بإسرائيل، وبناء مجتمعهم من جديد".

 

وكشف النقاب أنه "عرض هذه الأفكار على العديد من الفلسطينيين، وآخرها في مؤتمر شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة، واستمع الحضور لكلامي، لم يقولوا نعم أو لا، لكن الفلسطينيين متنبهون لحجم الثمن الذي سيدفعونه في حال استمرار الصراع مع إسرائيل".

 

وزعم أن "هناك 20% من الفلسطينيين منفتحون على فكرة التعاون مع إسرائيل، رغم أن مئة سنة الماضية كان الخط المركزي فيها للحركة الوطنية الفلسطينية يسعى للقضاء على إسرائيل، ونزع الشرعية عن الفكرة الصهيونية، فيما تبدي العشرين بالمئة تحفظها على هذه التطلعات".

 

وزاد قائلا إن "هذه الأقلية من العرب والفلسطينيين كانت من الداعمين لفكرة الييشوف اليهودي قبل قرن من الزمن، ولعل إسرائيل لم تقم لولا هذه الأقلية التي تشكل اليوم المفتاح الحقيقي لتجسيد الهزيمة بين الفلسطينيين، ويجب إيصال الفكرة لهم، في ظل التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة".

 

بايبس، مستشار العديد من الإدارات الأمريكية للشرق الأوسط، قال إن "أمام إسرائيل ستة أنواع من التهديدات الجدية: أسلحة الدمار الشامل، السلاح التقليدي، العمليات المسلحة، المقاطعة الاقتصادية، الديموغرافيا، حركة البي دي إس، وإسرائيل تتعامل مع هذه التهديدات باستثناء أسلحة الدمار والبي دي إس".

 

وأكد أن "الخطر الأكبر يتمثل بأن تنظر أوروبا لإسرائيل على أنها دولة أبارتهايد، وتقوم بمقاطعتها، كما أنه محظور أن يتم تبديد فرص التقارب مع الهند في حال حصل تغير في التركيبة الحكومية؛ لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى دولة تنفذ سياسة البي دي إس، مع وجود 15 مليون مزارع هندي أعلنوا مقاطعة إسرائيل".

 

وختم بالقول إنه "في الولايات المتحدة أعلن استطلاع "بيو" أن أغلبية الفتيان الأمريكيين يعارضون إسرائيل أكثر من مؤيديها، والخطورة أن تحظى هذه الحراكات الشعبية بتأييد الحكومات الغربية، وحينها ستلحق أضرار جسيمة بإسرائيل واقتصادها".

التعليقات (0)