حقوق وحريات

معارضون خارج مصر يكشفون ابتزاز الأمن لهم بهذه الأساليب

النظام يطارد معارضيه في الخارج وأقاربهم في الداخل (أرشيفية)- جيتي
النظام يطارد معارضيه في الخارج وأقاربهم في الداخل (أرشيفية)- جيتي

كشف معارضون مصريون في الخارج عن لجوء السلطات المصرية إلى ابتزازهم؛ عبر ملاحقة أقاربهم وذويهم في الداخل، واعتقالهم، وتلفيق تهم سياسة لهم، وفق قولهم.


وأكد عدد منهم في تصريحات لـ"عربي21"، أن الأمن المصري يقوم بالقبض على ذويهم، وإخفائهم قسرا، لفترات غير محددة، ثم ما يلبثوا أن يظهروا على ذمة قضايا سياسية جاهزة سلفا لمثل تلك الحالات، على حد قولهم.

وقالوا إن سلوك النظام في مصر يهدف للضغط عليهم، وإسكاتهم. واتهموه باتخاذ أهلهم "رهائن" لديه، دون سند قانوني، وبما يخالف كل المعاهدات والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان، وفق تعبيرهم.

 

وأشاروا إلى "توثيق المنظمات الحقوقية لكثير من تلك الحالات، وتعرضها للحبس والتعذيب".

ملاحقة أقارب المعارضين

من جهته، قال الناشط السياسي، محمد طلبة رضوان، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، إن النظام يطارد معارضيه في الخارج وأقاربهم، وكشف عن واقعة اعتقال شقيق الفنان "هشام عبدالله"، المعارض في الخارج.

وكشف عن أن "الأمن المصري اعتقل شقيق الفنان هشام عبد الله، الحاج عبد الدايم، 64 سنة، المقيم في كفر الشيخ، عندما كان في زيارة لابنه في مرسى مطروح، وأنه اختفى خمسة أيام، ثم ظهر في سجن وادي النطرون (غرب القاهرة)".

 

اقرأ أيضا: منظمات: مصر تنتقم من المدافعين عن حقوق الإنسان بمحاكمة ذويهم

وتابع بأن "المحقق سأله: إيه علاقتك بهشام، قال له أخويا، قال له ولما بيتصل بيك بترد؟ قال له طبعا مش أخويا، قال له بيبعتلك فلوس؟ قال له لا طبعا، وآدي (هذا) حسابي وآدي (هذه) الفيزا وآدي (وهذا) كل شيء تقدروا تتأكدوا بنفسكم، لكنهم سجنوه، وسكنوه (وضعوه) على القضية 441، الخاصة بمعارضي السيسي من السياسيين والصحفيين والإعلاميين"، مشيرا إلى أن "الرجل مهندس زراعي، محال على المعاش منذ 4 سنوات، ولا علاقة له بالسياسة".

 



كسر المعارضة بالخارج

وروت الناشطة السياسية، غادة نجيب، المعارضة في الخارج، تجربتها مع ملاحقة النظام لأهلها في مصر، والتضييق عليهم، بل وسجن بعضهم، مؤكدة أن ما يحدث هو "عملية ابتزاز" غير مسبوقة، وأن ما يحدث "عمل إرهابي"، على حد وصفها.

وكشفت لـ"عربي21" أن "الأمن المصري اعتقل أخويها الاثنين في يوم واحد، وبعد ثلاثة أيام اعتقل شقيق زوجها الكبير، دون أسباب"، مشيرة إلى أن "اعتقال أقارب المعارضين ليس له إلا وصف واحد، أنه عمل إرهابي".

وأكدت أنها "من أكثر الناس التي تتعرض لهذا الابتزاز بسبب موقفها وزوجها المعارض لنظام السيسي"، لافتة أن "من يحكم مصر الآن هم مجموعة من الإرهابيين، فلم نسمع ولم نقرأ من قبل عن أخذ أبرياء رهائن إلا من قبل جماعات إرهابية".

وأوضحت أن ما يحدث من "خطف الأبرياء، وإخفائهم قسرا، وتلفيق التهم لهم جزافا، ليس له سند من قانون أو دستور، وكما أسلفت ما حدث هو سلوك عصابات، وجماعات إرهابية، وليس دولة قانون"، لافتة إلى أن "الهدف من ذلك هو كسر المعارضة بالخارج، وإسكات صوتها".

إفلاس نظام السيسي

وأعقبت مسؤولة الملف المصري في منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، سلمى أشرف، على لجوء نظام السيسي إلى اعتقال معارضي الخارج بالقول "هذا تصرف المفلسين"، مشيرة إلى أن "النظام عندما فشل في اعتقال أصحاب الرأي، والمعارضين الذين يفضحون أفعاله، قام باعتقال ذويهم".

وأضافت لـ"عربي21" أن "النظام يهدف من هذه الحملة إسكات المعارضين في الخارج الذين يكشفون عورات النظام، وانتهاكاته بحق المصريين"، لافتة إلى أن "هناك العديد من الحالات التي مرت عليهم في المنظمات الحقوقية، ووأنهم قاموا بتوثيقها، وشملت اعتقال عائلات بأكملها، وتلفيق تهم سياسية لهم، ومنهم من حكم عليه بالإعدام".


ووصفت تلك الأفعال بأنها "أفعال دولة اللا قانون؛ وأن ما يحدث يتعارض مع القانون الدولي، ويعد خرقا لكل كل المواثيق الدولية، ويشجع على كسر القانون، وغياب العدالة، ويرسخ لشريعة القوة؛ فلا يوجد مبرر قانوني واحد لاعتقال قريب أي مشتبه به أو مدان في أي قضية من أي نوع كانت".

 

اقرأ أيضا: أهالي معتقلي مصر السياسيين يتحدثون عن مأساة العيد بالسجون


وحذرت الحقوقية الدولية من مغبة استمرار غياب العدالة، قائلة: "كل تلك الجرائم التي ترتكبها الدولة تجاه مواطنيها تشعر المواطنين بإنعدام الأمان التام، والتأكد من غياب دولة القانون، بالتالي ارتفاع معدل الجريمة من المواطنين العاديين، الذين لا يَرَوْن إلا دولة ظالمة، تقوم بانتهاك حقوقهم كافة، فيٌنسى العدل وتؤخذ الحقوق بالقوة، وينتشر الظلم، وتعم الفوضى".

التعليقات (1)
إن شاء الله العد التنازلي
الخميس، 23-08-2018 11:04 م
ماذا يدل هذا،السيسي يجيب،من أراد طرح مبادرة فعليه إن لا يدخل النظام السيسي كطرف بالمبادرة،وعلى المعارضة أن تتعض،ولكن حاليا على ما يظهر أن الناس بمصر وبمختلف صنوفها قد إستفاقوا من الغيبوبة،إن شاء الله يأتي الصالح للناس ونرى أعوان السيسي لا رجعة لهم.