صحافة دولية

"كلارين": فضائح ترامب وسحب الثقة منه.. ما إمكانية ذلك؟

ترامب ذو الطباع الفريدة من نوعها هو الذي جعل مصطلح سحب الثقة يتردد وبقوة في الأوساط السياسية والإعلامية
ترامب ذو الطباع الفريدة من نوعها هو الذي جعل مصطلح سحب الثقة يتردد وبقوة في الأوساط السياسية والإعلامية

نشرت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية تقريرا، تحدثت فيه عن الأزمة والمتاهة التي تورط فيها ترامب، والتي يبدو المخرج منها صعبا وشبه مستحيل.

 

وقد تعددت أزمات ترامب منذ اعتلائه سدة الحكم، من الفضائح الجنسية وصولا إلى احتمال مساءلته، ما يحيل إلى أن سحب الثقة منه أمر وارد للغاية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الساحة القضائية الأمريكية شهدت تغييرات حاسمة بعد الاعترافات الأخيرة التي أدلى بها أحد المدافعين التقليديين عن ترامب. كما حاول جميع الأطراف تحريك البيادق في رقعة الشطرنج الساخنة من أجل كسب المعركة، التي يمكن أن تنتهي بسحب الثقة من ترامب. وفي ظل هذا الوضع، تغير موقف الرئيس الأمريكي العدائي والمتحدي لكل خصومه، ليتبنى موقفا دفاعيا لا يخلو من الإيماءات.

وبينت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي ذا الطباع الفريدة من نوعها هو الذي جعل مصطلح سحب الثقة يتردد وبقوة في الأوساط السياسية والإعلامية؛ وذلك عندما حذر من المخاطر المفترضة لعملية مساءلته وانتهاء أمره بمغادرة البيت الأبيض، مثلما حدث مع جملة من أسلافه على غرار ريتشارد نيكسون.

وأوردت الصحيفة أن الأسبوع الماضي كان الأسوأ في مسيرة ترامب الرئاسية. وخلال هذه الأيام القليلة الماضية، تتالت سلسلة من الاعترافات والاتهامات ضد المتعاونين السابقين مع ترامب، ما خفض من قدرته على المناورة. نتيجة لذلك، أصبحت انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لا تمثل مجرد محطة انتخابية فحسب بالنسبة لترامب، إنما تحولت إلى بوابة للخروج من هذه الأزمة.

لهذا السبب، يسعى ترامب إلى الفوز في هذه المناسبة الانتخابية بأكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية. خلافا لذلك، أي في حال فقد ترامب السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو على كليهما، ستصبح إمكانية مساءلة الرئيس الحالي ومروره بتجربة العديد من أسلافه الذين أزيحوا من الحكم ممكنة للغاية. وخير دليل على ذلك أن الرئيس نفسه أشار إلى هذه المرحلة واحتمال المرور بها.

وأضافت الصحيفة أن أزمة ترامب لم تتعقد بسبب احتمال وجود علاقة لترامب بروسيا وتدخلها في الانتخابات الأمريكية. لكن، تعقد الوضع بسبب الفضائح الجنسية لترامب، وهي الأزمة التي كادت تنهي مسيرة بيل كلينتون عندما كان رئيسا للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه المسألة شخصية، إلا أنها ارتبطت في حالة ترامب بشراء صمت ممثلات أفلام إباحية كانت لهن علاقة مفترضة بترامب، خلال حملته الانتخابية. 

ونقلت الصحيفة أنه على الرغم من اعترافات المحامي الشخصي السابق لترامب، مايكل كوهين، إلا أن محامي كوهين، لاني ديفيس، أكد أنه "في حال اعتبر دفع مبالغ لممثلات الأفلام الإباحية جريمة بالنسبة لكوهين، فلا يمكن اتهام ترامب بالجريمة ذاتها". ومن المثير للاهتمام أن هذا الديمقراطي السابق هو الرجل الذي لعب دورا بالغ الأهمية، ودافع عن كلينتون في أثناء مساءلته عندما كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ومتهما مثل ترامب.

في المقابل، أكد المستشار السابق في لجنة الانتخابات الفيدرالية، لاري نوبل، أن جريمة محامي الرئيس السابق يمكن أن تعدّ تجاوزا للقانون عن عمد وطواعية، وذلك عبر تمويل غير قانوني للحملة الانتخابية للرئيس الحالي.

وذكرت الصحيفة أن اعترافات كوهين ورئيس حملة دونالد ترامب الانتخابية السابق، بول مانافورت، لا تمس ترامب مباشرة، لكنها تعرضه للخطر. ومن الأسماء الأخرى المقربة لترامب، والتي تم اتهامها بجرائم مختلفة، نذكر الجنرال مايكل فلين، الذي كان رئيسا للأمن القومي وشريكا مقربا من ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن ما يزيد من تعقيد أزمة ترامب هو عدم اعترافه بدفع مبالغ مالية لصالح ممثلتي الأفلام الإباحية في مرحلة أولى، ليقر بذلك في الفترة الأخيرة. وبالعودة إلى التاريخ، تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي قام بمساءلة كلينتون بسبب تهمتين: ألا وهما الحنث باليمين وعرقلة العدالة. وعند التمعّن جيدا في حيثيات أزمة ترامب، سيتبين تشابها كبيرا بين قصة الرئيس الأمريكي الحالي وبين قصة كلينتون.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفرق الوحيد بين حالتي ترامب وكلينتون يتمثل في أن ترامب يسيطر على مجلسي النواب والشيوخ في الوقت الراهن. لذلك، تسلط الأضواء بشكل أساسي على انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، التي ستحدد مصير ترامب.

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن سحب الثقة من ترامب عملية تتطلب أغلبية بسيطة في مجلس النواب لإبرام قرار إقالة ضد الرئيس الأمريكي. وسينفذ هذا القرار مجلس الشيوخ، في حال كان عدد الديمقراطيين يعادل ثلثي المقاعد؛ وهو ما سيؤدي إلى إزاحة ترامب من الحكم. وعلى الرغم من أن هذه العملية صعبة، إلا أنها أمر وارد وممكن.

التعليقات (1)
من سدني
الأحد، 26-08-2018 07:20 ص
نحن كمسلمين وعرب ماذا يضرنا وماذا ينفعنا ان استقال ترامب او عزل طالما ان بعض حكامنا عباره عن حذاء ولبس لمن راح وجاء

خبر عاجل