حقوق وحريات

مصريون يضربون عن الطعام بكوريا الجنوبية.. هذه قصتهم

ما مصير اللاجئين المصريين في كوريا إذا رفضت السلطات لجوءهم؟ - عربي21
ما مصير اللاجئين المصريين في كوريا إذا رفضت السلطات لجوءهم؟ - عربي21

أسبوع كامل من الإضراب عن الطعام.. امرأة في شهرها الأخير من الحمل تشارك في إضراب عن الطعام خلال آلام مخاضها أثناء اعتصامها للحصول على حقوقها.. ورسائل عنصرية عبر الهاتف وهجوم لفض الإضراب.

تلك الأحداث ليست في إحدى الدول العربية حيث اعتاد مواطنوها على المكافحة للحصول على حقوقهم، وإنما في كوريا الجنوبية إحدى الدول الرائدة في العالم.

بدأت القصة مع دعوة أطلقها اللاجئان المصريان عبد الرحمن زيد وأنس العسال، لإقامة وقفة احتجاجية أمام القصر الرئاسي الكوري، للمطالبة بتسريع إجراءات لجوئهما، والتحقيق في تزوير وإخفاء وزارة العدل لعدد من الأدلة في قضيتيهما.

مراسل "عربي21" في كوريا الجنوبية قابل اللاجئين وحضر معهما الوقفة الاحتجاجية، حيث روى كل منهما ظروف لجوئه إلى كوريا الجنوبية، وتوضيح أسباب إضرابهما عن الطعام.

ورغم إضرابهما الفردي والذي يدعمه عدد من اللاجئين بوقفة احتجاجية يوم الأحد من كل أسبوع، إلا أن هناك عدة تظاهرات أطلقها كوريون معارضون للجوء، ففي الأربعاء الماضي احتشدت تظاهرة معارضة للاجئين أمام البيت الرئاسي أيضا. بينما تم الإعلان عن تظاهرة أخرى معارضة للاجئين يوم السبت القادم في ذات مكان اعتصام أنس وعبد الرحمن.

عبد الرحمن قال في حديثه مع "عربي21" إن "الصراع مشتعل بين اليمين واليسار في كوريا وكلا الطرفين يستخدم ملف اللاجئين كمحور للصراع والمحاولة للتأثير على شعبية الرئيس، خاصة مع أزمة اللاجئين اليمنيين التي لم يتم حلها بشكل نهائي حتى الآن، والذي تتورط فيه وزارة العدل منبع العنصرية في كوريا".

رفض لأسباب واهية

عبد الرحمن عيد أحد النشطاء السياسيين المصريين، تقدم بطلب لجوء سياسي في كوريا الجنوبية عام 2014 وقدم جميع المستندات التي تدعم حقه في طلب اللجوء ولكنه تفاجأ بحكم الرفض لأسباب واهية – بحسب وصفه – منها: "لماذا لم تذهب إلى والدك المقيم في كندا؟" رغم أن عبد الرحمن قدم دليل رفضه من السفارة الكندية.

الحكم دفع عبد الرحمن للشك في إمكانية قيام الحكومة الكورية بإخفاء بعض الأدلة التي قدمها، وذلك بعد سماعه شهادات لنشطاء آخرين أكدوا له قيام وزارة العدل بتزوير وإخفاء أدلة لجوئهم، وقاموا برفع دعوى أمام القضاء الكوري الذي أثبت صدق دعواهم، وتورط وزارة العدل الكورية في تغيير الأدلة المقدمة.

عبد الرحمن قال في حديثه مع "عربي21"، إن "تلك الممارسات تظهر توجه الحكومة الكورية القمعي في كثير من المواقف التي تحاول فيها منع صوت اللاجئين من الظهور".

محاولات الحكومة الكورية قمع اللاجئين – وفقا لحديث عبد الرحمن – ظهرت في "أول وقفة قام بها اللاجئون أمام مكتب اللجوء يطالبون ببعض حقوقهم، حيث قامت إدارة مركز استقبال اللاجئين بمنعهم من الخروج وعمل تحقيق معهم وتحذيرهم من القيام بذلك الفعل مرة أخرى وإلا فستتم معاقبتهم".

وأردف: "بعد كل تلك المعاناة التي يتعرض لها طالبو اللجوء لم نجد إلا عمل وقفة أخرى لتكرار مطالبنا بوجود محاكمة عادلة والمحافظة على أدلة اللجوء دون تزوير أو تحريف فيها، وحينما لم نجد أي استجابة لمطالبنا اضطررنا للجوء إلى الإضراب عن الطعام".

عبد الرحمن ابتدأ في إضرابه عن الطعام يوم 19 أغسطس الجاري أمام البيت الرئاسي حتى يبت في طلبه الذي تعدى العامين ونصف.

إضراب منذ 12 يوما

عبد الرحمن ليس بمفرده، فهناك أيضا الناشط السياسي أنس العسال الذي قامت الحكومة الكورية بإعطائه إقامة مؤقتة لمدة عام بدلا من إعطائه إقامة لجوء وفقا للمستندات التي قدمها هو الآخر منذ أكثر من عامين.

أنس أحمد العسال (28 عاما)، لديه قضية في مصر والشهيرة بقضية "ميادة أشرف"، سافر إلى كوريا لطلب اللجوء في 22 يوليو/ تموز 2016 .

في حواره مع "عربي21" قال العسال: "قدمت كل ما يثبت من أوراق ودلائل تدل على أن لدي قضية حقيقية وتم قبول دخولي الأراضي الكورية في يوليو/ تموز 2016، وبعد مرور عامين تم استدعائي من قبل مكتب الهجرة في مايو/ أيار 2018 لاستكمال التحقيقات وإضافة أي أدلة جديدة منها الحكم في قضيتي الذي صدر في فبراير/ شباط 2018".

وأردف العسال: "الحكم في قضيتي قضى بالحكم سبع سنوات مشددة وخمس سنوات مراقبة، وملف قضية قائمة الإرهاب على الرغم من تقديم جميع الدلائل والإثباتات من جرائد رسميه وفيديوهات تخص النطق بالحكم على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة".

وتابع: "رغم تقديمي كل تلك الأدلة إلا أن محقق الهجرة قام بطمس وإخفاء الدلائل والوثائق التي قدمتها ولم ينتظر لإحضاري صورة الحكم الأصلية وقام بالرفض سريعا في تاريخ 14 مايو/ أيار 2018 رغم أنني أكدت له أني بعد 10 أيام سأقوم بتقديم صورة حكم القضية الأصلية".

وأضاف العسال: "وبعد ذلك قمنا باستخراج وثيقة حول أسباب الرفض وكان منها أني خرجت من المطار في مصر بصورة آمنة إذن فلا يوجد لديك مشكلة على الرغم من توضيحي كيفية خروجي من المطار قبل إصدار الحكم علي إلا أن المحقق قام بالرفض بصورة عنصرية لا تتسق مع نزاهة أو شرف عملية التحقيق".

إضراب وآلام المخاض

العسال أيضا لم يكن بمفرده في ذلك الاحتجاج حيث تواجدت زوجته معه والتي بدأت احتجاجها منذ 12 يوما في 10 أغسطس الجاري وهي في نهاية حملها الأول حيث وضعت مولودها الأول بالفعل أول أمس السبت.

زينب حسن أحمد (30 عاما) روت قصتها لـ"عربي21" فقالت: "في يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 تم اعتقالي من أمام دار القضاء العالي وتم تلفيق عدة تهم لي ولآخرين لم أكن أعرفهم، ثم تم إخلاء سبيلي بعد 45 يومآ على ذمة القضية".

وأضافت: "بعد ذلك تم الحكم علي بعامين غيابي مع النفاذ، في 15 آذار/ مارس 2017 سافرت إلى كوريا بعقد الزواج، وقمت قبلها بعمل معارضة على الحكم لكي أستطيع السفر إلى كوريا دون اعتقالي، وبعد أن وصلت إلى كوريا في 16 آذار/ مارس 2017 قمت بطلب حق اللجوء في مطار أنشون الدولي وتم قبول دخولي الأراضي الكورية في 24 آذار/ مارس 2017".

وتابعت زينب: "بعد عام وشهرين تم استدعائي من قبل مكتب الهجرة في 2 أيار/ مايو 2018 لاستكمال التحقيق وإضافة أي أدلة جديدة. وفي هذا الوقت كنت حاملا في الشهر السادس ولم أكن في حالة صحية ونفسية جيدة وقام ضابط مكتب الهجرة بوضعي تحت ضغط نفسي والمحاولة بشتى الطرق تغيير كل ما أذكره له بالنفي بأني ذكرت غير ذلك من قبل".

وقالت: "أصبحت في حالة اضطراب في بعض التواريخ مثل وقت دخولي لكوريا وسنة اعتقالي رغم أني أتذكر جيدا سنة الاعتقال، ولكنه قال إني لم أقل هذا التاريخ من قبل فشعرت باضطراب وبدأت أقول له لا أتذكر وقام هو بوضع التواريخ كما يحلو له لإفساد ملف التحقيق".

وأكدت زينب: "قام المحقق بتغيير بعض أقوالي وطمس بعض الأقوال الأخرى رغم طلبه مني ذكرها خاصة ما يخص قصة الاعتداءات التي تعرضت لها وذكرتها، ورغم أن هذا أدى بي لضرر نفسي بصورة كبيرة إلا أنه في 14 أيار/ مايو 2018 تم رفض منحي حق اللجوء لثلاثة أسباب هي: أني خرجت من المطار بصوره آمنة رغم أني أثبت له كيفية خروجي من المطار بشهادة المعارضة".

وتابعت: "اتهمني المحقق بأن هذه الأوراق لا أعرف عنها شيئا ولا تخصني، وأني لم أقدم أوراقا تفيد بأن لدي قضية على الرغم من وجود إمضائي وبصمات أصابعي، وأيضا أنني ليس لدي أي نشاط ضد الحكومة وليس لدي مشكله في مصر".

وأضافت: "رغم تقديم جميع الأوراق وما يثبت أن لدي حكما بعامين وقدمت بعض الجرائد التي تتحدث عن فترة اعتقالي ومذكورة بالتاريخ وأن هذه الجرائد كتبت فترة اعتقالي، وبعد كل ذلك تم رفضي بالأسباب التي ذكرتها غير الحقيقية والمستوحاة من وحي خيال المحقق ولم يراع حالتي الصحية".

 



0
التعليقات (0)