رياضة دولية

كيف تستثمر قطر مليارات الدولارات من أجل كأس العالم؟

كأس العالم 2022 يعد أول نسخة لهذه البطولة تُقام في فصل الشتاء- فيسبوك
كأس العالم 2022 يعد أول نسخة لهذه البطولة تُقام في فصل الشتاء- فيسبوك

نشر الموقع الرسمي لإذاعة "دويتشلاند فونك كولتور" الألمانية تقريرا، تحدث فيه عن تنظيم قطر لكأس العالم القادم سنة 2022. وتعدّ قطر دولة صحراوية لا تتجاوز مساحتها نصف مساحة ولاية هيسن الألمانية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن فعاليات كأس العالم ستقام في قطر لأول مرة في التاريخ في فصل الشتاء. وفي الوقت الحالي، تستعد قطر لتشييد تسعة ملاعب مجهزة بمكيفات للهواء، علما أن أغلب تلك الملاعب سيتم تفكيكها مرة أخرى بعد البطولة.

وأوضح الموقع أنه بعد أربع سنوات من الآن، سنشاهد مباريات كأس العالم من هذه الدولة الصغيرة، قطر. وعلى الرغم من صغر مساحتها، إلا أنها تبدي ثقة استثنائية في قدرتها على تنظيم البطولة على أكمل وجه. في الواقع، يمكن وصف ما تقوم به قطر بالإعجازي. ففي الوقت الحاضر، تسعى البلاد لبناء تسعة ملاعب جديدة. وقد صرح مدير المشروع متفاخرا: "نحن نبذل قصارى جهدنا حتى لا تحدث أي مشاكل في هذا المشروع. لقد التزمت قطر أمام العالم، ونحن نلتزم بوعودنا".

وأفاد الموقع بأن كأس العالم 2022، يعد أول نسخة لهذه البطولة تُقام في فصل الشتاء، حيث يعود السبب في ذلك إلى أن درجة الحرارة في الخليج تصل إلى 50 درجة مئوية في فصل الصيف، وبالتالي، لن يتحمل اللاعبون والجمهور هذا الطقس. رغم ذلك سيتم تجهيز الملاعب بمكيفات للهواء. في الوقت ذاته، ما زالت قطر تواجه بعض الانتقادات فيما يتعلق بعدم التزامها بمعايير الحفاظ على البيئة والاستدامة. في المقابل، تؤكد الإمارة أن الجزء الأكبر من الطاقة سيكون عبارة عن طاقة متجددة.

وأورد الموقع أن المقصود بالاستدامة هنا هو أن المنشآت الرياضية والملاعب يجب ألّا تظل قائمة بعد نهاية البطولة، حتى لا تتضرر بفعل حرارة الشمس الحارقة. وتخطط قطر إلى تفكيك بعض الملاعب وإهدائها لدول أخرى. وستقوم بتحويل موقع أحد الملاعب إلى فندق ضخم بعد نهاية الحدث الرياضي الأكبر في العالم. تجدر الإشارة إلى أن ملعبا من تلك الملاعب سيُشيّد بالاعتماد على مجموعة من الحاويات، حتى يتسنى تفكيكه بسهولة فيما بعد.

 

اقرأ أيضا5 أمور عليك معرفتها عن كأس العالم القادم في قطر

وأكد الموقع أن هذه الفكرة تعدّ تطويرا لفكرة المهندس المعماري الألماني المعروف، ألبيرت شبير، الذي كان مسؤولا عن تشييد عدد من المباني العملاقة في العالم. وقد وضع المكتب الهندسي لشبير تلك الفكرة في بناء الملاعب، وقررت قطر تقديمها ضمن ملف ترشحها لاستضافة فعاليات كأس العالم. والجدير بالذكر أن ألبرت شبير توفي السنة الماضية عن عمر يناهز 83 سنة.

وقد صرح شبير خلال مؤتمر احتضنته قطر قبل خمس سنوات، بأن "ما سيتم بناؤه سيصبح جزءا من الحياة اليومية، وسيستمر لفترة طويلة". وبالفعل، يسير كل شيء الآن بطريقة مثالية في الإمارة. وفي الوقت الحالي، يتم بناء 12 ملعبا رئيسيا و112 ملعبا فرعيا للتدريب وسط البلاد أو بالقرب من الصحراء، فضلا عن بناء الفنادق. وستتمكن جماهير كرة القدم من قضاء الليل في السفن السياحية وسط البحر، أو في "مدن الخيام" التي تشيدها قطر في الصحراء، وذلك من أجل أجواء أكثر رومانسية.

وأشار الموقع إلى أن هناك سؤالا يتبادر لأذهان الجميع، وهو ما الذي ستفعله دولة بحجم قطر بهذا العدد الضخم من الملاعب بعد انتهاء البطولة؟ خاصة أن هذه الإمارة ليست متقدمة كرويا. في هذا الصدد، كان المعماري الراحل، ألبرت شبير، قد أوضح أن فريقه فكر في كل شيء. وقد أفاد شبير بأن "وجهة نظري في تخطيط المدن تعتمد على لا مركزية التخطيط، ومراعاة الضغط في المدن، والتفكير في طريقة التنقل، وفي الماء والشمس والتنمية الحضارية. لذلك، يجب أن تندمج كل العناصر مع بعضها البعض".

وذكر الموقع أن قطر تضع نصب عينيها نقطة أخرى مهمة، وتسعى إلى تحقيقها، وهي الأمان. ويعدّ كأس العالم أداة هامة للأمن القومي بالنسبة لهذه الإمارة الصغيرة في الخليج، خاصة في ظل الحصار المفروض عليها منذ الصيف الماضي، بسبب مزاعم دعمها لجماعات إرهابية. ويرى أمير دولة قطر أن السعوديين يمثلون تهديدا على البلاد، وسيحمي هذا الحدث الرياضي الضخم في البلاد من هذا التهديد، الذي في الوقت ذاته قد يصرف أنظار السعوديين عنهم.

لكن، ماذا سيحدث في حال رُفع الحصار عن قطر قبل كأس العالم؟ فهل سيستمر الصراع مع المملكة العربية السعودية من جهة، وقطر وإيران من جهة أخرى؟

ونقل الموقع عن عميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون في قطر، جيرد نونمان، أنه "من المرجح ألا ينتهي الصراع قريبا. فالتوترات قائمة منذ فترة طويلة، لأن من نتحدث عنهم يُعدّون لاعبين أساسيين في المنطقة. ولكن في الوقت الحالي، يتم تأجيج الصراع بلا داع. وفي حال ألغي الاتفاق النووي مع إيران تماما، ستبدأ السعودية في تجهيز نفسها نوويا، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المنطقة، خاصة على قطر".

التعليقات (1)
محمد علي
الأربعاء، 29-08-2018 11:37 م
السؤال هو : لماذا قطر تنظم كاس العالم لكرة القدم ؟ ماذا ستستفيد قطر ؟ سياحه ؟ عائد مالي ضخم ؟ الدول عادة ما تخسر على المدى القريب المليارات ،،، لكن تعوض اقتصاداتها من السياحه و بيع منتجاتها المصنوعه محليا و ترفع الناتج المحلي من صناعات الاغذيه و الهدايا من ملابس و غيرها و ترفع من التوظيف و اليد العامله المحليه الوطنيه،، قطر تستورد كل شئ حتى مياه الشرب ،،، انما هو المظاهر الخداعه و التناحر و التحدى مع باقي ما يسمى بالخليج ،،، الحق يقال بان قطر افضل السيئين في الخليج ،،، يرمو الفتات للعرب و المسلمين من ماهو اموال و ثروات منهوبه اصلا من المسلمين و النفط و خيرات الارض هي حق للمسلمين اجمع ،،، تذهب الاموال في سياحه اوروبا و شراء السندات و الانديه الرياضيه التي اصلا استثمارات مبالغ باضعاف سعرها عند الشراء و فاشله اقتصاديا ،،،، الخليج و الجاهليين الجدد و ماخفي اعظم ،،، ارجو من ادارة التحرير ان تظهرو المصداقيه في نشر الراي و الراي الاخر النشر ، لانه عادة ما يتم التغاظي عن التعليقات التي تنتقد قطر