اقتصاد دولي

استطلاع لرويترز عن اقتصاد السعودية والكويت بعد أزمة تركيا

رويترز: أزمة العملة التركية أطلقت شرارة تقلبات في الأسواق- جيتي
رويترز: أزمة العملة التركية أطلقت شرارة تقلبات في الأسواق- جيتي

قالت وكالة رويترز للأنباء إن مديري صناديق الشرق الأوسط أصبحوا أقل إيجابية تجاه الأسهم في كل من السعودية والكويت، بعد أن أوقدت أزمة العملة التركية شرارة تقلبات في الأسواق هذا الشهر.


ووفق مسح أجرته الخميس، قالت وكالة إنه على مدى معظم فترات العام الحالي، كانت السعودية والكويت من الأسواق المفضلة لدى الصناديق بسبب توقعات انضمام الرياض إلى مؤشرات الأسواق الناشئة العام القادم وقرار "فوتسي راسل" رفع تصنيف الكويت إلى وضع السوق الناشئة الثانوية.


ورغم استبعاد أن يكون لتركيا أثر مباشر على اقتصادات الشرق الأوسط، تقول الوكال إن تقلبات السوق جعلت المستثمرين يتوخون مزيدا من الحذر بشأن شراء الأسهم السعودية والكويتية عند تقييماتها العالية، مقارنة مع الإمارات والأسواق الناشئة الأخرى.


وخلص المسح الذي شمل ثلاثة عشر من مديري صناديق الشرق الأوسط الرائدين، الذي أجري على مدى الأسبوع الأخير، إلى أن ثمانية بالمئة منهم أصبحوا يتوقعون زيادة مخصصات الأسهم السعودية في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما لا يتوقع أي منهم تقليصها.


ذلك انخفاض عن الشهر السابق عندما قال 31 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة المخصصات، وهو أقل ميزان إيجابي تجاه السعودية منذ أيلول/سبتمبر 2017. ولا يعتزم أي من مديري الصناديق خفض المخصصات، وهي النتيجة نفسها لاستطلاع الشهر السابق.


لكن المؤشر السعودي مازال مرتفعا عشرة بالمئة منذ مطلع 2018 متفوقا على مؤشر إم.إس.سي.ىي للأسواق الناشئة المنخفض ثمانية بالمئة للفترة ذاتها. وقال عدة مديرين إنهم لا يتوقون مزيدا من التراجع للرياض؛ لأن دخولها مؤشرات الأسواق الناشئة في العام القادم سيجذب أموالا جديدة بمليارات الدولارات.


وتنقل وكالة رويترز عن مصادر بالصناعة هذا الشهر قولها إن الحكومة السعودية جمدت خطط أحد أضخم إصلاحاتها، الطرح العام الأولي لشركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو، الذي كان سيجمع عشرات المليارات من الدولارات ويزيد الاهتمام بسوق الرياض.


ورأى بعض مديري الصناديق في القرار ضربة محتملة لمصداقية برنامج الرياض الإصلاحي.


وقال مدير إدارة الأصول لدى شركة الريان للاستثمار في الدوحة أكبر خان، إن "قرار وقف طرح أرامكو، أو على الأقل تأجيله، يبرز صعوبات القيام بإصلاحات في الخليج".


لكن المديرين قالوا إن تجميد الطرح لن يؤخر التعافي التدريجي للاقتصاد السعودي، وإنه لم يؤثر سلبا بشكل يذكر على سوق الأسهم؛ نظرا لأن الطرح الأولي لم يكن متوقع الحدوث قبل 2020 على أي حال.


ويرى محلل الأسهم لقسم إدارة الأصول في المال كابيتال بدبي سانات ساتشار أنه "في المدى القصير، إلغاء الطرح الأولي سيكون إيجابيا لأن طرحا بهذا الحجم كان سيسحب سيولة كبيرة من السوق، وهو ما كان سيؤثر عليها سلبيا".


وأظهر أحدث استطلاع أن الصناديق تصبح أقل إيجابية إزاء الكويت. فواحد وثلاثون بالمئة يتوقعون الآن زيادة المخصصات هناك وثمانية بالمئة خفضها تراجعا من نسبة 62 بالمئة إلى صفر في الاستطلاع السابق وهو أيضا أقل موقف إيجابي منذ أيار/مايو.

،
ومن المتوقع أن يستقطب دخول الكويت مؤشر "فوتسي راسل" للأسواق الناشئة، على مرحلتين في أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر، حوالي 800 مليون دولار من الأموال المرتبطة بالمؤشر. لكن في ظل ارتفاع مؤشر السوق الأول الكويتي عشرة بالمئة منذ بداية العام، فقد تكون تلك التدفقات محسوبة بالفعل.


وقال مدير صندوق إنه يتوقع أن يقلص انكشافه على الكويت قبيل المرحلة الأولى من دخول المؤشر الشهر القادم، ثم يزيده مجددا قبيل المرحلة الثانية في كانون الأول/ديسمبر.


ويتوقع 23 بالمئة من المديرين زيادة مخصصاتهم لأدوات الدخل الثابت بالشرق الأوسط وثمانية بالمئة خفضها. وقال بعض المديرين إن أزمة تركيا زادت جاذبية سندات الشرق الأوسط عن طريق خفض أسعارها.


ويشير مدير المحفظة بشركة أموال في قطر رامي جمال إنه يرى "قيمة في بعض سندات الشركات عالية الجودة والسندات السيادية، نظرا للتصحيح الذي حدث لها وامتداد التأثير الذي لاحظناه بعد أزمة الليرة التركية."

التعليقات (0)