مقالات مختارة

ترامب يحارب الفلسطينيين

جهاد الخازن
1300x600
1300x600

المدارس في الضفة الغربية التي تشرف عليها وكالة الغوث الدولية (أونروا) افتتحت لاستقبال عام دراسي آخر رغم أنف إسرائيل أو أنف الإرهابي بنيامين نتنياهو ومجرمي الحرب من الوزراء في حكومته.


أونروا كانت أعلنت أنها لا تستطيع دفع مرتبات 22 ألف مدرس في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والأردن وسورية ولبنان. السبب كان أن الولايات المتحدة، أو تحديداً دونالد ترامب حليف نتنياهو خفّض المساعدات للتعليم من 350 مليون دولار إلى 60 مليوناً، والإدارة قالت إن على أونروا أن تقوم بإصلاحات لم تحدد ما هي ثم دعت الفلسطينيين إلى بدء محادثات سلام مع إسرائيل.


أعارض ألف في المئة أي محادثات سلام مع حكومة نتنياهو فهي حكومة نازية جديدة محتلة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي عميل للمستوطنين ويعتمد عليهم في كل انتخابات لأنه إرهابي مثلهم.


أونروا تلقت 238 مليون دولار من المساعدات الجديدة مع بدء هذه السنة، فأحيي الإمارات العربية المتحدة وقطر اللتين تبرعتا، كما أحيي المملكة العربية السعودية التي قدمت 50 مليون دولار. وبرغم المساعدات فلا تزال أونروا في حاجة إلى 200 مليون دولار إضافية لتنفيذ نشاطها التعليمي وكل نشاط آخر لها.


لمعلومات القارئ العربي، أونروا أسست سنة 1949 بعد أن أدى الإرهاب اليهودي إلى قيام إسرائيل وتشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني في البلدان العربية المجاورة، وهي نشطة في الأراضي الفلسطينية وتساعد كما لا يفعل أحد آخر.


حكومة ترامب تحارب أونروا مع حربها على الفلسطينيين الذين لا يقبلون عرضها سلاماً زائفاً مع دولة الاحتلال. في الأسابيع القادمة ستُصدر الإدارة برنامجاً أرفضه مع كل العرب والمسلمين قبل أن يُنشر، فهو إسرائيلي كتبه نتنياهو لحليفه ترامب.


إدارة ترامب أوقفت كل المساعدات الأميركية للفلسطينيين وتقول إن عدد اللاجئين مرتفع بشكل غير طبيعي، فهم خمسة ملايين أقول إنهم موجودون في بلادهم والدول العربية حولها إلا أن ادارة ترامب، أي الاحتلال المقنّع، تقول إنهم عُشر ذلك الرقم أي حوالي 500 ألف هم مَن بقي من اللاجئين الأصليين بعد قيام إسرائيل.


أقول لترامب ونتنياهو وكل أنصار إسرائيل من إرهابيين أو عملاء للاحتلال إن «حق العودة» حق مقدس لا يمكن نقضه أو اختراع شيء يحل مكانه. فلسطين للفلسطينيين وغالبية اليهود فيها لاجئون أو من أبناء لاجئين نجوا من المحرقة النازية، وكفّر الغرب عن تقاعسه ازاءهم بتسليحهم وتمويلهم ليحتلوا فلسطين ويشردوا أهلها.


المسؤولون الفلسطينيون، من الرئيس محمود عباس ونزولاً، دانوا قطع ترامب المساعدات الاميركية لإرغامهم على قبول عرض سلام أميركي هو عرض استسلام الفلسطينيين لإسرائيل، وهذا لن يحصل إطلاقاً.


ما الذي تريده إدارة ترامب؟ إدارة ترامب تخلت عن «حل الدولتين» وتريد إسرائيل في كل الأراضي الفلسطينية، وهذه من البحر الى النهر، رغم أنف الإدارة الأميركية وإرهاب حكومة نتنياهو.


قبل أن أنسى، هناك قرار رسمي إسرائيلي يعود إلى تموز (يوليو) الماضي يقول إن إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية له «قيمة وطنية» أي قيمة احتلال. إسرائيل تمارس الاحتلال وتؤيد المستوطنين، وإدارة ترامب تؤيدها حتى لا تقوم دولة فلسطينية مستقلة في 22 في المئة فقط من أرض فلسطين التاريخية. كل حديث آخر كذب صفيق.


أكمل مع المضيفة السابقة سارة نتنياهو زوجة المجرم إياه، فالميديا الإسرائيلية قالت إن المحقق يوري كنار قال في المحكمة إن زوجة نتنياهو يُشتبه بممارستها الاحتيال. القضية تعود إلى أن أنصار نتنياهو نجحوا في إصدار قوانين قيمتها مئات ملايين الدولارات لشركة بيزيك للهاتف. محامو نتنياهو نفوا التهم إلا أنها لا تزال أمام القضاء، وأراها صحيحة.

 

عن جريدة الحياة اللندنية

0
التعليقات (0)