صحافة دولية

BDS: حركة سلمية تُحدث تحولا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني- 5

يسعى مؤيدو إسرائيل لإزالة الفاصل بين معارضة الاحتلال ومناهضة وجود إسرائيل - أ ف ب
يسعى مؤيدو إسرائيل لإزالة الفاصل بين معارضة الاحتلال ومناهضة وجود إسرائيل - أ ف ب

في تحقيق مطول تنفرد "عربي21" بنشره مترجما على خمس حلقات، رصدت صحيفة الغارديان البريطانية نشأة وتطور حركة مقاطعة إسرائيل، التي تعرف اختصاراً باسم "بي دي إس".

وفي التقرير الذي أعده نيثان ثرول، يمكن للقارئ العودة لجذور النشاط الفلسطيني لمواجهة الاحتلال بداية، ثم توافد النشطاء الدوليين للتظاهر في الأراضي المحتلة، ليتطور الأمر إلى حركة منظمة تنشط في عدد كبير من مناطق العالم، وخصوصا العالم الغربي.

ويشار إلى أن هذه الظاهرة تسببت بقلق إسرائيلي من نتائجها، ما دفع الحكومة الإسرائيلية لوضع خطط لمواجهتها، كما بدأت بإبعاد النشطاء في الحركة ومنعهم من الدخول، كما تحركت الإدارة الأمريكية، وخصوصا على مستوى الولايات، لوضع إجراءات وقوانين تحظر المقاطعة، سواء كان على مستوى الشركات أو في المؤسسات التعليمية.

وفيما يلي الجزء الأول من ترجمة "عربي21" لتحقيق صحيفة الغارديان:

بي دي إس (حملة مقاطعة إسرائيل): كيف تمكنت حركة غير عنفية مثيرة للخلاف من إحداث تحول في الجدل الإسرائيلي الفلسطيني؟

ترى إسرائيل في حملة المقاطعة الدولية خطراً وجودياً محدقاً بالدولة اليهودية. أما الفلسطينيون فيرون فيه ملاذهم الأخير

 

كثيراً ما يشهر التعريف الجديد لمعاداة السامية في وجه منتقدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وخاصة داخل الجامعات الأمريكية، حيث تحث المجموعات المؤيدة لإسرائيل الجامعات على تبني تعريف وزارة الخارجية الأمريكية للمصطلح. وفي جامعة الشمال الشرقي (Northeastern University) في مدينة بوسطن، وجامعة توليدو (University of Toledo) في أوهايو، حاول الطلبة المؤيدون لإسرائيل والجماعات المناصرة لها منع مجرد مناقشة فكرة المقاطعة وسحب الاستثمارات، متحججين بأن ذلك من شأنه أن يخلق مناخاً من معاداة السامية داخل الجامعة. وفي عام 2012، سن المجلس التشريعي في ولاية كاليفورنيا قراراً ينظم التعبير في جامعات كاليفورنيا، مستشهداً بنماذج من معاداة السامية، بما في ذلك ليس فقط نزع الشرعية عن إسرائيل وشيطنتها، بل أيضاً "المقاطعة التي يتبناها الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية وحملات المطالبة بسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل".

وفي عام 2015 بدأ موقع مجهول اسمه "Canary Mission" (بعثة الكناري) بنشر قوائم بأسماء الطلبة المناصرين لفلسطين والذين يؤيدون سحب الاستثمارات من إسرائيل، متهماً إياهم بمعاداة السامية. ولقد استخدمت الحكومة الإسرائيلية البيانات التي ينشرها موقع بعثة الكناري للتحقيق مع المواطنين الأمريكيين حين الوصول (إلى إسرائيل)، ومنعهم من الدخول إن كانوا من أنصار حملة "بي دي إس". وقامت الجماعات المناصرة لإسرائيل في عدة جامعات بترويع الطلبة والمدرسين المناصرين لفلسطين، من خلال نشر قوائم أسمائهم الواردة في موقع بعثة الكناري على لوحات إعلانية تقول: "الطلبة وأعضاء هيئة التدريس التالية أسماؤهم... تحالفوا مع الإرهابيين الفلسطينيين من خلال الترويج لحملة بي دي إس ونشر الكراهية ضد اليهود في الجامعة".

لم يبد كوبرواسر استعداداً للاعتذار عن الغلو الذي تمارسه حملة إسرائيل ضد "بي دي إس" داخل إسرائيل وخارجها، بل أبدى ثقة عالية بأن إسرائيل تتبنى المقاربة الصحيحة، وأنها سوف تنجح كما نجحت في هجمات سابقة. ومضى يقول: "لقد كسبنا الحرب في أرض المعركة التقليدية. بادئ ذي بدء، كانت فرص نجاحنا ضئيلة، ثم كسبنا الحرب ضد الإرهاب. مرة أخرى، لم يكن الأمر سهلاً. أذكر حينما توجهنا إلى المعركة الكبيرة - الانتفاضة الثانية - وكثير من الجنرالات من حول العالم كانوا يقولون لي: اسمع يا كوبر، أنتم تضيعون وقتكم، لم يربح أحد أبدا المعركة ضد الإرهاب"، ويستدلون بحرب فيتنام وبغيرها من الحالات. فقلت لهم: لا، سوف نربح هذه الحرب أيضاً. نحن مبدعون، ولدينا من العزيمة ما يكفي. وعلى خلاف كثير من المعارك الأخرى، ليس لدينا خيار ثان، ليس لدينا بديل. يجب علينا أن نربح... ونفس الشيء ينطبق على الوضع هنا. سوف نربح".

 

سؤال العودة

 

بالنسبة للصهاينة اليهود في الشتات، وسواء كان دعمهم لإسرائيل ناقداً أو ثابتاً لا يتزعزع، تعتبر مطالب حركة "بي دي إس" فكرة مجهضة من البداية. معظمهم يمكن أن يقولوا إنه كان مأساوياً أن يجبر 80 في المئة من السكان الفلسطينيين داخل ما أصبح بعد ذلك حدود دولة إسرائيل على الخروج إلى المنافي في حرب عام 1948، ولكن الدرس المستفاد من الهولوكوست هو أنه يجب أن يكون لليهود دولة خاصة بهم، نقطة فوق السطر. وهؤلاء يؤيدون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى دولة فلسطين، ولكن ليس إلى إسرائيل. وهذا واحد من الأسباب الأساسية لانزعاجهم إزاء احتمال ألا تنشأ بتاتاً دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة. قلة منهم يمكن أن ينكروا أن الفلسطينيين لديهم الحق في العودة إلى وطنهم، فهذه في نهاية المطاف هي الفكرة المؤسسة للصهيونية. ولكن بدون دولة فلسطينية، لا يوجد جواب ليبرالي جيد على سؤال: إلى أين ينبغي أن يعود الفلسطينيون؟

نظراً لأن حركة "بي دي إس" تعارض دولة تسمح لها قوانينها بالتمييز ضد غير اليهود، فهي ترفض فكرة الدولة اليهودية، يعتبر كثير من يهود الشتات الخطر الذي تشكله الحركة خطراً وجودياً. وبفضل حركة "بي دي إس"، فقد تحول الجدل حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من السؤال حول كيفية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والذي لا يحظى بتأييد معظم اليهود الليبراليين، إلى الاستفتاء حول شرعية إسرائيل، والتي يعتبرونها حقيقة قائمة ليس من المفروض أن يحتاجوا إلى الدفاع عنها.

يوجد دون هذه المعارضة المبدئية الكثير من الشكوك العميقة. ويتمثل أحد المخاوف الأساسية لدى الصهاينة الليبراليين تجاه حركة "بي دي إس" في ما يعتبرونه نبرتها الحادة ومواقفها الصلبة التي لا تتزحزح عنها، وهذا ما تعبر عنه الحاخام جيل جيكوبس، رئيسة منظمة حقوق إنسان حاخامية اسمها "ترواه"، لها نشاطات داخل إسرائيل وفي الولايات المتحدة. تقول جيل إنها تراوح في الوسط ما بين الجماعات التقدمية التي تعتبر الصهيونية كلمة سيئة، والجماعات المناصرة لإسرائيل التي تعتبر الاحتلال كلمة سيئة. وتقول إنها شعرت بالإقصاء بسبب ما تظهره حركة "بي دي إس" من عداوة، وذلك أن الحركة تبدو في بعض الأوقات غاية في الابتهاج والسعادة، وهي تنشر على الملأ تصرفات إسرائيل السيئة. وتضيف: "تنكأ بي دي إس جرحاً غائراً لدى اليهود عمره 2000 عام، وجرحاً غائراً آخر عمره 70 عاماً منذ الهولوكوست." ثم هناك دافيد شولمان، الأستاذ الشهير في الجامعة العبرية والناشط في منظمة تعايش، وهي مجموعة يسارية إسرائيلية فلسطينية تقوم بحماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين. يقول دافيد إن أكبر مشكلة له مع "بي دي إس" هي نغمتها الفتاكة. ويضيف: "أفهم أنها حركة غير متجانسة، إلا أن الجزء الأكبر منها يقوم على الكراهية، والكراهية قاعدة مريعة للعمل السياسي".

تحالف المتناقضات

 

كثير من الصهاينة الليبراليين ينكصون فزعاً، ليس فقط من حدة بعض نشطاء "بي دي إس"، وإنما أيضاً من خلطهم من حين لآخر ما بين إسرائيل والشعب اليهودي، الأمر الذي يرون أنه مغرق في معاداة السامية. إلا أن سيمون زيمرمان، المشاركة في تأسيس مجموعة يهودية أمريكية مناهضة للاحتلال تحت اسم "إن لم يكن الآن"، تقول إنها تعتبر أن الحكومة الإسرائيلية ليست أقل جرماً وبنفس التهمة. وتضيف: "يجول بيبي نتنياهو العالم ليقول: جئت إلى هنا ممثلاً للشعب اليهودي، وجيش الدفاع الإسرائيلي إنما يفعل ما يفعل نيابة عن جميع اليهود في العالم.. ثم تأتي اللجنة اليهودية الأمريكية وإيباك لتقولا إننا نفعل ما نفعل للحفاظ على أمن وسلامة اليهود. أجد صعوبة في الدفاع عن فكرة أن على منتقدينا أن يكونوا أكثر حرصاً منا نحن على التمييز بين الأمور".

يشعر اليهود الليبراليون في الولايات المتحدة وأوروبا بنفس القدر من الإقصاء من طرف حركة "بي دي إس" المعادية للصهيونية، كما من طرف غير الليبراليين أنصار السياسات الإسرائيلية التي يستنكرونها هم. في الخريف الماضي قامت المنظمة الصهيونية في أمريكا، وهي جماعة يمينية متطرفة، بتكريم ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس ترامب والذي قالت زوجته في شهادة لها تحت القسم أمام المحكمة إن زوجها اشتكى ذات مرة من أن المدرسة التي تذهب إليها بناتهما؛ فيها من الطالبات اليهوديات أكثر مما ينبغي. ومن المعروف أن ستيف بانون يعرف نفسه بأنه صهيوني مسيحي. وهذا ريتشارد سبنسر، الذي يستمد الإلهام من إسرائيل كنموذج للدولة العرقية الحصرية، يعرف نفسه هو الآخر بأنه صهيوني. وريتشارد هذا هو زعيم يميني متطرف، كان قد نظم مهرجان "وحدوا اليمين" في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا، والذي هتف فيه المتطرفون البيض بعبارة "لن يحل اليهود محلنا". وكان ريتشارد قد قال لمذيع في التلفزيون الإسرائيلي في العام الماضي: "بإمكانك القول إنني صهيوني أبيض من حيث أنني أهتم بشعبي. أريد لنا أن يكون لنا وطننا الآمن والخاص بنا، تماماً كما أنكم تريدون وطناً آمناً وخاصاً بكم في إسرائيل".

 

بات التحالف بين حلفاء إسرائيل والقوميين المتطرفين في أوروبا والولايات المتحدة موضوعاً مركزياً يسلط عليه الضوء في أدبيات حملة "بي دي إس"، ولذلك يمكن القول إن عهد ترامب كان من هذه الناحية خيراً على الحركة، وكذا هو حال حكومة نتنياهو التي كانت هجماتها على "بي دي إس" من بين أعظم أدوات الترويج لها وتجنيد المتطوعين في حملاتها.

مناهضة الاحتلال

 

تقول جيكوبس إنه بات صعباً بشكل متزايد داخل الأوساط التقدمية أن يكون المرء مناصراً لإسرائيل ومناهضاً للاحتلال في نفس الوقت. وتضيف: "في معسكر اليسار، بات دعم بي دي إس بمثابة المحك، فإما أن تدعمها أو لا مكان لك". بالنسبة للتقدميين، باتوا ينظرون بشكل متزايد إلى الجماعات المناصرة لإسرائيل في معسكر يسار الوسط على أنها نسخة مخففة من إيباك، تدعم حل الدولتين بالكلام" بينما في الواقع العملي تحمي إسرائيل من أي نوع من الضغط الذي من شأنها أن يحملها على إنهاء الاحتلال المريح جداً بالنسبة لها. 

قالت لي شارون براوس، وهي حاخام تقدمي بارز في الولايات المتحدة: "أنا لا أدعم حركة بي دي إس، ولكني أعتقد أننا لم نتعامل معها بشكل صحيح. فالمقاطعة أداة كثيراً ما نستخدمها نحن داخل الجالية اليهودية. إنها وسيلة سلمية". وفعلاً، فلقد تبنى التقدميون الأمريكيون خلال السنوات الأخيرة عدداً من حملات المقاطعة، بما في ذلك حملة ضد ولاية نورث كارولاينا، بسبب قانوني مثير للخلاف ضد السحاقيات واللواطيين والمتحولين جنسياً. وقال لي معين رباني، الباحث في معهد الدراسات الفلسطينية والذي لا ينشط ضمن حركة بي دي إس: "طوال هذه السنين كنا نسمع إسرائيل وأنصارها يتساءلون: أين غاندي الفلسطيني؟.. ثم عندما ووجهوا بحملة مقاطعة فلسطينية سلمية تماماً، قالوا إنهم لا يمكنهم دعمها".

 

تقول سيمون زيمرمان، المشاركة في تأسيس مجموعة "إن لم يكن الآن": "إذا ما سألت أي يهودي أمريكي يسير في الشارع: هل تعتقد بأن الناس في داخل مجتمعهم لا ينبغي أن يميزوا فيما بينهم على أساس الميراث العرقي، وأنه ينبغي أن تكون جميع الحقوق الأساسية التي تهمك في أمريكا متاحة لجميع الناس؟ فسوف يجيبونك: نعم، نعم. ثم حينما يتعلق الأمر بإسرائيل سيقولون لك: المساواة لجميع الناس؟ هل تريد أن تمسح إسرائيل من على وجه الخارطة؟".

 

ملاحقة تطال النشطاء اليهود

في يافا عصر أحد أيام السبت، التقيت مع كوبي سنيتز، وهو عالم رياضيات يعمل في معهد وايزمان للعلوم في ريهوفوت، وعضو في مجموعة من الإسرائيليين، أغلبيتهم من اليهود الذين يؤيدون حركة "بي دي إس" ويطلقون على أنفسهم اسم "قاطع من الداخل". سنيتز ناشط مخضرم يشارك بانتظام في مظاهرات الضفة الغربية مع الفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية، وقد اعتقل عدة مرات وقضى سنوات عديدة وهو يحتج إلى جانب عائلة عهد التميمي، التي أصبحت رمزاً للمقاومة الفلسطينية غير المسلحة بعد أن ألقي القبض عليها في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي وهي في السادسة عشرة من عمرها؛ لأنها صفعت جندياً إسرائيلياً على وجهه حين اقتحم منزلها بعد وقت قصير من إطلاق الجيش الرصاص من مسافة قصيرة على ابن عمها البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، فأصابه في الرأس. يقول كوبي إن الاحتجاجات التي كان يشارك فيها داخل قرية آل التميمي، قرية النبي صالح، تراجعت عبر السنين كما تراجعت المقاومة السلمية في الضفة الغربية بشكل عام. وأضاف: "من المذهل أنها استمرت كل ذلك الوقت. مات أربعة في قرية النبي صالح وجرح المئات، وتم اعتقال أو سجن ما يقرب من ثلث سكان القرية. إنه لأمر غير عادي أن تمارس قرية تعداد سكانها 500 شخص مثل هذا النوع من المقاومة لوحدها ولزمن طويل. ولكن، نعم، في النهاية ستموت المقاومة وتتراجع. القهر هو الذي ينجح والإرهاب هو الذي ينجح".

صاحبت سنيتز في سيارته الصالون القديمة لتناول غداء من العدس السوداني في نيف شعنان، وهو حي فقير يقع جنوب تل أبيب، وأغلب سكانه من الأفارقة طالبي اللجوء السياسي. كنا وحدنا غير الأفارقة داخل المطعم أو حتى في الشارع. شرح لي أن المقاطعة بحدها الأدنى ما هي سوى وسيلة سلمية لمقاومة اضطهاد لا أخلاقي. وقال إن رفض التعاون مع الظلم السافر هو الحد الأدنى مما هو مطلوب من أي شخص لديه ضمير. وبينما كنا عائدين بالسيارة إلى يافا، مررنا بمحاذاة السجن الذي كان سنيتز قد اعتقل فيه، فأعاد علي كلمات سمعها ذات مرة من عمر برغوثي، أحد مؤسسي "بي دي إس"، قائلاً: "قال عمر: انظر، أنا لا أريد أن يأتي الغرب لينقذنا. أنا لا أطالب الغرب بالمجيء وغزو إسرائيل، أنا فقط أطلب من الغرب التوقف عن دعم ما نتعرض له من قهر". وأضاف سنيتز: "صحيح أن هذا الصراع ليس فريداً من نوعه من حيث سوء الانتهاكات التي ترتكب فيه، لكن ما يميزه هو ذلك التأييد الفعال الذي يحظى به من الغرب الليبرالي".

 

للاطلاع على النص الأصلي باللغة الإنكليزية، اضغط هنا


BDS: حركة سلمية تُحدث تحولا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني- 1
BDS: حركة سلمية تُحدث تحولا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني- 2
BDS: حركة سلمية تُحدث تحولا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني- 3

BDS: حركة سلمية تُحدث تحولا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني- 4

التعليقات (0)