مقالات مختارة

كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من الوحشية؟!

عماد الدين حسين
1300x600
1300x600

في أسبوع واحد فقط سمعنا عن مجموعة من الجرائم في المنطقة العربية من لبنان إلى المغرب مرورا بمصر، والقاسم المشترك الأكبر بينها هو الوحشية المطلقة، التي ما كانت تخطر على بال أي شخص قبل سنوات قليلة.

في مصر كانت هناك مجموعة من الجرائم النوعية أبرزها ما عرف باسم «قتيل الرحاب»، حينما استدرج شخص خطيب ابنته وقتله، ثم حفر له قبرا في مطبخ الشقة ودفنه ووضع فوقه فحما ومواد كيماوية لمنع انبعاث الرائحة، ثم قام بتبليط المطبخ مرة أخرى!!

في الوقت نفسه، تقريبا كانت جريمة مقتل الطفلين محمد وريان وإلقائهما في بحر فارسكو يوم العيد، والمتهم في الجريمة، حتى الآن، هو والدهما محمود نظمي السيد. وتقول الشرطة إنه اعترف بقتلهما، لكن غالبية أهالي قريته ميت سلسيل بالدقهلية يرفضون ذلك، ويقولون إن هناك لغزا كبيرا في القضية، وربما أشخاص آخرون تورطوا مع الوالد المتهم في جرائم أكبر، قد يكون من بينها تجارة الآثار أو المخدرات أو جرائم شرف.

على المنوال نفسه تم اتهام ربة منزل في المنيا تدعى شيماء بإلقاء طفليها محمد «خمس سنوات» وهاني «6 شهور» في ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسى بقرية صفط الخمار. فغرق الأول وتم إنقاذ الرضيع الثاني في اللحظات الأخيرة.

وطبقا لتحريات المباحث فهناك خلافات بين الزوجة وزوجها بسبب سوء معاملته لها ورفضه الدائم زيارتها لأسرتها. وبالطبع هو أمر غريب أن يكون مثل هذا السبب «التافه» دافعا لأم أن تقتل أولادها!!

الجريمة التي لا تقل بشاعة، بل ربما تزيد بمراحل هي ما حدث داخل سوبر ماركت ببلدة برج اليهودية بشمال لبنان، قبل أيام قليلة. محمد على الدهيبي دخل السوبر ماركت وفوجئ بأن الأسعار مرتفعة جدا، ودخل في جدال مع صاحب المحل، وانتهى أنه لعن الظروف، ويقال إنه سب الدين. شخص يرتدي عمامة دينية كان موجودا، ويدعى الشيخ خالد الدهيبي ــ لا يمت بصلة قرابة له ــ لم يعجبه كلام الشاب، فقال له: ألا ترى أن ما قلته يمثل إساءة للذات الإلهية.. هل كفرت؟! فرد عليه: وما دخلك أنت، إذا كنت كافرا أم لا؟!!!. انتهى الأمر وبعد فترة خرج الشاب من السوبر ماركت، ليتفاجأ بأن الشيخ خالد يقطع عليه الطريق، ومعه أشقاؤه حاملين السكاكين والسواطير، وقاموا الشاب بطعن الشاب في أماكن متفرقة من جسده، ثم قاموا بقطع كعبي قدمه، كي لا يتمكن من معاودة الوقوف والمقاومة، وبعدها شقوا صدره وأخرجوا قلبه، ومنعوا أي شخص من التدخل لإنقاذه، حتى فارق الحياة.

بعض التقارير اللاحقة حاولت نفي إخراج القلب من الصدر، ورأت أن ما قيل مبالغ فيه، لكن شهود عيان قالوا لوسائل الإعلام اللبنانية إنهم شاهدوا ذلك بأنفسهم.

وقبل أيام هزت جريمة بشعة المغرب الشقيق، حينما قام عشرة أشخاص أعمارهم تتراوح بين 18 و20 عاما، باختطاف فتاة قاصر عمرها 17 عاما، وتناوبوا على اغتصابها على مدى شهرين، لكن الأغرب هو التفنن في خط وشوم وكتابات غير مفهومة على أعضائها الحساسة، وكذلك إطفاء السجائر في أماكن متفرقة من جسدها.

تلك عينة من الجرائم التي وقعت في الأيام الأخيرة. والغريب أنها تزامنت مع أيام أعياد مباركة لدى المسلمين والأقباط.. والسؤال هو: ما الذي حدث للعرب والمسلمين ليصلوا إلى هذه المرحلة المنحطة، بحيث يسهل على الآباء والأمهات، أن يقتلوا أبناءهم بهذه السهولة.. كيف يمكن لمجموعة من الشباب أن يغتصبوا فتاة قاصرا ويعذبوها بهذه الوحشية؟!!.

لا أتحدث عن الجرائم فتلك تقع في كل زمان ومكان، وستظل تقع حتى تقوم الساعة، لكن السؤال هو: ما الذي حدث لنا كي نصبح بمثل هذه الوحشية.. وهل صار بعضنا يقلد طريقة داعش في الإجرام؟!.

 

عن صحيفة الشروق المصرية

2
التعليقات (2)
مصري جدا
الإثنين، 03-09-2018 05:32 م
فعلا تسآل لانك لا تعرف ،،، سأقول لك ،،، انها لعنة الغدر والخيانة والدم وما ترتب عليها من غضب الله على عباده فينزع من قلوبهم الرحمه ويتركهم لانفسهم ،،، حضرتك مش فاهم ،، افهمك اكثر ،،، عندما قام قطاع من النخبة المصرية وقواعدهم من البلطجية بالنحريض تارة والايذاء تارة ضد قطاع اخر كبير من شعب مصر حتى وصلت الكارثة ذروتها بمذابح ومجازر متتالية بداية من مجزرة الحرس الجمهوري فجر الاثنين ال8 من يوليو 2013 وانتهاء باكبر مجزرة في تاريخ مصر على الاطلاق في يوم الاربعاء ال14 اغسطس 2013 في ميداني رابعة العدوية والنهضة نتج عنها الاف القتلى والاف الجرحى وحرق بيت الله بيد قوات الجيش والشرطة واذيعت هذه الجريمة الانسانية على الهواء مباشرة لكل دول العالم ،، وبدلا من ان يندد اصحاب الضمائر الانسانية عمت الفرحة الاعلام المصري وبعض الاعلام العربي وكأن قوات الامن المصري دخلت تل ابيب ،،،، هذا القتل والذبح والحرق قتل في المصريين كل انسانية وضمير ورحمة ،،، فكان ما تشكو منه يا سيد عماد الدين حسين ،، وهنا لن احدثك عن تخلي مؤسسات الدولة عن دورها التربوي والاخلاقي والتعليمي ،، لان لعنة الدم تبطل كل جهد او عمل ،، وفقا للسنة الكونية ،، ان الله لايصلح عمل المفسدين ،،، ومازالت اللعنة قائمة وقادمة ،،،
خالد
الإثنين، 03-09-2018 02:21 ص
مش عارف السبب ...