سياسة عربية

ما الأسباب وراء تصنيف تركيا هيئة تحرير الشام "منظمة إرهابية"

عناصر من هيئة تحرير الشام خلال تدريبات بإدلب- جيتي
عناصر من هيئة تحرير الشام خلال تدريبات بإدلب- جيتي

أثار تصنيف الرئاسة التركية هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" منظمة إرهابية في ظل الجهود الرامية لدفع شبح الهجوم على إدلب تساؤلات بشأن مستقبل المحافظة التي تعد المعقل الأخير للمعارضة وجهود تفكيك الهيئة لنزع ذريعة النظام والروس بوجود إرهابيين فيها.

وجاء التصنيف بمرسوم جمهوري نشر في الجريدة الرسمية التركية ويتطابق مع قرار الأمم المتحدة في شهر حزيران/ يونيو الماضي بإضافة "الهيئة" إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلات بتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة.

وكانت العديد من الأنباء أفادت بوجود اتصالات لإقناع هيئة تحرير الشام بحل نفسها والاندماج ضمن التشكيلات العسكرية للجيش الحر في إدلب لنزع ذريعة الروس والنظام السوري وإيران بوجود تنظيمات إرهابية في إدلب لشن هجوم واسع عليها.

لكن ووفقا للعديد من المراقبين فإن الجهود فشلت على ما يبدو في إقناع "الهيئة" بالاندماج ضمن الجيش الحر الأمر الذي شجع الروس على الإصرار لتنفيذ الهجوم على معقل المعارضة الأخير بسوريا.

 

تصنيف قديم

الكاتب السوري سعد وفائي قال إن تركيا لم تكن تتعامل مع هيئة تحرير الشام منذ اليوم الأول لوجودها في سوريا "سوى على أنها تنظيم إرهابي".

وأوضح وفائي لـ"عربي21" أن أبواب تركيا لم تكن مفتوحة للهيئة حاليا والنصرة سابقا كما كان الحال لباقي فصائل المعارضة السورية في الشمال وغيرها وحرية الدخول والخروج لهم لم تكن سهلة وكان التعامل في جميع الأحوال أنهم "تنظيم خطر وغير مقبول".

ولفت إلى أن تركيا وعلى الرغم من تصنيفها "الهيئة" إرهابية إلا أنها كان تتعامل معها بطريقة مغايرة لسياسة الغرب مع الجماعات المتطرفة وتسعى لتفكيكها بطريقة هادئة وداخلية بعيدا عن الدخول في معارك وصراعات طويلة.

وبالمقابل قال وفائي إن "الهيئة" سعت دائما للالتفاف على المطالبات بتغيير نهجها والابتعاد عن القاعدة وأيديولوجيتها وقامت بالاكتفاء بتغيير الاسم دون النهج الذي ما زال مرتبطا بتنظيم القاعدة حتى الآن.

واعتبر أن سلوك تركيا بتصنيف "الهيئة" ضمن قوائم الإرهاب يجعل الشركاء الدوليين على قناعة بأن أنقرة ليست مع سلوك التنظيم وتسعى لتفكيكه بأقل الخسائر.

 

فشل الجهود


من جانبه قال المحلل العسكري العميد أحمد الرحال إن تصنيف أنقرة لـ"الهيئة" بالإرهاب يعني أن جهود إقناعها بتفكيك نفسها والاندماج ضمن الفصائل فشلت.

وأوضح الرحال لـ"عربي21" أن هناك معلومات بأن عددا من التشكيلات وافقت على العروض التركية للابتعاد عن الهيئة مثل التركستان والجبهة الوطنية.

لكنه شدد على أن المشكلة الحقيقية تكمن في دول عناصر الهيئة "غير السوريين" من الدول العربية والأجانب الذين لا يجدون دولا تتقبلهم سوى بالاعتقال والمحاكمة.

وأضاف الرحال: "تركيا لا يمكنها استضافة هؤلاء ويستلزم الأمر جهدا دوليا وعلى كل الدول التي زجت بهم في سوريا أن تبحث لهم عن مكان".

وحول ما إذا كان متوقعا نشوب صدام بين القوات التركية بإدلب وعناصر الهيئة استبعد الرحال الأمر وقال: "غالبا لن يكونوا هم المبادرين في الأمر لأن هذا سيرتد عليهم وهم ليسوا في وارد فتح معركة حاليا مع أحد".

لكن الرحال شدد على أن المشهد بات أكثر تعقيدا من ذي قبل والأمور فتحت على مصراعيها بعد تصاعد لهجة التهديد من قبل العديد من الأطراف مشددا على أن "هناك معركة لكن لا أحد يعلم موعد بدئها".

التعليقات (0)