صحافة إسرائيلية

كيف يعمل قصاصو الأثر الإسرائيليون على حدود غزة؟

قصاص أثر: أتفاجأ من الرغبة والإصرار من المقاومة في غزة على استكمال مشوار الأنفاق- جيتي
قصاص أثر: أتفاجأ من الرغبة والإصرار من المقاومة في غزة على استكمال مشوار الأنفاق- جيتي

قال الضابط الإسرائيلي ربيع سعاد، المسؤول عن وحدة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي على حدود غزة، إن "مهمته تتركز في الكشف عن الأنفاق، وملاحقة المسلحين، والعثور على العبوات الناسفة، وهي الهمة التي عملت فيها خلال 22 عاما من انخراطي في صفوف الجيش".


وأضاف، في مقابلة مطولة مع صحيفة معاريف ترجمتها "عربي21"، أنني "آمل أن تسفر الجهود السياسية في التوصل لتهدئة مع حماس في غزة، لكني أشك في ذلك، من الصعب علي تصديق أن ذلك سيحدث، ربما يتحقق على المدى القصير، لكن دون أن يتم العثور على حل حقيقي".


وأوضح سعاد (40 عاما): "صحيح أن الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ليست إلزامية على البدو، لكن والدي نصحني بالالتحاق بصفوف الجيش، ويمكن بسهولة رؤية الإصابات في مختلف أنحاء جسدي، لمعرفة ما الذي قدمته من خدمة لدولة إسرائيل".


وأكد أن "مهمة قصاصي الأثر لا يمكن أخذها بسهولة من أيدي البدو، فهم ضليعون فيها، ويخدم اليوم في الجيش قرابة 337 قصاص أثر، 226 في الجيش النظامي و111 في الاحتياط، لأن اليهود يجدون صعوبة في الالتحاق بهذا التخصص في الجيش، لأنهم يفضلون العمل في ظل أجواء غرف مكيفة، أو ملاصقين لجهاز الآيفون، وبالتالي لا يجدون ما يبحثون عنه، مع العلم أن هذه المهنة لا تحتاج فقط رؤية بصرية حادة، على أهميتها، لكنها تتطلب مواصفات أخرى لا تتوفر لدى كل من ينخرط فيها".


وأشار إلى أن "هناك الكثير مما تتوقعه منا الدولة، ليس فقط خلال عمليات الملاحقة والمطاردة للمسلحين، وإنما في المرحلة التي تسبق ذلك، من خلال إجراء مسح ميداني للأرض والميدان، وتكمن مهمتنا في محاولة التعرف أين يقع هذا النفق، ومعرفة السبب في إغلاق حماس لبعض المناطق الحدودية بصورة خاصة دونا عن سواها من المناطق التي تدب فيها الحركة".


وأضاف أن "هذه قضايا تجلب انتباهنا، ونحاول تفسيرها، ولذلك دأب كبار قادة المنطقة الجنوبية على وصفي صاحب قرون الاستشعار، فقد خدمت خمس سنوات في محور فيلادلفيا الحدودي بين رفح وسيناء، وعرفت هذه المنطقة نشاطا مكثفا للعثور على الأنفاق المفخخة والعبوات الناسفة".


وأكد أنني "أطلب من قائد المنطقة أن يوفر دبابة وجرافتين من طراز D9، في كثير من الأحيان نعثر على ما تخوفنا منه، إما نفقا أو عبوة أو حفرة مفخخة، وأحيانا نفشل في العثور على بعض الأنفاق؛ لأنها حفرت من داخل البيوت والمنازل الفلسطينية، وأحيانا من تحت شجرة، وحين كانت تمشي عليه بعض الآليات العسكرية، تشعر أنها وقعت في كمين، وحينها يمطرنا الفلسطينيون بوابل من قذائف الآر بي جي، ونيران القناصة".


وأوضح أننا "عشنا معارك جدية، وأصبت عدة مرات، والتقيت بالموت أكثر من مرة، فقدت أناسا عزيزين علي أحيانا، حين كنا نقوم بمهمة ملاحقة عمليات التسلل، ولا أحد يعلم حجم التهديدات التي تحيط بنا في هذه الجبهة الجنوبية مع غزة، أنا مطالب من قبل قادتي أن أشعل أمامهم الأضواء الحمراء؛ لأن المقاتلين في الطرف الآخر يطورون من قدراتهم القتالية".


وزاد قائلا أننا "كنا نكتشف بعض الأنفاق بفعل عوامل الجو والأمطار، وأخرى بواسطة المعدات الهندسية، والاستخبارات القوية، وأحيانا حين كنا نختلف في التقييم حول وجود نفق أم لا، في هذه المنطقة أو تلك، نستعين ببعض علماء الجيولوجيا من معهد التخنيون في حيفا، وهم يثبتون بدورهم مدى صحة المزاعم عن وجود نفق أم لا، أحيانا كنا نحفر إلى عمق 11 مترا؛ كي نرى آثار الباطون والحديد من بقايا إقامة النفق".


وأشار إلى أنني "أتفاجأ من الرغبة والإصرار من الطرف الآخر في غزة على استكمال مشوار الأنفاق؛ لأن الكثير من الأموال تنفق في هذه المشاريع، والقوى البشرية، من أجل استخرج كميات كبيرة من الرمال، وتفاجأت لأننا كل يوم نقوم بدوريات على الحدود، ونشعر بالخيبة والسذاجة أننا نمشي على نفق، وأنت لا تشعر به".


وختم بالقول إنني "كثيرا ما كنت أنام في العديد من الليالي تحت الأشجار، أراقب الحدود، وأنتظر أي متسلل من غزة، لكن أكثر الأحداث عشناها في حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014".

0
التعليقات (0)