صحافة دولية

فوكس نيوز: هذه هي حقيقة علاقة إيران مع تنظيم القاعدة

لقاء لقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان بحضوره زعيمه الراحل أسامه بن لادن- جيتي
لقاء لقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان بحضوره زعيمه الراحل أسامه بن لادن- جيتي

أكد تقرير الخارجية الأمريكية عن "أشكال الإرهاب العالمي: أن إيران تواصل عمليات دعم الإرهاب في الشرق الأوسط، وكشف أن إيران "سمحت بأن يكون لتنظيم القاعدة مركز عمليات داخل حدودها". 


ويؤكد التقرير الذي صدر هذا الأسبوع الذي نشرته "فوكس نيوز"، وترجمته "عربي21، "ما سبق وتم تداوله في السنوات الماضية، أن إيران لا تقوم فقط بالسماح للقاعدة القيام بعمليات إرهابية على مستوى العالم؛ ولكنها لا تزال غير مستعدة لتقديم عناصر القاعدة في أراضيها إلى العدالة، ورفضت الكشف عن هوية من تعتقلهم".


وتضيف القناة، أن "جمهورية شيعية تبدو للمراقب الخارجي غير مستعدة لأن تمنح الملجأ لتنظيم سنّي، ولكن للمحللين لا يرون ذلك أمرا يثير المفاجأة".


ونقلت القناة عن الزميل في معهد الدفاع عن الديمقراطية ومحرر"لونغ وور جورنال" توم لوسلين، قوله: "كان هذا معروفا للمجتمع الأمني منذ سنوات مع أن إيران والقاعدة متحاربتان في العراق وسوريا واليمن. لكن النظام الإيراني سمح لهذا الشريان الحيوي للعمل حتى قبل مقتل ابن لادن".


واستخدم الباحث اللغة نفسها التي استخدمتها وزارة الخارجية، ومفادها أن طهران منذ عام 2009  سمحت لناشطي القاعدة بـ"تشغيل شريان حياة جوهري عبر إيران"، حيث يسمح  للتمويل والمقاتلين بالمرور والانتشار في جنوب آسيا وسوريا. وكشفت الأمم المتحدة  في تموز/يوليو أن "قادة القاعدة في إيران أصبحوا معروفين"، ويعملون على إضعاف قوة هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب.


ولسبعة أعوام قامت وزارة الخزانة والخارجية بفرض عقوبات على قادة القاعدة، الذين قالت إنهم يختبئون في إيران ضمن "اتفاق سري" بين الحكومة الإيرانية والقاعدة. وفي تموز/يوليو 2016 كشفت وزارة الخزانة عن ثلاثة من قادة القاعدة يقيمون في إيران، بهدف "نقل الأموال والناشطين" للقيام بأعمال تخريب في السعودية والشرق الأوسط.


وتساءلت عن الطريقة التي يمكن أن ينتفع منها الطرفان. وأوضحت "أنها  تسمح للقاعدة بنقل الناشطين والأموال والاتصالات إلى جنوب آسيا. فهذا هو الشريان الحيوي لربط قادة القاعدة في أفغانستان وباكستان لتنظيم عمليات السلاح عبر الشرق الأوسط "، حسبما يقول جوسلين.


ويضيف: "من منظور إيران؛ فهي تقدم تأمينا ضد هجمات القاعدة في إيران، حيث يؤدي أي هجوم لإغلاق الشبكة".


ومنذ ان خرج دونالد ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؛ اتهم إيران بدعم الجماعات الإرهابية الوكيلة مثل القاعدة حسبما جاء في تقرير وزارة الخارجية. وظل تقرير الوزارة يصف إيران بأنها أول دولة تدعم الإرهاب.


 وقال مصدر أمني أمريكي: "الطرفان لا يحب أحدهما الآخر، ولكن القاعدة تريد ملجأ آمنا، ويحصل الإيرانيون على حصة من تجارة تهريب المخدرات التي تجري منذ سنوات".


وبحسب تقرير لجنة 9/11؛ فقد رتب المسؤولون الإيرانيون لقاء بين أسامة بن لادن الذي كان يقيم في السودان، وبين إيران. وتضمن البرنامج لاحقا تدريب عناصر القاعدة على الأراضي الإيرانية. وبعد وصول حركة طالبان إلى السلطة وانتقال ابن لادن إلى أفغانستان، اتهمت اللجنة إيران بتسهيل حركة الإرهابيين من أراضيها. ولم يكن المسؤولون يختمون جوازات عناصر القاعدة المارين عبر الحدود.


ويرى باحثون أن العلاقة بين القاعدة وإيران ليست بهذا الوضوح. ويقول المحلل في العلوم السياسية بمؤسسة راند أريان طبطابائي: "تعود علاقات إيران مع القاعدة إلى التسعينيات من القرن الماضي، وهي موثقة من باحثين داخل الحكومة الأمريكية وخارجها، لكن القاعدة وإيران ينظر أحدهما للآخر من زاوية سلبية".


وقال إن العلاقة في شكلها هي علاقة مصلحة، وسمحت لإيران بشراء حسن نية من قيادة القاعدة التي منعت من حصول هجمات على الأراضي الإيرانية، مقابل سماحها للقاعدة بنقل المال والمقاتلين عبر المنطقة.


وفي دراسة أصدرها مركز "نيو أمريكا" وقامت على تحليل وثائق أخذت من مجمع ابن لادن في "أبوت أباد"، بباكستان ووجدت أن لا دليل يشير إلى تعاون القاعدة وإيران في القيام بهجمات. وبحسب التقرير فإن إيران ظلت طوال الوقت غير مرتاحة لوجود التنظيم على أراضيها، وقامت بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بسجن قادتها ومنعتهم من مغادرة البلاد. 


ولهذا فالعلاقة بين الطرفين وطبيعتها وعمقها تظل موضعا للنقاش. ويقول الباحث البارز في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة التراث جيم فيليب: "تطور فهم إيران للقاعدة وطبيعة العلاقة معها، رأتها عدوا من أعدائها وليس حليفا يوثق به، ولكن إيران قد تكون متسامحة عندما يتعلق الأمر بالجماعات الإرهابية". 


ويضيف: "إيران والقاعدة ينظران أحدهما للآخر كمتنافسين على قيادة الثورة الإسلامية العالمية، لكنهما تشتركان في مجموعة من الأعداء: الولايات المتحدة والدول العربية مثل السعودية ومصر والأردن. وبلا شك فقد رأت إيران في القاعدة وسيلة تقوض من خلالها الحكومات العربية التي اصطفت إلى جانب الولايات المتحدة".


التعليقات (0)