سياسة دولية

الاتحاد الأوروبي يرفض خطة ماي ويضعها في موقف "مذل"

تواجه ماي غضبا في حزبها بسبب خطة الخروج من بريكست - جيتي
تواجه ماي غضبا في حزبها بسبب خطة الخروج من بريكست - جيتي

انتقدت رئيسة الحكومة البريطانية الجمعة رفض الاتحاد الأوروبي خطتها حول بريكست، معتبرة أن ذلك  "غير مقبول" ملمحة إلى احتمال الانسحاب من المفاوضات.

وفي بيان متلفز من مقر الحكومة في داوننغ ستريت قالت ماي إن المباحثات وصلت إلى "طريق مسدود" قبل ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأسابيع فقط من الموعد الأقصى لإبرام اتفاق ينظم عملية الخروج، محملة بروكسل المسؤولية.

وتابعت ماي: "طوال هذه العملية، تعاملت مع الاتحاد الأوروبي بكل احترام. لكن المملكة المتحدة تتوقع معاملة بالمثل. والتوصل إلى علاقات جيدة بنهاية هذه العملية يتوقف على ذلك".

وتأتي تصريحات ماي إثر عودتها من قمة للاتحاد الأوروبي الخميس في سالزبورغ رفض خلالها القادة الأوروبيون مقترحاتها بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية والحدود الإيرلندية.

 

اقرأ أيضا: ماي مستاءة حول مستقبلها السياسي وتواجه تمردا حزبيا

وقالت ماي: "ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية وما هي البدائل التي يقترحونها حتى نتمكن من مناقشتها".

وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية: "بالانتظار، علينا أن نواصل العمل من أجل إعداد أنفسنا لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر الخميس في سالزبورغ أن الاقتراحات البريطانية حول بريكست في الشق الاقتصادي "ليست مقبولة بوضعها الحالي" لأنها لا تحترم السوق الموحدة.

كذلك اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن اقتراح ماي لن ينجح.

ولتعزيز الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية ربطا عقد قمة خاصة أواسط تشرين الثاني/نوفمبر لإبرام الاتفاق بتحقيق تقدم الشهر المقبل.

وكانت ماي أصرت في مؤتمر صحافي عقدته قبيل مغادرتها سالزبورغ على أن خطتها هي "الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة".

والجمعة قالت ماي إن اقتراح الاتحاد الأوروبي بقاء بريطانيا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية أي عمليا السوق الأوروبية المشتركة مع حرمانها من أي حق في تعديل الأنظمة سيشكل "استهزاء" بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقالت ماي إن ربط التكتل طرحه إبرام اتفاقية تجارة حرة بإبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الأوروبي "أمر لا يمكن لأي رئيس حكومة بريطانية أن يقبله".

ووصف زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن استراتيجية التفاوض التي تعتمدها رئيسة الوزراء بأنها "كارثة".

وقال كوربن إن "المناورات السياسية للاتحاد الأوروبي وحكومتنا يجب أن تتوقف لأن عدم التوصل لاتفاق ليس خيارا".

أعلنت وسائل الإعلام البريطانية اليوم الجمعة أن مقترحات رئيسة الوزراء تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي انهارت بعد ما وصفته بالمذلة أمام قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة غير رسمية في مدينة سالزبورج.

وبعد مأدبة عشاء في سالزبورج، قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم سيسعون من أجل التوصل لاتفاق الانسحاب الشهر المقبل لكنهم حذروا ماي من أنها إذا لم تقدم تنازلات بشأن التجارة والحدود الأيرلندية بحلول نوفمبر تشرين الثاني فإنهم على استعداد للتأقلم مع خروج بريطانيا دون اتفاق.

ورأت وسائل الإعلام البريطانية في ذلك رسالة واضحة.

وكتبت صحيفة ديلي ميرور في صفحتها الأولى "انكسرت خطتك للانسحاب".

ونشرت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى صورة التقطتها رويترز وتظهر فيها ماي ترتدي سترة حمراء وتقف وحدها بمعزل عن جمع من قادة الاتحاد الرجال في ملابسهم الرسمية.

وكتبت صحيفة جارديان "ماي تتعرض لمذلة" بينما جاء عنوان صحيفة تايمز "إذلال ماي".

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز التي أيدت بشدة البقاء في الاتحاد الأوروبي: "آمال ماي لقمة سالزبورج تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد الأوروبي لخطة تشيكرز". أما هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) فقالت: "رئيسة الوزراء تواجه إعراضا محرجا في سالزبورج".

وتنم العناوين السلبية عن مدى اختلاف التصورات بين لندن وعواصم الدول السبع والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الانسحاب من التكتل.

وذهبت صحيفة صن إلى أبعد من ذلك قائلة: "فئران الاتحاد الأوروبي القذرة.. غوغاء منطقة اليورو ينصبون فخا لماي". كما نشرت صورة ساخرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على هيئة اثنين من رجال العصابات الأمريكية المسلحة.

التعليقات (1)
محمد يعقوب
السبت، 22-09-2018 01:28 ص
والله إننى سعيد جدا بإذلال بريطانيا في أي مكان. لأن هذه البريطانيا هي عدوة العرب ، كل العرب رقم واحد. بريطانيا هي التي أعطت وعد بلفور للصهاينة وهى التي مكنتهم من إحتلال فلسطين وإغتصاب أراضيهم. لم تكن فلسطين وحدها من قاسى من قذارة ووقاحة بريطانيا. مصر أيضا يوم قام الرئيس عبدالناصر بتأميم القنال، قادت بريطانيا تحالفا مع فرنسا وإسرائيل لإحتلال مصر. هناك الخليج العربى عندما إنسحبت بريطانيا منه، قامت بخلق مشاكل حدودية بين كافة دول الخليج، وهى بريطانيا من سلمت جزر ألإمارات لإيران.