ملفات وتقارير

جامعات لبنان في مهب هيمنة السياسة والتعيينات الطائفية

مراقبون أكدوا أن حزب الله لاعب قوي في المشهد التعليمي والأكاديمي إن لم يكن الأقوى- جيتي
مراقبون أكدوا أن حزب الله لاعب قوي في المشهد التعليمي والأكاديمي إن لم يكن الأقوى- جيتي

تعدّ الجامعات في لبنان بوابة للقوى السياسية لتعزيز حضورها ونفوذها، وباتت كليات التعليم العالي مرآة للمشهد السياسي العام، فمن يمتلك السطوة على القرار اللبناني يمتلك القوة الأعظم في الكليات، لاسيما الجامعة اللبنانية التابعة للدولة.


وتُسلط الأضواء دائما على الانتخابات الطلابية في مختلف الجامعات التي تتداخل فيها الأحزاب، فيما تبدو جامعات معينة وفروع من الجامعة اللبنانية تحت سطوة مباشرة من قوى سياسية على صعيد الطلاب والهيئة التعليمية.


ويرى مراقبون أن حزب الله لاعب قوي في المشهد التعليمي والأكاديمي، إن لم يكن الأقوى على صعيد الحضور والتأثير والتواجد في عدد كبير من الجامعات حتى تلك التي لا تقع ضمن دائرته السياسية أو الطائفية.


وبرزت في الآونة الأخيرة أزمة كلية الدعوة الإسلامية في لبنان التي تتبع لجمعية الدعوة العالمية الليبية ويشرف عليها في لبنان وقف مركزي إسلامي سني.


كلية الدعوة وحزب الله


وكان الشيخ عبد الناصر جبري المقرب من حزب الله قد تولى عمادتها ورئاستها إلى حين وفاته عام 2016، حيث أقدم ابنه عبد الله الجبري الذي لا يمتلك أي صفة أو مسؤولية في الكلية حينها على اقتحامها.

 

وقال الشيح أحمد كنعان عميد الكلية الحالي إن "نجل الجبري اعتدى بالضرب مع مجموعة مسلحة على المدير العام السابق ماجد عويني مستوليا على خزنة الجامعة بما فيها من محتويات مالية ووثائق".

 

وأضاف: "الاعتداء السابق جاء بهدف السيطرة على الكلية باعتبارها من وجهة نظره ميراث من والده".


وتابع كنعان في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "بفعل المفاوضات التي أجراها الليبيون معه تم التوصل إلى تسوية تم بموجبها استحداث منصب له وهو أمانة سر الكلية على أن أتولى شخصيا منصب عمادة الكلية".


وتحدث كنعان عن "تجاوزات الجبري الابن، ما دفع الجمعية المالكة الليبية إلى تنحيته وحلّ مجلس إدارة الكلية".


وروى كنعان محاولة اعتداء جديدة هذه المرة عليه، فقال: "أقدم عبد الله الجبري المدعوم من رئيس تجمع علماء المسلمين (موال لحزب الله) على اقتحام الكلية وقاعة الامتحانات ونظرا لحساسية الموضوع خرجت إلى مكتبي حيث تم محاصرتي من 7 مسلحين فقمت بالتواصل مع القوى الأمنية، لكن المهاجمين قاموا بطردي فاتجهت إلى مركز قوى الأمن وقدمت شكوى".


وعن أسباب صمت دار الفتوى إزاء ما يحصل، قال: "لم تعترف دار الفتوى بالكلية وبشهاداتها لكونهم يعتبرون أن حزب الله مسيطر عليها سابقا، وقد التقيت مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان عند تولي مهامي وقلت له بأنني سأعمل جادا على وضع الكلية في كنف دار الفتوى، لكنّه قلّل من إمكانية ذلك طالبا مني الانسحاب من مهامي".


وعن التعاطي الأمني والقانوني في حادثة الاعتداء الأخير، قال: "كان حريا أن تتحرك قوة أمنية لإخراج المسلحين والتعامل معهم فورا، لكنّي لم أتلق سوى وعود".


الجامعة اللبنانية


وقال الأستاذ الجامعي الدكتور رباح أبي حيدر: "تهيمن على الجامعات وتحديدا "الجامعة اللبنانية" عقلية المصادرة والمحاصصة بين القوى النافذة في الساحة السياسية لاسيما القوى الأكثر نفوذا وتأثيرا".

 

وكشف في تصريحات لـ"عربي21" عن مصادرة الهيئة التعليمية من قبل جهات سياسية، قائلا: "التعيينات التي تتم على المستويات كافة لا تعتمد حصرا على الكفاءة العلمية والمهنية بل وفق توجيهات صادرة من قوّة سياسية معينة".


وعن تأثير حزب الله في الجامعة اللبنانية، قال: "ليس هو وحده من يؤثر بالجامعة بل هناك قوى مؤيدة له أو ساعية لأن يكون لها حصة من مختلف القوى السياسية".


وأضاف: "يتعرض الطلاب لمغريات عدة على صعيد تسهيل مهمة نجاحهم في الامتحانات وتعزيز نفوذهم في الجامعة".


وعن تعرض العديد للطلاب للاعتداءات من قبل قوى سياسية طلابية، قال: "أغلبية المنتسبين إلى الجامعات غير متحزبين، غير أنهم عندما يبدون رأيهم في مشكلة أو أزمة وطنية يتعرضون حينها للضغوطات والاعتداءات، وهذا منظور أيضا في كل الجامعات الخاصة أيضا لاسيما الجامعتين الأميركية واليسوعية".


وتحدث عن أن "الخطورة تمكن في تنوع المناهج التعليمية لا بل تضاربها في فروع الجامعة اللبنانية التابعة للدولة، وذلك بناء على النفوذ السياسي والطائفي في كل فرع".


عقد سياسية


وحمل الدكتور عساف ساسين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية مسؤولية السطوة السياسية في الجامعات على المجتمع اللبناني مركب، وقال في تصريحات لـ"عربي21": "لا بد أن ينعكس ذلك على الطلاب لاسيما في المرحلة الجامعية، لتظهر العقد السياسية والطائفية جلية في مواقف عدة، لكن هناك قلة من الطلاب العقلانيين الحريصين على المناخ الجامعي السليم".


ورأى أن تفاوتا يحصل في "أحجام التدخلات السياسية في الجامعات وتحديدا لدى جامعات خاصة تحرص على فرض نظام يحدّ من أحجام التدخلات السياسية داخل حرم الجامعة"، لكنّه أقر بوجود "خلافات حادة داخل العديد من الكليات تأخذ طابعا عنفيا".


وعن توصيف حالة الجامعات في لبنان، قال: "نحن نعيش حالة انهيار على المستويات كافة"، محذرا من تداعيات تدخلات طلاب نافذين في "أسئلة الامتحانات ومحاولة ترفيع طلاب على حساب العلم والثقافة، ومنح شهادات دكتوراه جزافا إلى غير مستحقيها".

التعليقات (1)
حسين يحي يعقوب من جنسية النيجر
الثلاثاء، 05-11-2019 07:20 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركته اناطالب خرجي جامعة الاسلامية بالنيجر وعلي حقيق كل هذه الاقوال بجرد كلام فقط لانني ولله اريد الموصلة الدرسة لمرحلة ماجستير في الجامعتكم الميمونة