صحافة دولية

مهندسون فلسطينيون وسوريون يطورون لعبة تجسد معاناة بلدانهم

ذكرت الصحيفة أن "تطوير ألعاب الفيديو تعد مهنة صعبة للغاية"- أرشيفية
ذكرت الصحيفة أن "تطوير ألعاب الفيديو تعد مهنة صعبة للغاية"- أرشيفية

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن قيام بعض مطوري الألعاب السوريين والفلسطينيين بصناعة ألعاب فيديو، سعوا من خلالها إلى الكشف عن أهوال معاناتهم ومشاكلهم المتعددة في ظل الحروب والاعتداءات غير المبررة التي تجري على أراضيهم.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن متجر آبل للتطبيقات رفض تصنيف إحدى الألعاب التي يطلق عليها اسم "ليلى في ظلال الحرب" في خانة الألعاب، نظرا للأحداث الدامية والحزينة التي تسردها.


وذكرت الصحيفة أن "تطوير ألعاب الفيديو تعد مهنة صعبة للغاية، ويؤكد رشيد أبو عبيدة، مهندس برمجيات فلسطيني يقوم بصناعة الألعاب في أوقات الفراغ، وجود العديد من التحديات. وفي هذا السياق يقول أبو عبيدة إن "العيش في رام الله أو غزة أمر صعب".


وتابعت: "في أي لحظة يمكن أن تقتل على الطريق لأن هناك دائما بنادق موجهة صوبك، ونظرا لأن المكتب الذي أعمل فيه متواجد في رام الله، عادة ما تكون هناك اشتباكات بالقرب منا، لذلك نعمل والغاز المسيل للدموع يحيط بنا، مما يتسبب في نزول دموعنا. ونحن نطلق على هذا الوضع "العمل تحت الضغط".


وأضافت الصحيفة أن أبو عبيدة هو من قام بتصميم لعبة الهاتف الذكي التي تدعى "ليلى في ظلال الحرب"، حيث يقوم اللاعب بمساعدة زوجته وابنته ليلى على الفرار من غزة، وعلى الرغم من أن شخصية ليلى خيالية، إلا أن اللعبة تعرض أحداثا حقيقية من بينها الإضرابات التي تحدث في المدارس، ومقتل أربعة أطفال يلعبون على الشاطئ. وعندما تم إطلاق اللعبة لأول مرة في متجر التطبيقات، رفضت شركة آبل تصنيفها على أنها لعبة نظرا لأنها تفضل الألعاب التي لا تحمل في طياتها رسائل مبطنة.

 

اقرأ أيضا: شهيد وإصابات بمواجهات ليلية مع الاحتلال شرق غزة (شاهد)


وأشارت الصحيفة إلى أن أبو عبيدة، الأب لأربعة أطفال، يتذكر صور الآباء الفلسطينيين الذين يحملون جثث أطفالهم، عند حمله لأطفاله في يديه. وعندما سمح أبو عبيدة لأولاده بلعب لعبة ليلى، سألوه لماذا قتلت ليلى على الرغم من أنها لم تقم بأي شيء خاطئ. لكن الأب لم يستطع الإجابة. وفي هذا السياق، أوضح أبو عبيدة أنه "على الرغم من أنني أنا من قمت بتطوير اللعبة، إلا أنني لا أمتلك جوابا على ذلك".


وتطرقت الصحيفة إلى اللعبة التي قام عبد الله كرم، لاجئ سوري يعيش في النمسا، بتطويرها والتي يطلق عليها اسم "طريق الخروج"، وتصور هذه اللعبة مغامرات شخصية مر بها كرم، وقد تم تطويرها من قبل "كوزا كرييشنز"، حيث يقوم اللاعب بمساعدة كرم خلال رحلة هروبه من سوريا.


وبالإضافة إلى كونه البطل الرئيسي في اللعبة، يعرض كرم مقاطع فيديو عرضية في زاوية الشاشة تروي أحداثا وتضع اللاعب في الإطار، وحيال هذا الشأن، قال كرم: "أردنا مشاركة مشاهد مضحكة مع اللاعب، على الرغم من أن موضوع اللعبة جدي للغاية. لقد حاولنا أن نبني تواصلا بيننا وبين اللاعب".


وأضافت الصحيفة أن اللعبة تصور رحلة هروب كرم، البالغ من العمر 18 سنة، من سوريا بطلب من والديه لتجنب الانضمام إلى الجيش. ويضيف كرم قائلا: "يمكنك رؤيتي كم كنت صغيرا حينها. وعندما قالوا لي احزم أمتعتك، سألتهم؛ هل يمكنني اصطحاب الإكس بوكس معي؟".


وذكرت الصحيفة أن كلا من كرم والمطورين الآخرين أرادوا استخدام العلاقة بين مستخدم اللعبة وبطلها لمساعدة الأشخاص على فهم حجم معاناة اللاجئين. وصرح كرم أنه "قد أردنا أن تكون اللعبة مجانية لمشاركة هذه الرؤيا وإخبار الجميع، بصرف النظر عن الصورة السيئة التي يمتلكونها عن اللاجئين، بأن هناك وجها آخر للحقيقة".

التعليقات (0)