صحافة دولية

لمَ على الأفارقة أن يحذروا من ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون؟

المحاصيل تفقد العناصر المغذية كلما كان تركيز ثاني أكسيد الكربون مرتفعا أكثر
المحاصيل تفقد العناصر المغذية كلما كان تركيز ثاني أكسيد الكربون مرتفعا أكثر
نشر موقع "جيوبوليس" الفرنسي حوارا أجراه مع الباحث الأمريكي، ماثيو سميث، الذي دعا الدول الأفريقية إلى أن تكون أكثر حذرا مع ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهو ما يهدد بفقدان عدة أغذية في القارة لقيمتها الغذائية، بحسب دراسة أمريكية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تؤثر على جودة الطعام الذي نتناوله. ومن المتوقع أن تنخفض معدلات الزنك والحديد والبروتين في الأطعمة التي يتناولها سكان القارة الأفريقية بحلول سنة 2050، مع ارتفاع نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، لا سيما في شمال وجنوب وشرق القارة السمراء.

وأكد الموقع أنه وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية ونشرت نهاية شهر آب /أغسطس سنة 2018، "من المتوقع أن تتجاوز نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قرابة 550 جزءا في المليون على مدى 30 إلى 80 سنة القادمة. وسيتسبب هذا الارتفاع في تراجع نسبة الزنك والحديد والبروتين في العديد من الأغذية الأساسية التي يستهلكها سكان عدة دول أفريقية".

فضلا عن ذلك، جاء في الدراسة الأمريكية أن "قرابة 175 مليون شخص حول العالم سيعانون من نقص في الزنك، كما أن قرابة 122 مليون شخص آخرين معرضون إلى نقص في البروتين بحلول سنة 2050، على غرار الهند. ويعد هذا البلد الآسيوي الأكثر تهديدا لفقدان هذه العناصر الغذائية من الأطعمة؛ نظرا لأهمية استهلاك سكانه للأرز. وشأنها شأن الهند، تعدّ ثلاث دول أخرى مهددة أيضا، وهي كل من الجزائر وغينيا وجيبوتي". 

وفي إجابته عن سؤال الموقع حول غياب القدرة عن ملاحظة آثار ذلك بصفة واضحة وفقا للتقسيم الجغرافي لدول القارة الأفريقية، على الرغم من أنها تعد واحدة من أكثر مناطق العالم عرضة لارتفاع انبعاثات الكربون، أجاب ماثيو سميث أن "ذلك يرتبط بأكثر أنواع الأطعمة المستهلكة في هذه المناطق".

وأضاف الباحث الأمريكي أن "بعض الأغذية تفقد الكثير من العناصر الغذائية عندما يكون تركيز ثاني أكسيد الكربون مرتفعا للغاية، خاصة الأغذية المرتكزة على القمح أو الأرز أو الذرة. ويتم استهلاك هذه المحاصيل على نطاق واسع في القارة السمراء، إذ يتم استهلاك القمح بشكل كبير في شمال أفريقيا، فيما تستهلك الذرة في شرق وجنوب أفريقيا أكثر، خلافا لغرب أو وسط أفريقيا".

وتساءل الموقع عن السبب الذي يجعل الجزائر وجيبوتي وغينيا أكثر الدول في أفريقيا عرضة لفقدان أطعمتها للعناصر الغذائية الهامة، على غرار الهند. ردا على ذلك، قال سميث إن "هذه البلدان تعتمد اعتمادا كبيرا على الأغذية التي تفقد عناصر غذائية هامة مع ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وخاصة القمح والأرز".

وأورد سميث أن "الغينيين، على سبيل المثال، يستمدون ما نسبته 45 بالمئة من حاجتهم إلى الزنك من استهلاك الأرز، فيما يستمد سكان جيبوتي 48 بالمئة من احتياجهم للبروتين من الأرز. أما الجزائريون، فيستمدون العناصر الغذائية من خليط القمح والشعير، ما يعني نصف احتياجاتهم تقريبا من الزنك والحديد".

ونوه الموقع بأن الباحث الأمريكي أجرى مقارنة بين هذه الدول الأفريقية وبين دول غربية، حيث أشار إلى أن "الفرنسيين يستمدون 24 بالمئة من حاجتهم للزنك والبروتين من جميع المحاصيل التي يستهلكونها. أما في البلدان الأكثر ثراء في أوروبا وأمريكا الشمالية، فتلعب الحبوب دورا أقل أهمية في النظام الغذائي، وبالتالي، تنخفض خطورة تأثيرات ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون على شعوب هذه البلدان".

وطرح الموقع سؤالا حول السبب الكامن وراء "حساسية" محاصيل مثل الذرة إزاء تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو. في هذا الصدد، أوضح سميث أنه "ليس لدينا إجابة عن هذا السؤال، نظرا لأن نتائج الأبحاث متضاربة نوعا ما. لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن المحاصيل تفقد العناصر المغذية كلما كان تركيز ثاني أكسيد الكربون مرتفعا أكثر".

وردا على السؤال المتعلق بعواقب نقص الزنك أو البروتين أو الحديد، مع العلم أنه في العديد من البلدان الأفريقية، يعد فقر الدم مشكلة صحية متفشية، أجاب الباحث الأمريكي أن "نقص الزنك يؤثر على جهاز المناعة. كما يؤدي نقص الحديد إلى الإصابة بفقر الدم أو تراجع القدرات المعرفية. ويمكن أن يتسبب هذا النقص أيضا في مضاعفات أثناء الولادة بالنسبة للأمهات والأطفال على حد السواء. أما نقص البروتين، فيتسبب في مشاكل في النمو".

وفي الختام، نقل الموقع على لسان ماثيو سميث أنه "على الرغم من ذلك، يمكننا أن نجد حلولا، من قبيل التركيز على زراعة المحاصيل الأقل حساسية تجاه ارتفاع تركيز نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، على عكس الأرز".

للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا
0
التعليقات (0)