صحافة دولية

دير شبيغل: هل اغتال ابن سلمان خاشقجي بالفعل؟

المجلة الألمانية نقلا عن تقرير للمخابرات الألمانية: سياسة ابن سلمان ستؤدي لتوتير العلاقات بحلفائها- جيتي
المجلة الألمانية نقلا عن تقرير للمخابرات الألمانية: سياسة ابن سلمان ستؤدي لتوتير العلاقات بحلفائها- جيتي

نشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى حادثة اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

 

ورأت الصحيفة أن الحادثة "تفند المقولة التي تعتبر السعودية بمثابة صمام أمان في منطقة الشرق الأوسط، وتحيل العديد من المؤشرات إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يقف وراء لغز اختفاء خاشقجي بشكل مفاجئ".

وقالت المجلة في تقريرها -الذي ترجمته "عربي21"- إنه منذ أسبوع، اختفى الصحفي السعودي، جمال خاشقجي بشكل مفاجئ بعد أن قصد قنصلية بلاده في إسطنبول، واتهمت السلطات التركية الحكومة السعودية بتصفية هذا الصحفي.


ووفقا لآخر التحقيقات، سافر وفد مكون من 15 عونا إلى تركيا بهدف تصفية خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية بتركيا ونقل جثته إلى خارج البلاد.


وأكدت المجلة أن الحكومة السعودية "فندت كل الاتهامات الموجهة لها، لكنها لم تقدم أي معطيات بشأن مصير الصحفي المختفي".


وعلى الرغم من أنها ادعت أن خاشقجي غادر مقر القنصلية بعد وقت قصير، تقول المجلة "إنها لم تقدم أي دليل على ذلك. ولعل الأمر المثير للشكوك هو أن أجهزة كاميرا المراقبة المركزة داخل وخارج القنصلية كانت معطلة يوم الحادثة فيما أكدت خطيبة خاشقجي، خديجة جنغيز، أن خطيبها لم يغادر القنصلية".


"سيناريوهان"

 

وأشارت المجلة إلى أن سيناريوهين اثنين يفسران اختفاء الصحفي السعودي. يتمثل السيناريو الأول في أنه تعرض للاغتيال داخل مقر القنصلية. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في اختطافه من قبل الأعوان ثم اقتياده إلى السعودية. وفي كل الأحوال، يتحمل النظام السعودي مسؤولية اختفائه، ومن غير المستبعد تورط ولي العهد محمد بن سلمان، في هذه الحادثة".


وأوضحت المجلة أنه "خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أحدث ابن سلمان تغييرات جذرية على مستوى السياسة الداخلية والخارجية التي تتبعها السعودية. في الأثناء، واكبت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية صعود ابن سلمان سلم المناصب عن كثب. ومنذ أن توسع نفوذه في العائلة المالكة السعودية، حذرت هذه الدائرة من نواياه".


وفي في هذا الصدد، أورد التقرير الصادر عن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية قوله "إن السياسة الخارجية السعودية أصبحت عنيفة وهجومية. ومن المنتظر أن تؤدي سياسة ابن سلمان إلى توتير علاقات السعودية بحلفائها وأصدقائها خاصة وأنه على استعداد لشن تدخلات عسكرية بهدف الحفاظ على نفوذ بلاده على المستوى الإقليمي".

ولفتت المجلة إلى أن "الحكومة الألمانية تبرأت من التقرير الصادر عن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية مشددة على أن التقييم الصادر عن الاستخبارات الألمانية لا يعكس الموقف الألماني الرسمي من السعودية. وفي ذلك الوقت، أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن السعودية تُعتبر بمثابة القوة الضامنة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

"سياسة عنيفة"


وأفادت أن "سياسة ابن سلمان العنيفة تفند مقولة ميركل. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، شن ابن سلمان هجوما عسكريا على الحوثيين في اليمن بعد أسابيع قليلة من تعيينه وزيرا للدفاع. وفي ذلك الوقت، أكد ولي العهد السعودي أن الانتصار على الحوثيين ما هو إلا مسألة وقت. ومنذ ثلاث سنوات، يعيش اليمن على وقع حرب أهلية لا نهاية لها".

وأضافت المجلة أنه في شهر حزيران/يونيو سنة 2017، "فرض ولي العهد السعودي حصارا على قطر في سعي منه لاحتواء نفوذها في منطقة الخليج. وفي نهاية المطاف، فشل هذا الحصار في تحقيق أهدافه، حيث نجحت الحكومة القطرية في فك عزلتها. علاوة على ذلك، لا يزال الأمير تميم بن حمد يتربع على عرش الحكم".

وتابعت: "في شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2017، استقبل ابن سلمان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري قبل أن يعلن الأخير استقالته من منصبه من الأراضي السعودية، الأمر الذي خلق جدلا واسعا حول دوافع هذه الاستقالة المفاجئة. وبقي محتجزا في الرياض إلى أن عاد إلى لبنان بتدخل من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وبمجرد وصوله إلى مسقط رأسه، أعلن تراجعه عن الاستقالة".

وذكرت دير شبيغل أن "حلفاء السعودية غضوا الطرف عن مغامرات ابن سلمان الحربية نظرا لأنه أقر جملة من الإصلاحات، حيث أنه أقدم على الدخول في مواجهة مع رجال الدين وأعلن عن جملة من الإصلاحات الاجتماعية على غرار منح المرأة حق قيادة السيارة. وفي الوقت نفسه، لم يتوان عن إلجام كل صوت معارض".


وبينت أنه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أقدم ولي العهد السعودي على اعتقال عشرات الأمراء ورجال الأعمال النافذين السعوديين داخل أحد الفنادق الفخمة في الرياض، ومكثوا هناك طيلة أسابيع إلى أن أعلنوا عن موافقتهم على التنازل عن جزء من ثرواتهم أو المساهمة في إحدى المشاريع العملاقة التي أقرها".


وأبرزت المجلة أنه منذ شهر أيار/مايو سنة 2018، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال عدد من الناشطات الحقوقيات. وأسفرت عن توتير العلاقات السعودية التركية على خلفية مطالبة وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، بإطلاق سراح الناشطة الحقوقية، سمر بدوي.


وتختم المجلة بالقول إنه "من المرجح أن يمارس الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الضغط على السعودية للكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي خاشقجي، الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ويعمل لصالح صحيفة واشنطن بوست".

التعليقات (2)
يوسف
الثلاثاء، 16-10-2018 09:49 م
محمد بن سلمان وآل سعود هم الاجرام والارهاب الاول بالتعاون مع أمريكا في الشرق الأوسط ،نحن كسوريين كشعب مهجر منكوب , لم يتحرك ال سعود عسكريا في سوريا ولَم يدعموا الا مصالحهم الخاصة داخل سوريا ، السعودية ستنهار قريبا وأمريكا لن تنهار الا على يد الاحمق ترامب ،سيكون هناك تبديلات استراجيية سريعة في الشرق الاوسط !ربما تكون في صالح الشعوب العربية .
محمد حامد
الثلاثاء، 09-10-2018 10:30 م
صوب يا عم بقا . انا كدا جمايلي كترت عليكو ههههههه ( توتير العلاقات السعودية التركية على خلفية مطالبة وزيرة الخارجية الكندية) توتير العلاقات السعودية الكندية وليس التركية