مقالات مختارة

الأصابع الخفية في التآمر على تركيا

ربيعة الكواري
1300x600
1300x600

بعد أن أصبحت تركيا دولة قوية ومؤثرة في المشهد الاقتصادي على الساحة الدولية.. بل إنها من الدول العشر الأولى في هذا الميدان.. تحولت عيون أعداء تركيا إلى المساس بأمنها الداخلي وتحويل أنظار العالم إليها كدولة لم تعد آمنة لكل الجنسيات التي تدخل أراضيها.. وهذا ما كان يخطط له من ينوي لها الشر لإظهارها كدولة ضعيفة ومهزوزة كما يريد لها الأعداء!!.


وهذا يؤكد على أن التدخل في شؤون تركيا الداخلية أصبح هو الهدف الرئيسي من قبل خصومها للإطاحة بها وبنظامها الذي هز دول العالم وأوروبا وأمريكا في شتى المجالات التنموية.. وما من شك أن الأصابع الخفية التي تدير عملياتها الإجرامية من على الأرض التركية أصبحت تعمل بصمت من أجل إنهاء حكم الرئيس التركي "أردوغان" أو التأثير فيه بشكل سلبي.. ولعل هذه المسرحية الهزلية التي تحدق فصولها في هذه الأيام أصبحت تردد عبر وسائل الإعلام العالمية لجعل تركيا تضعف شيئاً فشيئاً حتى تصبح سهلة الانقياد بعد ذلك من قبل الدول المتخاذلة ضدها بكل يسر وسهولة!!


كما نشير هنا إلى أن تصفية أي معارضين لدولهم على الأراضي التركية يضع لتركيا المزيد من علامات الاستفهام التي تظل غامضة حتى يتم الكشف عن من يقف وراء هذه المؤامرات الممنهجة والمنسقة بامتياز لتشويه صورة تركيا في أنظار العالم.. ولعل الخلاف السياسي والاقتصادي الذي نشب قبل أسابيع بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ينبئ عن وجود دور انتقامي من بعض الدول الكبرى والإقليمية التي تريد ضرب تركيا اليوم بكافة الوسائل المتاحة !!


تشويه سمعة تركيا أولاً 

 

لعل أهم أهداف هذه الدول المتآمرة اليوم على تركيا هو جعل تركيا دولة غير قادرة على تحقيق الأمن والأمان تجاه كل من يعيش على أراضيها، وهي لعبة سياسية خطيرة.. خاصة أن الأصابع الخفية التي تريد كسر شوكة الأتراك تأتي عبر "خلاياها النائمة" التي تعشش في تركيا حتى اللحظة.. فهي ستبقى تنهش في الجسد التركي لتحقق مخططاتها الإجرامية!! 


كلمة أخيرة 

 

أصبحت دول أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها تتحدث اليوم عبر وسائل الإعلام المختلفة عن إلزام تركيا بالإفصاح عن حقيقة اختفاء بعض المعارضين على أراضيها.. وهذه النبرة في الخطاب تؤكد على حقيقة مهمة تكمن في أن تركيا لا تتعامل مع الأحداث التي تجري على أراضيها بشفافية.. وهذا ما تسعى الأصابع الخفية لتحقيقه من خلال دورها التآمري للإطاحة بحكومة الرئيس "أردوغان" بأي وسيلة كانت!!

 

عن صحيفة الشرق القطرية

1
التعليقات (1)
ابو العبد الحلبي
الأربعاء، 10-10-2018 09:11 م
مقال الاستاذ (ربيعة الكواري) أكثر من رائع . الحقيقة أن أصابع التآمر على تركيا يتلاشى خفاؤها و تتضح صورتها يوماً بعد يوم فلقد تعرض ذلك البلد إلى سلسلة متواصلة من الكيد و المكر من أجل إرجاعه إلى بيت الطاعة الاستعماري. و هذا البيت يريد من تركيا أن تتراجع لأن نادي التقدم الصناعي التكنولوجي لا ينبغي أن يكون من ضمنه أتراك مسلمون بحسب رؤية الغرب العنصري الحاقد على أمتنا. أكاد أجزم أن القمع الوحشي "تقتيل و تدمير و تهجير" في سوريا كان المقصد الأساسي منه توريط تركيا في المستنقع السوري ، و عندما لم يفلحوا قاموا بتدبير انقلاب "فاشل و الحمد لله"، و بعد الفشل وظفوا المليارات لضرب الليرة التركية و اقتصاد تركيا ، ثم ها هم يحاولون تخويف الناس من زيارة تركيا حتى لا يلقوا مصير جمال، أي بث فكرة أن تركيا غير آمنة. لقد غاب عن بال الاستعمار حكمة قديمة قالت "أترك الترك ما تركوك ، إن أحبوك أكلوك و إن أبغضوك قتلوك" . من يحاول المس بالاتراك ، سيتلقى العقوبة الصارمة التي تقوم بتحويل حياته إلى جحيم و لو بعد حين فهذا شعب لا يسكت عن الباطل و سيحاسب "أتخن رأس" كائناً من كان . يا و يلكم و يا سواد ليلكم يا من تطاولتم على تركيا التي كانت أعظم دولة لعدة قرون ...