صحافة إسرائيلية

دعوات إسرائيلية لعدم الانسحاب من الضفة الغربية

هاكوهين: الاحتفاظ بمناطق في الضفة الغربية سيوفر الحماية اللازمة للتجمعات الاستيطانية- جيتي
هاكوهين: الاحتفاظ بمناطق في الضفة الغربية سيوفر الحماية اللازمة للتجمعات الاستيطانية- جيتي

قال الجنرال غرشون هاكوهين، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، إن "حادثة حي الخان الأحمر قد تشكل فرصة لإسرائيل يجب استغلالها، في ظل قرارات المحكمة العليا التي أجازت هدم الحي، ما يعني أن إسرائيل أمام خوض صراع استراتيجي حيوي، يتعلق بقدرتها على فرض سيادتها".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حي الخان الأحمر ليس النموذج الوحيد القائم، حيث يبني الفلسطينيون في مناطق الضفة الغربية وغور الأردن التابعة للسيطرة الإسرائيلية آلاف المنازل غير القانونية، وقد جاءت المعركة على الخان الأحمر كنموذج من المواجهة التي تخوضها السلطة الفلسطينية بدعم الاتحاد الأوروبي ضد السيطرة الإسرائيلية على المناطق سي بشكل خاص".


وأوضح هاكوهين، الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، أن "الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية تم بصورة نهائية في يناير 1996، وتبقى شرقي القدس ومناطق سي بالضفة الغربية، على اعتبار أن المستوطنات الإسرائيلية تنتشر فيها، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي والطرق الرئيسة، والمناطق الحيوية اللازمة لتأمين غور الأردن، وهي من متطلبات الحفاظ على إسرائيل لحمايتها، والدفاع عنها".


وأشار إلى أن "الاحتفاظ بهذه المناطق سيوفر الحماية اللازمة للتجمعات الاستيطانية، ويكمن فيها الجواب عن سؤال مستقبل إسرائيل في إطارها الجغرافي غرب الأردن، وهو سؤال حيوي وجوهري يتعلق بالعمق الجغرافي للدولة، وبالتالي يطرح السؤال: هل أن مستوطنات معاليه أدوميم وغوش عتصيون ستتحول مع مرور الوقت إلى النطاق الجغرافي الفلسطيني، أم أن الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس ستتحول للسيطرة الجغرافية الإسرائيلية".


وأكد أن "الاتحاد الأوروبي عبر هذا النزاع الذي يتصدره يسعى لتوسيع رقعة ونطاق السيطرة الجغرافية الفلسطينية في مناطق سي، ما يؤسس لترسيخ فرضية حل الدولتين، وهو الإطار الذي يصل القدس بالبحر الميت، ويحدد مصير وحدود المدينة المقدسة".


وأضاف أن "المصالح الأمنية الإسرائيلية في السيطرة على مناطق سي لا تتمثل فقط بالإجراءات الاحترازية والخطوات الاستباقية كهدم المنازل غير القانونية، وإنما تتطلب القيام بمبادرات ذاتية على رأسها توسيع البناء الإسرائيلي بصورة كثيفة ومتسارعة في هذه المناطق، ولعل حي الخان الأحمر يمثل نموذجا يمكن تحويله من تحدّ إلى فرصة أمام إسرائيل".


كارولين غليك، الكاتبة اليمينية في صحيفة معاريف، قالت إن "أي دعوة للانسحاب من مناطق الضفة الغربية لتثبيت حل الدولتين يعني أنها لم تتعلم من دروس اتفاق أوسلو، مع أنه مليء بالدروس والعبر".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الخيارات الأخرى البديلة أمام إسرائيل يجب ألا تشمل أي دعوة للانسحاب لأنه لن يكتب لها النجاح، حتى لو أتت تحت مسميات السلام، الانفصال، التجميع، أو عبر شعارات المصالح الحيوية أو ضم المستوطنات الكبرى".


وأشارت إلى أن "الحديث يتمحور حول الفكرة ذاتها، بزعم الحصول على التأييد الدولي، مع أن أصحاب هذه الدعوات من بعض الجنرالات والسياسيين الإسرائيليين يذكرونني بمقولة أينشتاين: المجنون من يجرب مجربا أكثر من مرة، وينتظر نتائج مختلفة، لكن من لدينا من هؤلاء الساسة ليسوا مجانين، وإنما يصفون أنفسهم بالخبراء والمسئولين، ممن يرون أنه يجب الاعتماد عليهم".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل