ملفات وتقارير

هذه دوافع وتداعيات إعادة فتح معبر القنيطرة بالجولان (تفاعلي)

تأتـي إعادة فتح معبر القنيطرة بعد استعادة النظام السوري سيطرته على المعبر في تموز/ يوليو الماضي- جيتي
تأتـي إعادة فتح معبر القنيطرة بعد استعادة النظام السوري سيطرته على المعبر في تموز/ يوليو الماضي- جيتي

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة الماضي، أن "إسرائيل وسوريا اتفقتا برعاية الأمم المتحدة على إعادة فتح معبر القنيطرة في هضبة الجولان الاثنين"، مؤكدة أن "فتح المعبر سيسمح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتكثيف جهودها، لمنع الأعمال العدائية في منطقة الجولان"، على حد قولها.


وأثار الإعلان الأمريكي؛ تساؤلات حول الدوافع والأسباب التي أدت إلى الاتفاق في هذا التوقيت، في ظل تطورات المشهد السوري وتحديدا في مناطق الجنوب، إضافة إلى تداعيات إعادة فتح المعبر والآثار المترتبة على ذلك.

 

تسوية مع إسرائيل


وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي ماجد الكيالي إن "التوصل لهذا الاتفاق، هو نتيجة طبيعية للوضع المضطرب للمشرق العربي، والمأزق والظرف الذي يعيشه النظام، واستعداده لتقديم أي تنازلات لأي قوى دولية وإقليمية بما فيها إسرائيل؛ للحفاظ على سلطته".

 

ويضيف الكيالي في حديث خاص لـ"عربي21" أن "هذا الأمر فتح سوريا لاحتلالات عديدة منها الاحتلال الإيراني والروسي، وجرى من خلالها السيطرة على مقدرات البلد وعلى ما يسمى السيادة السورية"، معتقدا أنه "من بداية الأحداث قرن النظام السوري أمنه ووجوده وبقاءه بأمن إسرائيل، لذلك تعتبر الأخيرة أن بقاء بشار الأسد أفضل ضمانة لوجودها".


وأكد الكيالي أن "إسرائيل تستغل الوضع الحالي في سوريا، لإجراء تسوية مع النظام تؤدي إلى أن تكون هضبة الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية بموجب اتفاقيات معينة"، مستبعدا وجود تداعيات مهمة لإعادة فتح معبر القنيطرة.

 

اقرأ أيضا: ليبرمان: لا نتدخل في حرب سوريا ومستعدون لفتح معبر القنيطرة


وأرجع الكاتب والمحلل السياسي ذلك إلى أن "الوضع السوري مضطرب، والنظام يستفيد من هذه الظروف في عمل تسوية مع إسرائيل على غرار التسويات التي عقدها مع إيران وروسيا، وسلم من خلالها مقدرات الدولة، وحتى اتفاقيات اقتصادية لعشرات السنين مع طهران وموسكو".


وتأتـي إعادة فتح معبر القنيطرة بعد استعادة النظام السوري سيطرته على المعبر من المعارضة في تموز/ يوليو الماضي، وما تبعها من تأكيدات وزارة الدفاع الروسية خلال الشهر الماضي من استعداد النظام السوري لإعادة فتح المعبر الحدودي مع إسرائيل.

 


وكان المعبر مخصصا قبل اندلاع الأزمة السورية، لعبور مسؤولي الأمم المتحدة والطلبة والأقليات السكانية من أبناء الطائفة الدرزية في هضبة الجولان، ويجري فتحه بين الوقت والآخر بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وبموجب الحاجة.


والشهر الماضي، أعرب وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استعداده إعادة فتح معبر القنيطرة، مؤكدا أن "الكرة الآن في ملعب سوريا"، في إشارة منه إلى انتظار قرار النظام السوري للاتفاق على موعد فتحه.


من جهتها، قالت صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير ترجمته "عربي21" إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشادت بإعلان إعادة فتح المعبر الاستراتيجي بين إسرائيل وسوريا في الأيام القادمة"، لافتة إلى أن "المعبر يشكل نقطة عبور مهمة لقوات حفظ السلام الأممية، المختصة بفض الاشتباك ومراقبة وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان منذ عام 1974".

 

اقرأ أيضا: هايلي: إسرائيل وسوريا تتفقان على فتح معبر القنيطرة بالجولان


وأشارت الصحيفة إلى أنه "جرى السيطرة على معبر القنيطرة مرتين من قبل الجماعات السورية المعارضة وذلك في عامي 2013 و2014، ما أدى إلى إغلاق المعبر طيلة الفترة الماضية"، موضحة أن "إعادة فتح المعبر، ستعيد الوضع على طول الحدود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية في سوريا".


وبينت الصحيفة أن "فتح المعبر سيسمح للمزارعين الدروز في مرتفعات الجولان، بأن يبيعوا مرة أخرى منتجاتهم في سوريا"، مؤكدة أنه "من أجل منع أي صدامات بين الدولتين (سوريا وإسرائيل)، فقد تم نشر الشرطة العسكرية الروسية على طول الجولان، جنبا إلى جنب مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي عادت إلى المنطقة للمرة الأولى في أوائل آب/ أغسطس".


وذكرت الصحيفة أنه "وفقا لليبرمان، فإن فتح المعبر لن يغير علاقة إسرائيل بسوريا أو بشار الأسد"، مشددة على أن "الأسد سيبقى مجرم حرب".

التعليقات (0)

خبر عاجل