صحافة دولية

هل بالإمكان العودة لنقطة البداية إذا سافرت بعيدا في الفضاء؟

أفادت المجلة بأننا لا نستطيع سوى رؤية جزء محدد من هذا الكون الهائل- جيتي
أفادت المجلة بأننا لا نستطيع سوى رؤية جزء محدد من هذا الكون الهائل- جيتي

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرا أوضحت فيه ما إذا كان بالإمكان العودة إلى نقطة البداية إذا تم التغول في الفضاء الفسيح، وهو ما يحيل إلى فرضية محدودية الفضاء أو اعتباره لا متناهي.


وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإنسان قد أخطأ في تصوره للأرض في السابق لذلك يمكنه أن يخطئ أيضا في تصوره الحالي للفضاء وللكون، وإذا كان الإنسان لا يرى سوى جزء من الكون، فقد يحد ذلك من تصوره وتقييمه.


وأفادت المجلة بأن الناس كانوا يعتقدون في السابق أن الأرض مسطحة وهذا ما يجعلنا الآن نتساءل عما إذا كان الفضاء مسطحا ومحدودا أيضا، ويدفعنا ذلك للتساؤل عما إذا كان بإمكان سفينة أو صاروخ السير في اتجاه واحد مستقيم دون الاصطدام بنجمة أو مجرة، والعودة في نهاية المطاف إلى نقطة البداية، في الحقيقة، ليس الأمر جنونيا كما يبدو عليه، فقد نظن أن الكون لا نهاية له، خاصة وأن المعلومات التي لدينا حول حجم وشكل الكون شحيحة للغاية.


وأوضحت المجلة أنه لم يمر سوى 13.8 مليار سنة منذ "الانفجار العظيم" أو نشأة الكون، وبالتالي، لا يمكننا أن نرى سوى المساحة التي عبرها الضوء عبر الكون والذي يمكن أن يضيء المكان الذي نعيش فيه. بالإضافة إلى ذلك، هناك مئات المليارات من المجرات الموجودة في الفضاء الواسع، التي كانت تظهر جميعها أصغر في الماضي البعيد حين كانت في مكان أبعد مما يمكن أن نراه.


وبينت المجلة أن التقلبات المترتبة عن توهج الانفجار الكبير لها نمط خاص بها، فهي تتبع توزيع منحنى الجرس، لكن يبدو أن هذه التقلبات تظهر توزيعا عشوائيا لهذا النمط بالتحديد. والجدير بالذكر أنه تم تطوير وبرمجة العديد من الخوارزميات بواسطة البشر والذكاء الاصطناعي، للبحث عن إشارات متكررة وغير عشوائية أو العثور على ارتباطات بين التقلبات في أجزاء مختلفة من الكون. وإذا كان الكون متناهي فإن الخلفية الميكروية الكونية ستقدم أدلة على ذلك.

 

اقرأ أيضا: ما هي أسرار القمر التي يحاول العلماء كشفها؟


وأوردت المجلة أن العلماء بحثوا بشكل شامل عن ذلك، لكنهم ببساطة لم يجدوا أي دليل. وبغض النظر عن مستوى التقدم التكنولوجي الذي قد يصل إليه الإنسان، فإننا لن نتمكن مطلقا من معرفة ذلك.

 

فبفضل الطاقة المظلمة والتوسع المتسارع للكون، سيكون من المستحيل الوصول حتى إلى حافة الكون المرئي أو بالأحرى يمكننا الوصول فقط إلى ثلث الطريق كحد أقصى. وما لم يتكرر الكون على مقياس لا يقل عن 15 مليار سنة ضوئية، فلن تكون لدينا طريقة للعودة إلى نقطة البداية الأصلية من خلال السفر في خط مستقيم.


وفسرت المجلة أن ذلك لا يعني أن الكون لا يمكن أن يكون متناهي أو محدود، فتوسع الكون المتسارع هو الذي يمنعنا من إكمال "طواف واحد" حول الكون والعودة إلى نقطة الانطلاق. ويعود السبب في ذلك إلى السرعة المحدودة للضوء، ووجود طاقة مظلمة، بالإضافة إلى عمر الكون المحدود.


وأفادت المجلة بأننا لا نستطيع سوى رؤية جزء محدد من هذا الكون الهائل، وبقدر ما يمكننا القول إن الكوكب مسطح، فهو على الأرجح غير متناهي، ومن المتوقع أن يكشف لنا الكون مع مرور الوقت المزيد عن نفسه، وحينها سنكتشف الكثير من الأمور. ومع ذلك، نحن مقيدون بالمعلومات التي يمكننا رصدها، ولكن هذه الحدود سوف تستمر في التغير مع مرور الوقت.

التعليقات (0)