صحافة دولية

تقدير إسرائيلي في كيفية التعامل مع غزة.. حسم أم احتواء

مسيرة العودة غزة- جيتي
مسيرة العودة غزة- جيتي

تحدث خبير إسرائيلي في الشأن الفلسطيني حول الخيارات المتاحة أمام "إسرائيل" في تعاملها مع قطاع غزة المحاصر، والذي تتصاعد فيه الأعمال الشعبية الرافضة للحصار الإسرائيلي المفروض عليه من 13 عاما، والتي تنذر بمواجهة جديدة.

رسائل صاروخية


وأوضح الخبير الإسرائيلي في الساحة الفلسطينية، غادي حيتمان: "سطحيا، ساحة المواجهة بين إسرائيل وقطاع غزة تتضمن كل المتغيرات اللازمة لمواجهة عسكرية واسعة النطاق واحدة كل بضع سنوات".

وأضاف: "الدليل على ذلك، أنه منذ سيطرت حماس على القطاع في حزيران/ يونيو 2007، سجل الطرفان ثلاث جولات طويلة كانت حرب 2014 آخرها وأطولها، وفي الوسط كان عدد لا حصر له من تبادل الرسائل عبر النار الصاروخية والغارات الجوية للجيش الإسرائيلي، والتي لم تؤد لاختراق الوضع في الجبهة الجنوبية".

 

وتساءل حيتمان في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية: "ما الذي تغير هذه المرة؟ فإسرائيل ترى أن استخدام الطائرات الورقية لهدف الإحراق إرهابا، بالمقابل حماس ترى فيها احتجاجا شعبيا".

وقال: "هنا بالضبط، نشأ منذ آذار/ مارس الماضي تضارب مصالح جوهري بين الطرفين، كما أن حقيقة أن حماس تملي وتيرة النشاط الشعبي تجبر إسرائيل على خلق معادلة رد ناجعة".

وفي "الحقيقة أن الطرفين لا يريدان الحرب"، وفق الخبير الذي ذكر أنه فيما "يتعلق بحماس، هناك ثلاثة أسباب لذلك هي؛ الأول، الاعتراف بالتفوق العسكري لإسرائيل مقارنة بقدرات استخدام القوة لدى الحركة، والثاني؛ هو رغبة حماس في إعادة بناء منظوماتها العسكرية دون أن تفرغ المخازن (تعتمد إسرائيل في ذلك استراتيجية جز العشب)".

الجولة التالية


ونوه أن "الحل زهيد الثمن والناجع والأليم من ناحية إسرائيل هي الطائرات الورقية"، موضحا أن السبب الثالث لدى حماس في عدم رغبتها في مواجهة جديدة هو "عدم الرغبة البارزة للتدهور أكثر من ذلك في وضع سكان القطاع (أكثر من 2 مليون إنسان)".


وذكر حيتمان أن قائد حماس بغزة، يحيى السنوار، أوضح أنه "لا يريد حروبا أخرى، ولكنه لم يتعهد ألا يقاتل بعد اليوم، لأنه لم يتنازل عن رؤيا فلسطين الإسلامية".

وفي الطرف الإسرائيلي، "الوضع ليس أفضل بكثير، فسطحيا، القرار لتقليص مساحة الصيد ووقف إدخال الوقود والغاز إلى القطاع هو رد مناسب وجدير لمسرحيات العنف الفلسطينية على الجدار"، وفق الخبير الذي قال: "لكن الحقيقة هي أن طيف الإمكانيات المعقول لا يسمح بأكثر من ذلك".

ولفت إلى أن "المسؤولية عن التدهور الإنساني في القطاع ستلقى على إسرائيل التي تتحكم بالمعابر، كما أن الانجرار لمعركة عسكرية طويلة قد يستوجب اقتحاما بريا للجيش الإسرائيلي، وهو يدرك أن هذا ليس خيارا مفضلا في سنة انتخابات (الإسرائيلية)".

وتساءل مجددا: "في حال وقع تصعيد في القطاع، فماذا ستكون نهايته؟  ستحصى ضحايا أخرى ودمار آخر، وسيتحقق هدوء لفترة زمنية أحد لا يمكنه أن يتنبأ بها، حتى الجولة التالية".

وفي ظل هذا الواقع، بين الخبير الإسرائيلي أن "الحقيقة هي أنه حيال القطاع لا يوجد سوى بديلين؛ إما الحسم أو الاحتواء"، وفق تقديره.

التعليقات (0)