صحافة دولية

"نيويورك تايمز": الغطاء السعودي بدأ ينهار

وفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية، زار بومبيو الملك سلمان وشكره على التزامه بإجراء "تحقيق شامل"- جيتي
وفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية، زار بومبيو الملك سلمان وشكره على التزامه بإجراء "تحقيق شامل"- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا افتتاحيا سلطت من خلاله الضوء على الأدلة التي أخذت تظهر شيئا فشيئا في ما يتعلق بالجريمة المروعة التي وقعت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وعموما، يبدو أن الرئيس ترامب يميل إلى تأييد موقف المملكة الضعيف.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه إذا ما سافر وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى الرياض لتوبيخ الحكام السعوديين في ما يتعلق بقضية اغتيال جمال خاشقجي، فسيتساهل معهم باسم الصداقة في العمل.

 

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب لم تعبر عن غضبها بشكل واضح على مدار الأسبوعين الماضيين، أي منذ أن دخل خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج منها.

وذكرت الصحيفة أنه وفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية، فقد زار بومبيو الملك سلمان وشكره على التزامه بإجراء "تحقيق شامل وشفاف في الوقت المناسب".

 

وفي وقت لاحق، توجه بومبيو للقاء الرجل القوي، وولي العهد، محمد بن سلمان، حيث شارك ترامب في هذا الاجتماع عبر الهاتف.

 

وفي الحقيقة، بدا ترامب على موقع تويتر داعما لادعاء ولي العهد الذي أفاد بأنه لا يعلم شيئا حول الحادثة التي جدت داخل القنصلية وأنه سيجري تحقيقا "كاملا وشاملا"، دون التأكد من ذلك.

علاوة على ذلك، أفاد ترامب بأن "الأجوبة ستظهر عما قريب". وفي وقت لاحق، صرح ترامب قائلا إن إلقاء اللوم على القيادة السعودية هو بمثابة اعتبارها "مدانة حتى تثبت براءتها". لذلك، لا بد من انتظار ما سيحدث.


اقرا أيضا :  تفاصيل تسجيلات مرعبة لـ"يني شفق" بصوت القنصل السعودي


وأوردت الصحيفة أن الأتراك هم الجهة الوحيدة التي قامت بالتحقيقات إلى حد اللحظة. ففي يوم الثلاثاء، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن المحققين الذين فتشوا القنصلية كانوا يبحثون في إمكانية وجود "مواد سامة، واستخدام الطلاء لإزالتها".

وبينت الصحيفة أنه بحسب ما ورد، فقد كان الجانب السعودي يبحث عن قصة تكون بمثابة غطاء له في ما يتعلق باختفاء الصحفي السعودي وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، الذي كان يعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة.

 

ولم يعد الإنكار خيارا بالنسبة للمملكة، إذ يبدو أن لدى تركيا أدلة قوية حول مقتل خاشقجي على يد عصابات استقلت الطائرة وتوجهت من المملكة العربية السعودية إلى تركيا.

 

لذلك، تعلم واشنطن أن السعوديين سيحاولون أن يدعوا أن خاشقجي تعرض لمحاولة اختطاف أو أن نهاية التحقيق معه كانت سيئة.

وأوضحت الصحيفة أنه في يوم الاثنين، عندما سربت تركيا بالفعل أدلة مهمة حول ملابسات القضية، كان ترامب يتصرف وكأنه مدافع عن العائلة الملكية.

 

وفي هذا الصدد، كتب ترامب على موقع تويتر قائلا: "لقد تحدثت للتو مع العاهل السعودي الذي نفى أي علم له بما حدث (لمواطننا السعودي)".

 

وبعد وقت قصير، أدلى ترامب بتصريحات للصحفيين، حيث قال إن "العاهل السعودي أنكر بشدة معرفته بالأمر". وأضاف ترامب قائلا إن "مجموعة من القتلة المارقين ربما تكون هي التي تقف خلف قتل خاشقجي".


اقرا أيضا :  أوغلو: الرياض لم تعترف بقتل خاشقجي.. وهذا ما سنفعله


وقالت الصحيفة إن ترامب كان سيعلم من المسؤول عن قتل الصحفي السعودي إذا ما قامت وكالات التجسس الأمريكية بعملها على أكمل وجه.

 

من جهة أخرى، لم تمنع الأدلة التي أكدت ارتكاب المخالفات الكبيرة، ترامب من إبداء إعجابه بأمثال فلاديمير بوتين من روسيا، ورودريغو دوتيرتي من الفلبين، وعبد الفتاح السيسي من مصر وكيم جونغ أون من كوريا الشمالية (صرح ترامب خلال لقائه بنظيره الكوري الشمالي أنهما وقعا في حب بعضهما البعض).

وذكرت الصحيفة أن البعض من مؤيدي ترامب من الجمهوريين اتخذوا موقفا أكثر صرامة تجاه كل من المملكة العربية السعودية ووريثها.

 

وفي هذا السياق، قال السيناتور، ليندسي غراهام، الحليف المقرب من الرئيس: "بالنسبة لي، يعد محمد بن سلمان بمثابة شخصية سامة". وتابع غراهام حديثه قائلا: "يجب على هذا الرجل أن يرحل".

وأضافت الصحيفة أنه لا شك في أن المملكة العربية السعودية تعد حليفا مهما للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ لا يمكن إنهاء هذه العلاقة بطريقة اعتباطية.

 

مع ذلك، كان يجب على البيت الأبيض تعليق مشاركته في المؤتمر الاستثماري الكبير الذي سيعقد في الرياض خلال الأسبوع المقبل، إلى أن يقدم الجانب السعودي قصة منطقية وموثوقة حول مصير خاشقجي، عوضا عن أخذ المنظمات الإعلامية الأمريكية ورجال الأعمال بزمام المبادرة والانسحاب من المؤتمر.

 

اقرا أيضا :  قرائن بارزة تؤكد استدراج خاشقجي "للقتل" وليس للتحقيق


وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال سُمح للسعودية بالتملص من الحادثة عبر تقديمها لقصة واهية بشأن عملية القتل الواضحة التي طالت خاشقجي، فستشعر عصابة الأوتوقراطيين المتنامية في العالم بتحرر أكبر من القيود المفروضة عليها.

 

وعموما، فإن هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن لترامب اتخاذها والتي من شأنها أن ترسل برسالة صحيحة، بداية من العقوبات الشخصية ضد من يقفون وراء عملية خاشقجي وصولا إلى تعليق شحنات الأسلحة المرسلة إلى المملكة العربية السعودية.

وفي الختام، أفادت الصحيفة بأنه يجب على مساعدي ترامب، وأعضاء الكونغرس، والزعماء المتحالفين، حث الرئيس الأمريكي على تولي زمام الأمور ومطالبة الرياض بالاعتراف بما حدث بالفعل وبأن ما قامت به يعد أمرا خاطئا للغاية.

 

لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)

2
التعليقات (2)
مصري جدا
الأربعاء، 17-10-2018 06:39 م
اذا نجح ترامب وغيره في غلق ملف خاشقحي دون عدالة واضخة ،،، فلا عذر لاحد ،، لان هذا هو التطرف والارهاب بعينه ،، ووقتها لا لوم على داعش او غيرها لان الفعل واحد والخلفيات مختلفة ،، كلاهما يقتل ويذبح ،،هذا بخلفية دينية منحرفة ،، وهذا بخلفية سياسية بربرية ،،،
algerian
الأربعاء، 17-10-2018 04:35 م
100 مليون دولار ماهي الا موجهة لأعضاء الإدارة الأمريكيــة و الكونغرس لشراء سكوتهم و غلق القضية أما تركيا معادلة صعبة