ملفات وتقارير

نقاط عدة تضعف رواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي بـ"الخطأ"

خاشقجي قتل بعد دخوله إلى القنصلية وتم تقطيع جسده- عربي21
خاشقجي قتل بعد دخوله إلى القنصلية وتم تقطيع جسده- عربي21

اعترفت السعودية رسميا بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصليتها بعد دخوله إليها في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأوردت رواية قتله بالخطأ بعد شجار بينه وبين قاتليه.

وأثار الأمر تنديدا دوليا وحقوقيا، إذ لم يقتنع الكثيرون برواية السعودية الجديدة، لا سيما أنه سبق لها أن أوردت رواية تراجعت عنها بعد أن كانت متمسكة بها، وتحدثت عن مؤامرة ضدها، أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخوله إليها، ما دفع بالكثيرين إلى عدم تصديق الرواية الرسمية السعودية.

وبدت الرواية الرسمية غير مقنعة، إذ تركت تساؤلات كثيرة مهمة، أبرزها، "أين جثة خاشقجي؟".
 
ورصدت "عربي21"، في تقريرها أهم ما يضعف رواية الشجار بين خاشقجي والمشتبه بهم، وأنه قتل بالخطأ.

لماذا بينهم حرس ملكي؟


سبق أن وثقت الصحف التركية، والأجنبية، وجود أعضاء من فرقة الحراسة والحماية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونشرت الصحافة التركية صورهم وأسماءهم. 

وسبق أن كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الأربعاء، عن هوية سبعة أشخاص قال إنهم من ضمن الفريق الذي يشتبه بأنه نفذ "عملية قتل" الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقال الموقع في التقرير -الذي ترجمته "عربي21"- إنه "بإمكانه الكشف عن أن سبعة من الخمسة عشر رجلاً الذين يشتبه بمشاركتهم في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ينتمون إلى فرقة الحراسة والحماية الشخصية لولي العهد محمد بن سلمان". 


اقرأ أيضا: MEE: سبعة من حرس ابن سلمان بين متهمين بقضية خاشقجي

أين الجثة؟

 
وفي حين اعترفت السعودية بأن خاشقجي قتل في القنصلية بـ"الخطأ"، برز تساؤل واسع بين النشطاء والحقوقيين هو "أين جثة خاشقجي".

وتساءل كثيرون في "تويتر" حول إن كان خاشقجي قتل بالخطأ، فلماذا تم التستر عن ذلك لأكثر من أسبوعين؟ ولماذا لا تظهر جثته؟

حتى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أشارت السبت، إلى أن الإيضاحات التي قدمتها العربية السعودية بشأن مقتل خاشقجي في إسطنبول "غير كافية".

وطالب النشطاء السعودية بتوضيح مصير جثة خاشقجي، في حين أن شخصا مطلعا على التحقيقات السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ادعى أنه "لا يعرف ماذا حدث للجثة".

اقرأ أيضا: شخص مطلع على تحقيقات السعودية: لا نعرف أين جثة خاشقجي

لماذا الإنكار في البداية؟ 

 
وأثار تغيير الرياض روايتها بشأن مصير خاشقجي، الكثير من اللغط، لا سيما أنها كانت متمسكة بروايتها، مؤكدة أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخولها إليها، متحدثة عن مؤامرة ضدها.

ورفضت السعودية سابقا الاتهامات التي وجهت لها حول اختفاء خاشقجي، ومقتله، ورفضت حقيقة أنه قتل، وأنه لم يخرج من القنصلية.

ففي حين تحدثت النيابة العامة السعودية السبت، عن أن خاشقجي قتل بالخطأ، فلماذا تم التستر على مقتله حتى اليوم رغم أنه قتل منذ 2 تشرين الأول/ أكتوبر.

وكان الإعلام السعودي، روج إلى طرف ثالث متورط في الموضوع، وراح يهاجم قطر والإخوان المسلمين، بأنهم رتبوا للموضوع، إلا أن السعودية اعترفت اليوم بأن خاشقجي لقي مصيره المروع داخل قنصلية بلاده.

تمثيل القنصل السعودي

 
وفي حين أن القنصل السعودي لا يعد أحد المشتبه بهم في مقتل خاشقجي، إلا أنه لم يشهد بمقتل خاشقجي ولو بالخطأ عندما تم سؤاله من الصحفيين.

وقال القنصل العام محمد العتيبي لصحفيي "رويترز": "أود التأكيد على أن جمال ليس في القنصلية، ولا في المملكة العربية السعودية، والقنصلية والسفارة تعملان على البحث عنه".

وقام القنصل بجولة في المبنى مع الصحفيين لإثبات أن الصحفي خاشقجي لم يكن موجودا في المبنى.

وكان لافتا حديث القنصل أن القنصلية تم تجهيزها بالكاميرات، لكنها لم تسجل لقطات لخاشقجي، لذلك لا يوجد لقطات لاسترجاعها عن دخوله أو خروجه من القنصلية، التي تحيطها حواجز الشرطة، والأسوار الأمنية العالية، وتعلوها الأسلاك الشائكة.

وتمثيل القنصل بأنه لم يكن شاهدا على الأمر، كان لافتا، إذ إنه كان موجودا داخل القنصلية في الوقت الذي دخل فيه خاشقجي، وقتل.

 

اقرأ أيضا: قنصلية السعودية بإسطنبول تفتح للصحفيين.. والقنصل يعلق


وقام القنصل بفتح الخزائن ودروج حفظ الملفات والألواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء، عبر الطوابق الستة للمبنى، بما في ذلك غرفة الصلاة في الطابق السفلي، والمكاتب والمطابخ والمراحيض، بالإضافة إلى غرف التخزين والأمان، لكي يتأكد الصحفيون أنه لا يتم إخفاء خاشقجي، في إشارة قرأت على أن خاشقجي تم قطعه بالفعل.

وظهر صوت القنصل محمد العتيبي، في تسجيلات سربت صحيفة "يني شفق" وهو يتحدث إلى "فريق القتل"، طالبا منهم تنفيذ عملية التقطيع خارج غرفته، قائلا: "افعلوا هذا في الخارج، ستصبون البلاء فوق رأسي بسبب هذا"، ليردّ عليه أحدهم: "لو تريد أن تصل للسعودية وتريد العيش هناك فاصمت".

اقرأ أيضا: تفاصيل تسجيلات مرعبة لـ"يني شفق" بصوت القنصل السعودي

إن كان شجارا.. لماذا المنشار؟

 
وسبق أن نقلت الصحيفة عن مسؤول تركي قالت إنه "رفيع المستوى"، قوله، إن خاشقجي قتل بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وإنه تم تقطيع جسده بمنشار.


وفي حين تتحدث الرواية الرسمية السعودية عن مقتل خاشقجي بالخطأ، أثناء مشاجرة في القنصلية، تدور تساؤلات عن أسباب تقطيع جسده إذن بالمنشار، ومحاولة إخفاء الأمر؟
 
وشبّه المسؤول التركي ما حصل مع خاشقجي بأنه شبيه بفيلم "Pulp Fiction" الذي أنتج عام 1994 وصار شهيرا.

كيف تم إخفاء آثار الجريمة؟ 

 
وفي تساؤل آخر مرتبط برواية السعودية الأخيرة، يبرز الاستفهام عن سبب إخفاء آثار مقتل خاشقجي، والتخلص من جثته، إن كان الأمر بالخطأ.

وكان بارزا بحسب جولة الصحفيين مع القنصل السعودي العتيبي داخل القنصلية، عدم وجود أدلة على وقوع حادثة القتل، وإن كان بالخطأ، إلى جانب عدم اعتراف القنصل بذلك.

 

اقرأ أيضا: أنباء عن العثور على أدلة قتل خاشقجي والرياض تستعد لاعتراف

ووسط الحديث عن تقطيع جثة خاشقجي، بحسب ما أكدته المصادر الأمنية التركية، فإن الأمر يعني أنه تم الإعداد للجريمة مسبقا. 

وعن ذلك تساءل ناشطون، كيف يتم قتل شخص بالخطأ بعد تجهيز ما يلزم قبل وصوله؟

فرقة كاملة


وبحسب ما نشرته الصحف التركية، وأفادت به السلطات التركية، والمدعي العام السعودي، فإن عدد المشتبه بهم 18 شخصا.

وهذا العدد الكبير يثير تساؤلات حول مصداقية الرواية السعودية الأخيرة، بشأن مقتل خاشقجي بالخطأ عبر مشاجرة.

بالإضافة إلى وجود مدير الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام السعودي، صلاح الطبيقي، ما يثير تساؤلات أيضا عن سبب وجوده في القنصلية أثناء وجود خاشقجي، إن لم يكن السبب قتله وتقطيع جثته لإخفائها؟

 

إلى جانب أن المشتبه بهم جميعهم جاءوا في يوم مقتل خاشقجي وغادروا في اليوم ذاته، ما يعني أنهم نفذوا مهمة وكلت لهم في القنصلية التي تم توثيق دخولهم إليها، وغادروا بعدها، تحت "أوامر عليا" بحسب مسؤولين أتراك رجحوا مسؤولية ولي العهد السعودي شخصيا.

إقالة العسيري

 
وتزامنت الرواية السعودية الرسمية الجديدة، مع صدور أمر ملكي بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة بالبلاد، وأمر ملكي بإعفاء المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من منصبه.

وسبق أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اسم الجنرال أحمد العسيري، أحد المقربين من ولي العهد السعودي، مرشحا لتحميله مسؤولية مقتل خاشقجي في إسطنبول. 
 
وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخطة، وهي تحميل اللواء أحمد العسيري، ستكون بمثابة اعتراف بحجم ردود الفعل الدولية التي تواجهها المملكة منذ اختفاء الصحافي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر. 


اقرأ أيضا: NYT: هل تحمّل الرياض العسيري مسؤولية مقتل خاشقجي؟

ورأت الصحيفة أن العسيري قد يقدم تفسيرا واضحا للقتل، وقد يحرف اللوم عن ولي العهد، الذي تقتنع المخابرات الأمريكية بأنه يقف وراء اختفاء خاشقجي. 

 

لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)

التعليقات (0)