صحافة إسرائيلية

يديعوت: هذا ما تخطط له حماس في غزة.. هل يتحقق؟

رأت "يديعوت" أن "الميناء البحري هو الرمز بالنسبة لحركة حماس لكسر الحصار"- جيتي
رأت "يديعوت" أن "الميناء البحري هو الرمز بالنسبة لحركة حماس لكسر الحصار"- جيتي

تحدثت صحيفة إسرائيلية الأحد، عن تطلعات حركة حماس المتدرجة في تفكيك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، مؤكدة أن قائد الحركة بغزة يحيى السنوار ومن حوله يعرفون جيدا كيف يتعاملون مع المجتمع الاسرائيلي.


وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس فيشمان، أن حركة "حماس أمنت نهاية الأسبوع، استراتيجية جديدة في المواجهة على السياج هي استراتيجية تخفيف؛ تتمثل بتخفيض مستوى المواجهات، وذلك حتى يتبين ما الذي ستحصل عليه الحركة من إسرائيل والسلطة الفلسطينية".


وذكرت أنه "لا يوجد اتجاه حقيقي إسرائيلي نحو غزة، وهذه التسوية الصغرى هي خدعة اخترعوها كي يتملصوا من اصطلاح الاتفاق"، مؤكدا أن "حماس هي التي قررت سياسة التخفيض، فهي تقدر أنها توشك على أن تحصل في الأيام القريبة القادمة عبر مصر على الاتفاق الذي حصلت عليه نهاية حرب 2014".


وأشارت الصحيفة إلى أنه " في هذه المرة إسرائيل ولأول مرة تقترب من حماس، وتلتف على السلطة وتضعفها، في ظل تشديد السلطة لعقوباتها على غزة، إلى جانب الالتفاف الإسرائيلي على السلطة في ما يتعلق بنقل الوقود إلى غزة، لتشغيل محطة الكهرباء بتمويل قطري.


ولفتت إلى أن "مفاوضات تجري حاليا لإدخال المال القطري لغزة، بخلاف موقف السلطة، لدفع رواتب الموظفين"، موضحة أنه في حال "نجح زعيم النظام المصري عبد الفتاح السيسي في إقناع رئيس السلطة محمود عباس بالسماح بنقل الأموال لغزة، يمكن لحماس أن تسجل لنفسها أن استراتيجية المواجهة التي اتخذتها في الأشهر الثمانية الأخيرة كانت قصة نجاح، ويمكن الانتقال إلى التخفيف، مع عدم التنازل عن مسيرات العودة.

 

اقرأ أيضا: تقرير إسرئيلي: السيسي وعباس يرفضان دخول أموال قطرية لغزة


وأضافت أنه "في هذه الأثناء، ليس هناك اتفاق مع السلطة حول نقل الأموال، حيث إن عباس يلزم حماس بسلسلة شروط طرحها، بما في ذلك التخلي عن جناحها العسكري؛ وهذا ليس هو العائق الوحيد في طريق التهدئة".


وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية، أن "حماس لن تكتفي بالوقود والمال القطري كي توقف المظاهرات، فهي تحتفظ لنفسها في القبعة بورقة أخرى تخطط لامتشاقها فور تلقيها المال القطري، وهي ورقة الميناء البحري، الذي لا يكون فيه أي تدخل اسرائيلي"، مضيفة أنه "من جانب حماس سيكون هذا هو الإنجاز المطلق".


ورأت "يديعوت" أن "الميناء البحري هو الرمز لكسر الحصار"، منوهة إلى أن فكرة الميناء سبق أن طرحت في إسرائيل، وتحدث وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس عن "فتح ميناء لغزة برقابة إسرائيلية".


واعتبرت الصحيفة أن "حماس من ناحيتها اجتازت نصف الطريق، فهي تريد ميناء مستقلا، وحسب فهمها، فمع قليل من الضغط على الحكومة الإسرائيلية التي كل ما يعنيها البقاء السياسي، فإن هذا سينجح"، مضيفة أنه "ما بالنا، والجيش يرفض خطة ليبرمان بتوجيه ضربة نارية للقطاع، خشية أن تتدحرج لدخول بري".


ورغم هذا الموقف من الجيش، إلا أن الصحيفة نبهت أن "الجيش مقتنع بأنه ستكون لنا جولات مواجهة محدودة أخرى"، متسائلة: "ماذا بعدها؟ لا يمكن أن نعرف".


وتابعت: "إذن ما الذي يمكن لحماس أن تفهمه من هذا؟، يمكنها طلب المزيد، إذ ليس عليها حقا تهديد وجودي، وهي ستحصل على الأصبع وسترغب في اليد كلها".

 

اقرأ أيضا: أيزنكوت: بالإمكان استعادة الجنود من غزة بغضون أسبوع


وقدرت "يديعوت"، أن قائد "حماس" بغزة يحيى السنوار ومن حوله "يعرفون المجتمع الإسرائيلي جيدا، وهم يفهمون بأنه عندما يبث سكان غلاف غزة الإحساس بأنهم وصلوا لنهاية حدود الصبر، فالحكومة الإسرائيلية عشية الانتخابات، ستنزل على ركبتيها، وفي مثل هذا الوضع يمكن مواصلة الضغط، وبعد الميناء ستطلب مطارا جويا".


وأكدت أن "استراتيجية التخفيف، تخلق لحكومة إسرائيل وضعا لا تعرف فيه اليد اليمنى ما تفعله اليد اليسرى؛ فمن جهة تواصل جهود التهدئة، ومن الأخرى اتخذت قرارين سيضيئان القطاع والضفة أيضا".


ففي بداية كانون الثاني "سيدخل لحيز التنفيذ قانون إسرائيلي يسمح باقتطاع الأموال التي تحولها السلطة لعائلات المعتقلين، إلى جانب التعليمات بعدم السماح للسجناء بأن يحصلوا من السلطة على مخصص 400 شيكل في الشهر تسمح لهم بشراء الغذاء والملابس"، وفق الصحيفة.


وقدرت أن "طريقة حبس المعتقلين التي تسمح لهم ببعض الاستقلالية في إدارة حياتهم اليومية (داخل السجن)، ستتحطم، وعندما ستشتعل السجون الإسرائيلية، ستشتعل المناطق"، معتبرة أن "هذا القرار الشعبوي الذي يجري الحديث عنه، سيعود علينا كالسهم المرتد"، وتساءلت مستنكرة: "من يحتاج لهذا؟".

التعليقات (0)