سياسة عربية

"قسد" تدعو أمريكا للضغط على تركيا لوقف استهدافها

تركيا قصفت الأسبوع الماضي تحصينات تقام بالقرب من حدود في عين العرب- جيتي
تركيا قصفت الأسبوع الماضي تحصينات تقام بالقرب من حدود في عين العرب- جيتي
دعت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عصبها الرئيس، الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة ضغط حقيقي على تركيا لوقف القصف على مواقعها شرقي الفرات.

وقال رئيس مجلس سوريا الديمقراطية في تصريحات إعلامية، رياض درار، إن "تسيير دوريات بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الأمريكي على الحدود مع تركيا هو من باب ذرّ الرماد في العيون، لأن هذه الدوريات قد تعطي طابعا معنويا لكنها لن تؤثر على الجانب التركي، لأنه مازال مستمرا بالقصف العشوائي للمناطق الحدودية.

وبحسب درار، فإن تركيا لديها اتفاق أضنة الذي وقع عام 1998 مع نظام حافظ الأسد الذي يسمح لها بالدخول حتى عمق 5 كم في المناطق السورية لحماية أمنها وقد تحتج بهذا الاتفاق"، معتبراً أنه "في الواقع يمكن لتركيا أن تبتز به الجانب الأمريكي وتدعي أنها تحمي حدودها التي هي حدود آمنة و لم تتعرض للتدخل أو التهديد من قبلنا" وفق زعمه.

ويرى أنه "لا مجال أمام الولايات المتحدة الأمريكية إلا بالضغط الحقيقي على تركيا والقول لها بأنها غير مهددة وأن هذا التصعيد استفزازي وغير مقبول ويجب عليها أن تتراجع، لأننا نعمل من اجل هدف واحد وهو حماية حدودنا من التهديد الإرهابي الداعشي وأمثاله".

من جهته أكد الناشط السياسي جاسم المحمد ، أن دعوة مجلس سوريا الديمقراطية تأتي وسط خشيتها من تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنها، وذلك كما حصل في عفرين سابقاً.

وقال في حديثه لـ"عربي21"، أن قسد بمختلف مكوناتها العسكرية والسياسية تعلم علم اليقين أن الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن تتخلى عنها ضمن توافقات سياسية دولية ، وبالتالي هي تحاول الضغط تارة والتهديد تارة أخرى بوقف محاربة تنظيم "داعش" لمحاولة ثني امريكا على السماح بعملية عسكرية في شرق فرات.

وأكد المحمد أن تصريحات وتهديدات مجلس سوريا الديمقراطية لن تأتي بنتائج ملموسة على الأرض، حيث أن التوافق التركي الأمريكي، أكبر وأهم من قسد، وبالتالي فإن المشهد السوري، وخاصة في شرق الفرات أمام متغيرات جديدة خلال الفترة القليلة المقبلة.

بدوره يعتقد نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، أنه بعد إدراك "قسد" أنّ مهمّتها أوشكت على النهاية في ذريعة محاربة تنظيم الدولة حاولت قبل عدة أشهر اللّجوء إلى النظام والتفاوض معه والتي فشلت برفض من النظام لمطالبها حول الإدارة الذاتية، أيقنت اليوم أنّها أمام مواجهة مع تركيا التي تعتبرها قوة إرهابية على حدودها

وقال لـ"عربي21"، انه بعد الأنباء عن قيام الجيش الحرّ بعملية في الشمال السوري بمساندة الجيش التركي، ربما تقدم "قسد" على التراجع والانسحاب من مناطق دير الزور للضغط على أمريكا من جهة ولتوهم الرأي العام بأنّ خطر داعش مازال موجودا.

لكن في المقابل ووفق حديث الماضي فإن الوحدات الكردية مازالت تتجاهل أن وجودها في هذه المنطقة غير معترف به وأنّ الشمال السوري خاضع لتفاهمات دولية وأنّ تركيا لايمكن أن تقبل بوجود قوة إرهابية على حدودها وتشكل خطرا على أمنها القومي تحت أيّ غطاء ولو دعمت من أيّة دولية في العالم،  فالعملية  العسكرية التركية بمشاركة الجيش الحرّ ضدّ هذه الميليشيا واقعة لامحالة وقريبا جدا.

يشار إلى أن دعوة مجلس سوريا الديمقراطية لأمريكا لوقف استهداف القوات التركية لمواقعها ، تأتي بعد أيام فقط من إيقاف "قسد"  لعملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور، عازية ذلك إلى الهجمات التركية على الحدود مع سوريا، حيث أكدت أن  استمرار الهجمات التركية سيتسبب في إيقاف طويل الأجل للحملة العسكرية ضد التنظيم.
التعليقات (1)
سوري مغترب
الأحد، 04-11-2018 06:15 م
المخططات المرسومة ستنفذ .. أمريكا تأخذ مناطق الشرق أي مناطق النفط .. وروسيا تأخذ كافة المنطقة الغربية والجنوبية .. وتركيا تأخذ الشمال باستثناء مناطق النفط الحدودية الأكراد (باستثناء الشرفاء منهم) كمناديل التواليت .. ترمى بعد الاستعمال .. المشكلة أنهم دائماً بينزلوا بنفس الطابوسة وما بيتربوا .. من كل عقلكم أمريكا رح تضحي بمصالحها الواسعة مع تركيا لأجل مصالح ضيقة