ملفات وتقارير

هل تنجح فرنسا بإحياء المفاوضات بين السلطة وإسرائيل؟

ماكرون أرسل مستشاره مؤخرا إلى رام الله وتل أبيب لإحياء مسار التسوية- جيتي
ماكرون أرسل مستشاره مؤخرا إلى رام الله وتل أبيب لإحياء مسار التسوية- جيتي

وسط حالة جمود غير مسبوقة في ملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، خاصة بعد إعلان السلطة الفلسطينية رفضها لأي وساطة أمريكية، على خلفية نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، كشفت القناة الثانية العبرية عن مساع فرنسية جديدة لإحياء مسار التسوية.


وقالت القناة الأربعاء، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرسل مستشاره الخاص أورلين لاشباليه إلى كل من رام الله وتل أبيب مؤخرا، حيث التقى بنائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيتان بن ديفيد، وزار مقر المقاطعة الفلسطينية برام الله، والتقى مع صائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني.


ورغم أن الخطة الفرنسية التي أسمتها القناة الثانية "صفقة قرن فرنسية" لم يفصح عن أي من بنودها بعد، إلا أنها تثير أسئلة عديدة حول فرص نجاحها، ومدى جديتها، إضافة إلى مدى قبول إسرائيل بالدور الفرنسي الجديد على حساب الوساطة أمريكية التقليدية في ملف التسوية.


المحلل السياسي هاني المصري علق على المساعي الفرنسية الجديدة بالقول، إن باريس تبدو غير مستعدة لطرح مباردة جديدة، مشيرا إلى أن تحركها هذا، يراد منه أن اثبات وجود فقط، وهو بمثابة لعب في الوقت الضائع، ولا يحمل أي مؤشرات جدية.


وعزز المصري في حديث لـ"عربي21" اعتقاده بالقول: "إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في تصريحات سابقة، أنه إذا لم تطرح الخطة الأمريكية التي يطلق عليها صفقة القرن، فإن فرنسا ستتحرك، وهو بذلك يحفرز ترامب على طرح المبادرة، ولا أعتقد أن التجارب السابقة مع فرنسا تجعل هل الخطوة جدية، لأن إسرائيل لا تقبل بوسيط سوى أمريكا".

واستبعد المحلل السياسي أن تكون الجهود الفرنسية تجري بتنسيق أمريكي، لافتا إلى أن المساعي الفرنسية الجديدة ربما تمثل استجابة للمطالب الفلسطينية التي دعت إلى توسيط أطراف دولية عدة في ملف التسوية، لكسر الاحتكار الأمريكي لهذا الملف. 


وحول مدى قبول إسرائيل بهذه الوساطة قال، إن إسرائيل لا تقبل أي وساطة من أي جهة في ملف المفاوضات لا تضمن دعمه الكامل لرؤيتها للحل، وهي دائما تفضل الدور الأمريكي الذي يحتكر الملف، بل ويتبنى دائما وجهة النظر الإسرائيلية.

ورأى المصرى أن ما تجريه إسرائيل الآن تجاوز ملف المفاوضات إلى فرض وقائع على الأرض، لدفع الفلسطينيين للقبول بهذه الوقائع، مشيرا إلى أن الوحدة الفلسطينية هي المتغير الوحيد الذي قد يكسر هذه المعادلة.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش إنه، منذ أن توقفت العملية السياسية في الشرق الأوسط بفعل انكشاف الانحيار الأمريكي الفاضح لإسرائيل، تحاول أطراف متعددة أن تبحث لها عن موطئ قدم لتعيد عملية التسوية لى مسارها، لافتا إلى أن فرنسا وروسيا وسويسرا حالوا لعب هذا الدور في السابق ولم ينجحوا.

 

اقرأ أيضا: القناة 10: جهود فرنسية تدفع بـ"صفقة قرن" جديدة قريبا

وقال أبراش في حديث لـ"عربي21"، إنه على ضوء وصول العلاقة بين السلطة الفلسطينية والادارة الأمريكية الى طريق شبه مسدود، تحركت فرنسا الآن متسائلا: " هل هذا التحرك بايعاز من الإدارة الأمريكية وبالتنسيق معها أم هو مبادرة خاصة بفرنسا؟.

 

فإن كان بتنسيق مع واشنطن، رأى أبراش أنه محاولة لتقريب المواقف الإسرائيلية الفلسطينية تمهيدا للدور الأمريكي، باعتبار أن فرنسا لوحدها لا تستطيع أن تقود مسؤولية وعبء ملف التسوية في الشرق الأوسط بسبب تعقده، ولكن إذا كان المسعى الفرنسي مبادرة شخصية دون تعاون مع واشنطن، فهي في إطار اثبات الوجود، ومحاولة حضور في ملفات الشرق الاوسط، ومسعى لتحريك المياه الراكدة، لحث الأطراف الرئيسية على الشروع بالمفاوضات.


وإجابة على سؤال هل تقبل إسرائيل بوسيط غير أمريكيفي المفاوضات أجاب أبراش: "اسرائيل تقبل في إطار المناورة السياسية بأي وسيط دولي، ولكن لا تفرط بالدور الأمريكي كدور أساسي في أي تسوية"، واستدرك: "ولكن أي تركبيبة من عدة دول أوروبية تكون واشنطن طرفا فيها ربما تمثل مدخلا مقبولا لدى جميع الأطراف لعودة المفاوضات".


لكن أبراش رأى أن إحياء ملف المفاوضات يزداد تعقيدا مع مرور الوقت، خاصة بعد القرارات الأمريكية الأخيرة، لافتا إلى وجود مشكلة في هذا الوقت بالذات، لأن الفلسطينيين يربطون أي مسعى مباشرة بصفقة القرن ، وقد يفسر أي تحرك سواء فرنسي أوغيره على أنه جهد يمهد لصفقة القرن، وطرح أبراش تساؤلا في ختام حديثت قائلا: "هل المسعى الفرنسي جزء من صفقة القرن أم منفصل عنها؟".

التعليقات (0)