ملفات وتقارير

حديث إيجابي للسيسي عن قطر بعد ابن سلمان.. ما الدلالات؟

يأتي حديث السيسي، بعد تصريحات إيجابية أيضا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قطر- جيتي
يأتي حديث السيسي، بعد تصريحات إيجابية أيضا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قطر- جيتي

حديث إيجابي لافت وعلى غير العادة؛ أطلقه رئيس سلطة الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي، عن دولة قطر، أثار التكهنات حول تغيير قد يبدو في الأفق بعلاقات البلدين، خاصة وأنه يأتي بعد إشادة سعودية باقتصاد الدوحة، ما دفع محللون للقول بأنه "موسم الهجرة لقطر".


السيسي، بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، أكد أنه مع استقرار دول الخليج ومنها قطر، وقال: "أحافظ على السعودية والإمارات والكويت وقطر أم لا؟"، مجيبا: "أحافظ على كل دولة مستقرة، لأن المنطقة العربية لا تتحمل أكتر من هذا".

 

 


هذا الموقف يأتي بعيدا عما أعلنه السيسي، مرارا حول موقفه من قطر، ومنها قوله ببرنامج "اسأل الرئيس" في 24 تموز/ يوليو 2017، "لن نتراجع عن موقنا من قطر"، بسبب ما أسماه "التدخل بشؤون الدول ودعم الإرهاب".

 


وكانت آخر زيارة لأمير قطر لمصر في آذار/ مارس 2015، للمشاركة بالقمة العربية بشرم الشيخ، واستقبله حينها السيسي رسميا، بينما لم يزر الأخير الدوحة منذ ولايته الأولى وحتى اليوم على الرغم من زياراته المكوكية بين الرياض وأبوظبي والمنامة.

 


ويأتي حديث السيسي، بعد تصريحات إيجابية أيضا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قطر، التي تتشارك مصر والسعودية والبحرين والإمارات في مقاطعتها منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، واصفا اقتصادها عبر منتدى "مستقبل الاستثمار" بالرياض في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأنه قوي "وسيكون مختلفا ومتطورا بعد 5 سنوات".


وربط الكاتب الصحفي سليم عزوز، بين موقف السيسي وابن سلمان من قطر، واصفا تلك الحالة عبر حسابه بـ"فيسبوك"، بأنه "موسم الهجرة إلى قطر".


كما يأتي ذلك الحوار الودي من ابن سلمان، والسيسي، عن قطر في ظل دفع الإدارة الأمريكية مؤخرا لوقف الحصار عن الدوحة، حيث أشاد السفير الأمريكي لدى الكويت، لورانس سيلفرمان، بتصريح ابن سلمان حينها، وأكد لصحيفة "الراي" الكويتية، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال للأمير صباح الأحمد، بواشنطن: إن الوقت قد حان لعودة قطر لمنظومة الخليج".


وحول دلالات التصريح الإيجابي للسيسي، عن قطر، وكيف يمكن ربطه بتصريح ابن سلمان؟ واحتمالات أن ترى القاهرة والدوحة علاقات أفضل، قال الكاتب الصحفي جمال سلطان، إن السيسي "يشعر بأن السعودية ستبيعه، فأراد أن يمهد للخطوة المقبلة".


رغبة أمريكية


ويرى المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا التركية، الدكتور محمد الزواوي، أن "التصريحات المصرية والسعودية تعكس مطالب الإدارة الأمريكية في تكوين (ناتو عربي) لمواجهة إيران، يتكون من دول الخليج ومصر والأردن"، موضحا أن "هذا ما تم باجتماع قادة جيوش تلك الدول أيلول/ سبتمبر الماضي بالكويت، بمشاركة قطر".


الزواوي، قال لـ"عربي21": "ومن ثم فإن تلك التصريحات تعكس مستوى الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب على تلك الدول من أجل تشكيل تحالف عربي ضد طهران"، مشيرا إلى أنه "يعكس كذلك مخاوف الجيش الأمريكي من أن الحصار القطري سيقوض الجهود الأمريكية لمواجهة إيران"، متابعا: "ومن ثم فنستطيع أن نفهم تلك التصريحات في ذلك السياق".


الأكاديمي المصري، أشار إلى أن "قوى الثورة المضادة تعمل منذ اندلاع الربيع العربي على استقرار الأنظمة العربية ومقاومة أي تغيير فيها، بقيادة السعودية من جهة الجيش المصري من جهة أخرى، ولذلك فجهود الثورات المضادة تعمل معهم على تقويض جهود التغيير بالعالم العربي، وهو ما يميز تلك الأنظمة السلطوية التي تعمل بظل هيمنة الإدارة الأمريكية على صنع القرار فيها".

 

اقرأ أيضا: السيسي: جيش مصر سيتحرك إذا تعرض أمن الخليج للخطر


وتتوقع الكاتبة الصحفية مي عزام، حدوث "تغيرات كبيرة بالسياسات الإقليمية على إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده قبل شهر بإسطنبول"، مشيرة إلى دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بهذا التغيير وما أسمته بـ"إدارة أردوغان وحكومته الملف باقتدار وحنكة".


وحول أسباب التغييرات المحتملة إقليميا وهل السعودية ومصر مجبرتان على ذلك؟ قالت عزام، لـ"عربي21": "أتت الرياح بما لا تشتهي السفن"، موضحة أنه "على عدة أصعدة، هناك فشل بالملف السوري، وخسارة باليمن، وحماقة بتركيا، وتعرية من ترامب للنظام السعودي وقدرته على التصدي لأي مؤامرة دون غطاء أمريكي".


وتوقعت حدوث تقارب شكلي حتى تمر أزمة خاشقجي، وقد تعود المياه الراكدة للعلاقات مجددا طالما الملفات العالقة بين الدوحة والقاهرة لم تحل، مضيفة أنه "سيكون هناك بالطبع مفاوضات حول حصار قطر ولكن أيضا ستقدم تنازلات بالمقابل"، مشيرة إلى الدور الأمريكي بالملف وبأن "قطر وتركيا يدركان أكثر من غيرهما أن مقتل خاشقجي تتحكم أمريكا بالمدى المسموح للتوسع فيه ومنتهاه".


أين خطوة قطر؟


أما الباحث والمحلل السياسي محمد حامد، فيرى أن "كل الاحتمالات واردة، وكل السيناريوهات قائمة، وقد يحدث تصالح بين القاهرة والدوحة وقد يظل الخلاف".


حامد، أوضح لـ"عربي21"، أن "هناك قمة خليجية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، قد تحمل الكثير من التغييرات في العلاقات القطرية العربية والخليجية بالإقليم"، مضيفا: "وبشكل عام؛ هل قطر مستعدة للتفاهم مع الرباعي العربي أم غير مستعدة؟".


وتابع: "وإذا اعتبرنا أن خطاب السيسي، وابن سلمان، خطوة للأمام ونوع من مد اليد لقبول التعاون مجددا؛ فأين رد الفعل القطري وهل لديه استعداد ليخطو خطوات نحو الرباعي العربي المقاطع؟".


وحول احتمالات نجاح التقارب، قال حامد: "رغم أننا سمعنا من الدوحة أنه إذا تقدمتم خطوة (دول المقاطعة) سنتقدم نحن ألف خطوة؛ إلا أنه حاليا لا يبدو أن قطر استجابت لهذا الكلام"، متوقعا أن "تحمل الأيام القادمة ما يفيد بأن قطر مستعدة للتقارب والتجاوب مع هذه التصريحات الإيجابية".

التعليقات (1)
Popmayat
الأربعاء، 07-11-2018 05:58 م
التقارب القطري له شروط الاعتذار التعويض و المصالحة باتفاق قانوني دولي