ملفات وتقارير

محللون: عنصرية ترامب انعكست على الجمهوريين في الانتخابات

الحزب الجمهوري خسر الأغلبية في مجلس النواب لكنه ظل مسيطرا على الشيوخ- جيتي
الحزب الجمهوري خسر الأغلبية في مجلس النواب لكنه ظل مسيطرا على الشيوخ- جيتي

قال محللون وخبراء في الشأن الأمريكي، إن نتائج الانتخابات النصفية في أمريكا، تعتبر انعكاسا واضحا للسياسات السلبية التي انتهجها ترامب على الصعيد الداخلي، وأيده فيها الجمهوريون.


وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات النصفية عودة الديمقراطيين للسيطرة على مجلس النواب من جديد، فيما حافظ الجمهوريون على حضورهم في مجلس الشيوخ.


ويرى خبراء أن هذه النتائج كانت متوقعة، على ضوء نتائج الانتخابات الفرعية التي جرت في آب/ أغسطس الماضي، والتي اعتُبرت فأل قاتم للانتخابات النصفية، وأثارت في حينها جدلا داخل الحزب الجمهورى حول الممارسات السياسية للرئيس دونالد ترامب، وما إذا كان سيقوض من فرص الحزب في هذه الانتخابات.بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية.


وكشف آخر استطلاعات للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "ABC News"، تراجع الجمهوريين، رغم أن ترامب ألقى بثقله خلف الحزب ومرشحيه، قبيل الانتخابات، وتحذيره من "فوضى هجرة" إذا ما خسر الجمهوريين السيطرة على الكونغرس.


وأظهر الاستطلاع، أن هناك مؤشرات قوية على تحول الناخبين عنه، وضد أسلوبه المثير للانقسام والانشقاق، وذلك قبل ساعات من افتتاح مراكز الاقتراع للانتخابات النصفية.

 

من جهته، قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي جو معكرون لـ"عربي21": "أن الأقليات تمنح في العادة صوتها للديمقراطيين، لكن المواقف الأخيرة لترامب، خاصة لهجته المضادة للهجرة، عززت التفاف هذه الأقليات حول الديمقراطيين بشكل أكبر، ما ساعدهم على الفوز في بعض الولايات".

وأضاف أن الانتخابات النصفية أدت إلى صعود جيل جديد تمكن من إيصال صوته في دوائر انتخابية فيها حضور قوي للعرب والمسلمين الأمريكيين، وتمكنوا من إيصال سبعة مرشحين إلى الكونغرس، من بينهم 4 نساء، بالإضافة إلى حاكم ولاية نيوهامشير جون سنونو".

وأوضح أن "ثقل الصوت العربي والمسلم الأمريكي يميل إلى الديمقراطيين، الذين تزداد قوتهم بين الأقليات نتيجة سياسات إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب حيال الهجرة وغيرها من القضايا التي تعنيهم".

لكن معكرون أوضح أن "نتائج الانتخابات النصفية لا تعطي صورة كاملة عما قد يحصل في الانتخابات الرئاسية، لا سيما أن الكثير من التطورات قد تحصل في واشنطن حتى إجراء هذه الانتخابات بعد عامين".

وتابع: "الولايات المتأرجحة في الوسط الغربي التي ضمنت الرئاسة لترامب قبل عامين خسرها هذه المرة، ما يعني أن الناخب في هذه الولايات الحاسمة وجه رسالة إلى الرئيس بضرورة تغيير سلوكه وخطابه، أما الأمر الثاني فيعتمد أيضا على الحزب الديمقراطي، وإذا سيتمكن من إيجاد مرشح أو مرشحة قادرة على التنافس مع ترامب، خاصة أن الانتخابات النصفية الأخيرة أظهرت نقاط ضعف في الحزب يجب تداركها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة".

بدوره، قال المتخصص في الشأن الأمريكي عبد الحميد صيام، إن الأقليات وجيل الشباب، نساء ورجالا، من أبناء المهاجرين لعبوا دورا حاسما في هذه الانتخابات وشاركوا فيها بالملايين لأنهم متضررون بشكل مباشر من عنصرية ترامب وإدارته.

 

اقرأ أيضا: هل يبقى ترامب على نهجه رغم فشله بالانتخابات النصفية؟

 
وقال صيام في تحليل له نشرته "عربي21"، إن الأقليات أرادوا أن يوجهوا عبر هذه الانتخابات رسالة لا لبس فيها أو صفعة ضد سياسة ترامب العنصرية المرفوضة شعبيا، على اعتبار أن الانكفاء والانسحاب من المشاركة في الانتخابات، سيقوي التيارات العنصرية من بينها تيار ترامب، الذي يظهر عنصرية مقيتة ضد العرب والمسلمين والمهاجرين وذوي الأصول اللاتينية والسود والمرأة.


وأشار إلى أن "المهاجرين ليس هم فقط من تضرر من عنصرية ترامب، بل تأثر أيضا المثليون والمرأة، وهذه الفئات مجتمعة أرادت توجيه رسالة قوية برفض سياسته، وبالتالي كانت هذه الانتخابات لصالح الحزب الديمقراطي، وبالتأكيد ستكون هناك مراجعات لسياسات ترامب في مجلس النواب".

 

اقرأ أيضا: أوبزيرفر: هذا ما قالته الانتخابات النصفية عن أمريكا الجديدة

على صعيد أوربي، رحب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس، رحب "بانتصارات الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية"، في تصريحات شكلت انتقادا مباشرا لإدارة ترامب.

وكتب تيمرمانس، على حسابه في "تويتر"،: "أثلج صدري الناخبون في الولايات المتحدة الذين اختاروا الأمل بديلا عن الخوف والكياسة بديلا عن الفظاظة والدمج بدل العنصرية والمساواة بدل التمييز".
وأضاف "لقد دافعوا عن قيمهم، وهو ما سنفعله نحن أيضا".

 

Inspired by voters in the US who chose hope over fear, civility over rudeness, inclusion over racism, equality over discrimination. They stood up for their values. And so will we.

 

 



التعليقات (1)
بالسلب
الأحد، 11-11-2018 09:47 م
الديمقراطيون غيروا نهجهم من الفرجة وعدم التصديق إلى تبني نهج ترامب الإقتصادي،لا زال الديمقراطيون يدركون أنهم غير كفوئين لتصدر السياسة والإقتصاد،هذا مفصل في التاريخ الأمريكي.