صحافة دولية

صحيفة روسية: هكذا ترفض أنقرة تلبية طلبات واشنطن

تعتبر تركيا من بين البلدان الثمانية التي منحت موافقة واشنطن بشأن الاستمرار في شراء النفط من إيران- جيتي
تعتبر تركيا من بين البلدان الثمانية التي منحت موافقة واشنطن بشأن الاستمرار في شراء النفط من إيران- جيتي

نشرت صحيفة "إكسبرت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن المشاكل التي تحول دون تمكن كل من تركيا والولايات المتحدة من تعزيز العلاقات الثنائية التي تدهورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي يقوم بزيارة عمل حاليا إلى واشنطن، رفض مطالب إدارة الرئيس الأمريكي المتعلقة بتخفيض واردات النفط الإيراني خلال الأشهر الستة المقبلة.

وبعد المحادثات التي جمعته مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، قال وزير الخارجية التركي: "لا نستطيع تنويع مصادر الطاقة بعد مرور ستة أشهر أو سنتين، ناهيك عن أنه لا أحد يدعم القرار الأحادي الجانب للولايات المتحدة والعقوبات المعادية إيران".

وأضافت الصحيفة أن جميع المحاولات الهادفة لتعزيز العلاقات الأمريكية التركية باءت بالفشل في الوقت الراهن.

 

وعموما، تعتبر تركيا من بين البلدان الثمانية التي منحت موافقة واشنطن بشأن الاستمرار في شراء النفط من إيران، على الرغم من العقوبات المفروضة منذ الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.

 

في المقابل، تطالب الولايات المتحدة هذه الدول بتخفيض وارداتها من النفط الإيراني خلال الأشهر الستة المقبلة.

ومن جهته، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، أن واشنطن تطالب تركيا بتقليص حجم الواردات من النفط الإيراني إلى الربع.

 

اقرأ أيضا : نيويورك تايمز: ماذا كسب أردوغان من قضية خاشقجي؟

 

وبحلول الربيع المقبل، يجب على تركيا خفض مشتريات النفط الإيراني من 11.5 مليون طن إلى ثلاثة ملايين طن.

وبينت الصحيفة أن النفط الإيراني لا يعد المسألة الوحيدة التي أدت إلى تفاقم التوتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

 

فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها واشنطن لإقناع تركيا بالتراجع عن شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "إس-400"، إلا أنها لم تفلح.

 

وبدورها، نوهت واشنطن بأن إصرار تركيا على شراء منظومة الدفاع الروسية هو العامل الرئيسي الذي أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين.

وتجدر الإشارة، إلى أنه في البداية، اعتقد البيت الأبيض أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن شراء الصواريخ الروسية مجرد محاولة للضغط على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

 

ولكن، أثبتت ردة فعل أردوغان على التهديدات الأمريكية نيته في عدم التراجع عن الصفقة.

ونقلت الصحيفة عن المدير المساعد للأمن القومي والسياسة الدولية في مركز التقدم الأمريكي، ماكس هوفمان، قوله إنه "كان هناك أمل في أن يكون قرار الرئيس التركي تكتيكا تفاوضيا حقا، لا سيما أن تركيا شريك موثوق في حلف الناتو، ولكن أصبح الأمر الآن أكثر واقعية".

 

وتدرك تركيا خطورة التمسك بموقفها، وما قد ينجر عنه من عقوبات أمريكية على غرار تراجع الولايات المتحدة عن تزويد تركيا بمقاتلات إف-35.


اقرا أيضا :  تركيا تجدد انتقاد واشنطن لدعمها "وحدات حماية الشعب"


وبينت الصحيفة أن تركيا لا تخطط فقط لشراء العشرات من مقاتلات "إف-35"، بل إنتاج عدد من الأجزاء الهامة للطائرة.

 

ومع ذلك، إن نشر منظومة "إس-400" مع وجود مقاتلات "إف-35" في بلد واحد سيتيح لموسكو فرصة جمع معلومات استخبارية قيمة حول هذه الطائرة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يساعد دمج منظومة "إس-400" في المنظومة التركية على التعرف على خطط الناتو.

وبينت الصحيفة أنه يمكن للأميركيين الاستفادة من شراء تركيا للصواريخ الروسية عن طريق الحصول على بيانات عن منظومة الدفاع الجوي "إس-400" وإجراء تغييرات على مقاتلات "إف-35" ما من شأنه أن يساعدهم على مواجهة الصواريخ الروسية.

وأوردت الصحيفة تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي أدلى به خلال تواجده في واشنطن الثلاثاء الماضي، حيث أفاد بأن بلاده تريد شراء صواريخ باتريوت الأمريكية لكن تم التعامل مع مطلبها ببرود من قبل واشنطن.

 

وأضاف الوزير التركي أن الصفقة مع روسيا لا يمكن إلغاؤها والتراجع عنها، لكنه نوه إلى إمكانية شراء صواريخ أمريكية في المستقبل.

وفي الختام، حذرت الصحيفة من إمكانية استخدام تركيا لقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة، المستعدة للقيام بأي شيء مقابل عدم فرض عقوبات على السعودية.

التعليقات (2)
عملية خاشقجى
السبت، 24-11-2018 08:19 م
الولايات المتحدة استغلت العلاقات السابقة لخاشقجى مع آل سعود ، و تحول مواقفه السياسية ضدهم ؛ فى إطلاعه على معلومات استخبارية تضر بهم ، و أعطت السعوديين الضوء الأخضر للتخلص منه بعد استدراجه لتركيا ! بينما مارست تركيا ضغوطا سياسية و إعلامية هائلة على السعودية ، و ذلك على خلفية اغتيال خاشقجى داخل القنصلية السعودية باستانبول ! و كانت تلك الضغوط بإيعاز من الولايات المتحدة من أجل ابتزاز حكام السعودية ، و إجبارهم على زيادة إنتاج النفط السعودى ، و النزول بأسعار النفط فى السوق العالمى إلى مستويات ترضاها واشنطن ! و قد استفادت أنقرة من وراء ذلك فى تحسين علاقاتها مع واشنطن ، بعد فترة من التوتر السياسى صيف عام 2018 م ، وصل إلى ذروته مع فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا احتجاجا على تعاقدها مع روسيا على شراء أنظمة (S 400) للدفاع الجوى ، و على احتجازها قسا أمريكيا بتهمة التجسس ! فكانت (عملية خاشقجى) هى ثمن التقارب بين واشنطن و أنقرة ، و مسعى تركيا للتخفيف من الأعباء المتزايدة على الاقتصاد التركى بفعل انهيار سعر صرف الليرة التركية ! و حققت العملية أهدافها بالبدء بتخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية على تركيا ، و الوصول بأسعار النفط إلى مستويات مرضية لأنقرة ، و استفادتها من مهلة الاستثناءات الأمريكية للدول المستوردة للنفط الإيرانى فى ظل العقوبات التى تفرضها واشنطن على تصدير النفط الإيرانى ! كما مثلت رد اعتبار لتركيا ، و إحراجا لأحد أكبر الداعمين لمحاولة الانقلاب الفاشلة على حكومة (العدالة و التنمية) التى وقعت فى يوليو / تموز عام 2016 م .
ما خفي كان اعظم
السبت، 24-11-2018 05:04 ص
ادركت تركيا ان زمن الهيمنة الغربية والامريكية بالذات قد ولي وبنظرة بسيطة الى التايخ الحديث يتأكد لنا ذلك فعجز الناتو عن حماية اوكرانيا وخسرت شبه جزيرة القرم ولم يستطع احد ان يفعل شيء ضد روسيا كما بعد اسقاط تركيا للطائرة الروسيا في سوريا تبرأ الناتو ولم يقف مع تركيا وتركها لتجابه الغضب الروسي وحيدة كما ان وقوف امريكا والغرب مع الاكراد في سوريا والعراق الهدف منه زعزعة استقرار تركيا بعد تقدمها الاقتصادي القوي ولم تكن مشاركة الناتو في عملية الانقلاب اقل ضررا للعلاقات التركية الغربية وبذلك يتضح لكل متابع ان الناتو اعجز ما يكون عن الدفاع عن دولة ثم قيامه بالعمليات القذرة ضد الاحزاب المنتخبة ديمقراطيا في تركيا ومصر كلها تفقد مصداقية الغرب والناتو فلم يبق من الناتو الا اسمه والا فهو في الطريق الى الزوال