حقوق وحريات

ارتفاع صاروخي للدجاج بالمغرب والمهنيون يتهمون الحكومة

وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الدجاج ـ فيسبوك
وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الدجاج ـ فيسبوك

وجد المغاربة أنفسهم في ورطة جديدة، بعد أن تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج 25 درهما (حوالي 2.65 دولار)، عوض 13 درهما، وهو أكثر أنواع اللحوم استعمالا في البلاد، وزاد من حدة الورطة أن فصلي الشتاء والخريف يعرفان انخفاضا كبيرا في الثمن.


هذا الوضع حدا بعدد من الفاعلين في مجال قطاع الدواجن إلى اتهام الحكومة، وتحديدا وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، بالمسؤولية عن هذا الارتفاع غير المسبوق، وأحيا فكرة المقاطعة من خلال قيام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بحملة مقاطعة استهلاك الدجاج، واختاروا لها وسم #خليها_تقاقي (دعها تصيح).  

إبادة 26 مليون كتكوت 
وكشفت معطيات حصل عليها "عربي21"، أن "عدد الكتاكيت التي تم التخلص منها في أسبوع واحد ما مجموعه 26 مليون كتكوت". 


وتقول الأرقام، إنه "جرى إتلاف جميع إنتاج الكتاكيت في المغرب، بين 8 تشرين الأول أكتوبر الى 14 من نفس الشهر، أي ما مجموعه 26 مليون كتكوت، دون أن يتحرك أحد".


ويزيد من خطورة أن هذه العملية جرت تحت إشراف "الجمعية الوطنية لمنتجي الكتاكيت"، التي تعد الهيئة المحتكرة لقطاع تفقيس البيض وإنتاج الكتاكيت، المتحالفة "الفدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن"، التي تعتبرها الحكومة الممثل الوحيد لهذا القطاع.


وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن محاولات مربي الدواجن التغلب على هذا الخصاص المفتعل في الكتاكيت، واجه صعوبات قانونية، تمثلت في الضريبة المفروضة على استيراد الكتاكيت التي تبلغ 30.25 بالمائة، مما يجعل ثمنها مرتفعا مقارنة مع غيرها من الدواجن، حيث تبلغ ضريبة استيراد الديك الرومي 2.5 بالمائة فقط". 


في ذات الاتجاه سجلت جريدة الاتحاد الاشتراكي، المشارك في الحكومة، في عدد الخميس 22 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، أن عملية إحراق ملايين الكتاكيت كانت "بموافقة وازرة الفلاحة".



 

أين وزير الفلاحة؟
وقال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج، محمد عبود، لقد وقع ما سبق وحذرنا منه منذ أشهر، لقد سبق لنا أن نبهنا إلى أن قرار استيراد لحم الدواجن الامريكية سينعكس سلبا على المواطن المغربي، بخلاف ما كانت تعلنه وزارة الفلاحة".


وتابع محمد عبود في تصريح لـ"عربي21"، "لقد سبق للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم (ANPC )أن أخبرت وزير الداخلية بتاريخ 5 تشرين الأول أكتوبر من التخلص من الكتاكيت، وحدرت في نفس الرسالة من العواقب التي ستترتب عنها من حيت غلاء الدجاج وارتفاع ثمن بيع الفلوس" .


وزاد عبود "لقد اتضح اليوم الهدف المسطر من وراء هده العملية الغير القانونية، من طرف أصحاب المحاضن ومن ورائهم الفدرالية، وتبين بوضوح أنه عمل احتكاري وللأسف بمظلة مفضوحة من طرف وزارة الفلاحة وكدلك مكتب السلامة الصحية". 


وزاد "كما توقعنا أن ثمن الدجاج سيصل إلى 20 درهم للكيلوغرام، فلقد بلغ ثمن الكتكوت الواحد الفلوس إلى أكثر من 6 درهم". 


وتساءل "أين مسؤولية الوزارة في ضبط إيقاع قطاع تربية الدجاج، خاصة وأن الوزارة ومكتب السلامة الصحية".


وزاد "أليس من المسؤولية الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وضع حد للاحتكار الممنهج من طرف أصحاب المحاضن والأعلاف وأن تقوم الوزارة الوصية بعمل شفاف طبقا للمساطر القانونية وقيامها بتطبيق قانون 99/49؟".


اقرأ أيضا: استيراد المغرب دواجن أمريكا يعري عيوب "المخطط الأخضر"

 
صرخة مستهلك

وقالت "رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكلين" (مستقلة)، إن هذه العملية التي وصفتها بـ"المشبوهة" انطلقت في 8 أكتوبر إلى 14 منه، تحت شعار "أسبوع بدون كتاكيت".


وسجل بلاغ المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، يتوفر "عربي21" على نسخة منه، إن "الزيادة قاربت مستوى الضعف على صعيد مبيعات الجملة في كل الأسواق، حيث انتقل الثمن في ظرف أربعين يوما (مدة نمو الكتاكيت) من 11 إلى 18 درهما، مما انعكس على ثمن البيع بالتقسيط، حيث أصبح الثمن يتراوح بين 25 رهما فيما يخص الدجاج الحي، و35 درهما للدجاج المذبوح".


وأفادت الرابطة "قاد أصحاب المحاضن حملة مضللة للتغطية على جريمة إتلاف الملايين من الكتاكيت بضوء أخضر من وزارة الفلاحة تحت ذريعة حماية المربين من الكساد الناتج عن انخفاض الأسعار في مقابل ارتفاع تلكفة الإنتاج". 


وزاد في بلاغها "انتهزوا فرصة عزوف المربين عن التزود بالكتكوت في انتظار تدخل الوزارة الوصية لوقف عملية إبادة الملايين من الكتاكيت دون مبرر قانوني، وهوما لم يتحقق لأن هذه الجهات قد التزمت موقف المتفرج في غياب قوة ضاغطة يمكن أن تعترض على هذا الإجراء الخطير".


وشددت "وهو ما يطرح أكثر من تساؤل عن سبب سكوت الجهات الوصية على القطاع التي أبانت أنها غير مهتمة بشؤون المستهلك حينما يتعلق الأمر بالرفع من الأسعار. فرغم النداءات الموجهة من طرف عدد من المتدخلين والمهتمين بهذا الملف. فقد التزم المسؤولون موقف المتفرج ولم يبادروا بالتدخل لوقف مذبحة إحراق ملايين الكتاكيت من غير مبرر أخلاقي. كما لم يعملوا على مواجهة ذلك المخطط المشبوه ".


وهكذا يقف المستهلك اليوم عاجزا عن مواكبة الزيادات التي تثقل كاهله وتضعف طاقته الشرائية ..وقد امتد الضرر إلى ساحة المربين الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على مواجهة القيود المفروضة عليهم، والتي تحكم عليهم بالإفلاس، حيث أصبح أغلبهم غير قادر على تشغيل ضيعته في ظل هذه الظروف .
وتساءل "فهل سيراجع المسؤولون هذه المرة أنفسهم من خلال القيام بتصحيح خطئهم، وذلك بفرض المراقبة على منتجي المواد الأساسية( أعلاف، كتاكيت ، أدوية ..) والحد من الاستغلال الذي تفرضه على المستهلك المغربي". 

 

اقرأ أيضا: 92 % من الدواجن المستهلكة بالمغرب غير خاضعة للمراقبة الصحية

 
#خليها_تقاقي
واطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حملة مقاطعة جديدة المستهدف منها هذ المرة قطاع الدواجن وتحديدا الدجاج الذي يعيش ارتفاعا غير مسبوق.


حملة المقاطعة الجديدة اتخذت وسم #خليها_تقاقي، تحتج على ارتقاع أسعار الدجاج، كما ترفض انسحاب مؤسسات الدولة عن حماية المجتمع من جشع الشركات، وتتركهم فرصة للاحتكار.

 

           

   

 

التعليقات (0)