ملفات وتقارير

هل تمنح أزمة السعودية الأردن فرصة استعادة علاقته بقطر؟

الملك عبد الله الثاني وأمير قطر في زيارة سابقة- جيتي
الملك عبد الله الثاني وأمير قطر في زيارة سابقة- جيتي

أثارت المذكرة النيابية التي وقع عليها عدد من نواب البرلمان الأردني لإعادة العلاقات مع قطر إلى سابق عهدها تساؤلات بشأن المعيقات التي تحول دون ذلك وما إذا كانت الظروف الآن مناسبة بشكل أكبر لهذه الخطوة.

وقال النواب الموقعون على المذكرة إن "عودة العلاقات الأردنية القطرية مصلحة وطنية ودعوة صريحة لوحدة الصف العربي وإنهاء انقسامه إلى جانب الدعم السخي الذي قدمته دولة قطر والذي يجسد معاني العروبة دون اشتراطات وهي تجسيد للسياسة القطرية الحكيمة، بحسب تعبيرهم.

واتخذت عمّان قرارا بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي لدى دولة قطر عام 2017 بعد يومين من إعلان السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع الدوحة وفرض حصار بري وجوي وبحري عليها فضلا إلغاء التصاريح الممنوحة لبث قناة الجزيرة القطرية من الأردن في خطوة رأتها العديد من الأوساط استجابة لضغوط سعودية.

 

إقرأ أيضا: مذكرة نيابية تطالب الحكومة بإعادة سفير قطر إلى الأردن


وعلى الرغم من خطوة عمّان إلا أن العلاقات والاتصالات بالدوحة لم تنقطع ولعل عودة السفير القطري إلى الأردن بعد أيام من القرار ولو بصفة شخصية بسبب امتلاكه مزرعة فيه بحسب بيان رسمي أردني كان مؤشرا على ملابسات اتخاذ القرار.

وعادت المطالبات باستعادة التثميل الطبيعي للعلاقة الدبلوماسية مع قطر بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدها الأردن قبل أشهر بسبب قانون الضريبة وسياسات حكومة هاني الملقي المستقيلة بعد أن قدمت الدوحة منحة لتشغيل 10 آلاف أردني فضلا عن منحة مالية بنصف مليار دولار دون اشتراطات.

وتحدث طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان السابق (الغرفة الثانية للبرلمان) في حينه عن احتمالية عودة السفير الأردني للدوحة.

ضغط سعودي

النائب في البرلمان الأردني تامر بينو قال إن تخفيض الأردن لتمثيله الدبلوماسي مع قطر جاء بضغط من السعودية والإمارات والبحرين بسبب خلافهم مع الدوحة ولم يكن لعمان علاقة فيه.

وأوضح بينو لـ"عربي21" وهو أحد الموقعين على المذكرة المطالبة بعودة العلاقات أن "الجهود التي تبذل الآن تسير بشكل أفضل وقطر وقفت مع الأردن في أشد الظروف خاصة في مسألة تشغيل الأردنيين في ظل أزمة اقتصادية خانقة ولم تشترط علينا شرطا واحدا".

ودعا النائب إلى استغلال الظروف الحالية خاصة وأن السعودية "منشغلة بأزمتها عقب اغتيال جمال خاشقجي وتقرير الـCIA وبالتالي فإن مواقف الأردن ستكون مفهومة بعيدا عن أي غضب من الرياض يعيق عودة العلاقة".

ولفت إلى أن السياسة الأردنية في أغلب الملفات تكون محايدة ولا تنحاز لأحد الأطراف بطريقة متطرفة وعلاقاتنا مع قطر والسعودية يجب أن تكون واحدة فنحن لسنا جزءا من ذلك النزاع الذي جر إليه البعض" متسائلا "لماذا ننجر لمربع البعض ونحن علاقتنا متميزه مع الجميع؟".

وأشار بينو إلى أن الأردن "خفّض التمثيل الدبلوماسي مع قطر والأخيرة تفهمت هذا الأمر ولو لم تمارس الرياض ضغطا بهذا الاتجاه لما اختلت العلاقات".

وعود برفع التمثيل

من جانبه قال النائب في البرلمان الأردني محمد الظهراوي إن "الظروف السياسية الحالية تستدعي أن تعود العلاقات إلى شكلها الطبيعي وأن تذلل المعيقات وينتظر اتخاذ قرار بهذا الصدد".

وأوضح الظهراوي لـ"عربي21" أن "أطرافا حكومية وعدت وعبر تلميحات غير مباشرة بعودة السفراء بين الدوحة وعمان خلال شهر".

وشدد على أن "هنالك مساع أردنية لإصلاح العلاقات بين السعودية وقطر وبين غيرها من الدول وكما السعودية تعني لنا الكثير أيضا قطر تعني لنا الكثير والتنسيق مستمر مع كافة الأشقاء" بحسب قوله.

وأضاف: "الأزمة التي تمر بها المنطقة تتطلب انتهاء كافة الخلافات وعودة العلاقة بين الأطراف كافة إلى طبيعتها".

لا معيقات

بدوره قال وزير التنمية السياسية الأسبق صبري اربيحات إنه "لا توجد معيقات من الناحية الظاهرية لكن الأردن لا يريد أن يكون طرفا في الخصومة ويحاول مراعاة مصالحة".

وأوضح اربيحات لـ"عربي21" أن الارتباطات الأردنية في السعودية خاصة على صعيد العمالة أكبر رغم الدور القطري المهم في هذه المسألة بالمنحة الأخيرة التي جاءت في وقت صعب".

وأشار إلى أن عمّان "أرسلت رسائل عديدة أنها قريبة من الحياد مع كل الأطراف ولا تسعى لإغضاب الرياض أو الدوحة" مضيفا "الأردن وقطر تعرفان أنهما ليسا في حالة خصومة والأخيرة قدرت الموقف الأردني الذي يدخل في حساسيات وبحالة اصطفاف عربي".

 

إقرأ أيضا: ما هي خسائر الاقتصاد الأردني المحتملة من مقاطعة قطر؟


ورأى اربيحات أن الكثير من الأمور "ستتغير في المنطقة وخاصة مسألة الخلاف الخليجي مع قطر" في ظل أزمة اغتيال جمال خاشقي وتابع: "لكن أحيانا الأنظمة السياسية التقليدية لا تريد القيام بتنازلات مضطربة وهناك محاولة لتصحيح الصورة وتجاوز الخلافات بهدوء".

وشدد على أن الأردن ليس له مصلحة بوجود خلافات مع الدول أو الدخول بحالة استقطاب وكذلك إشاراته للأطراف تأتي ضمن الحدود الدنيا والجميع يتفهم ذلك وعمان تأمل في انتهاء هذه الأزمة لأنه لا مبرر لوجودها أو تواصلها.

التعليقات (0)