ملفات وتقارير

ما حقيقة إعادة افتتاح الطرق الدولية في إدلب؟

المعارضة تسيطر على نحو 140 كيلو مترا من الطرق الدولية في إدلب- جيتي
المعارضة تسيطر على نحو 140 كيلو مترا من الطرق الدولية في إدلب- جيتي

عاد الحديث عن فتح الطرق الدولية المارة في محافظة إدلب بالشمال السوري (حلب- اللاذقية M4، حلب- حماةM5) ليتصدر المشهد الإعلامي السوري من جديد، وذلك على خلفية أنباء غير رسمية يتم تداولها عن اقتراب تطبيق المرحلة الثانية من مخرجات اتفاق سوتشي التركي- الروسي الذي وقع في أيلول/ سبتمبر الماضي، وتحديدا البند الثامن الذي ينص على فتح الطرق الدولية أمام حركة النقل.

وما ساهم في انتشار هذه الأخبار، الأنباء التي كشفتها وسائل إعلام معارضة وموالية في آن واحد، عن شروط عدة لـ"هيئة تحرير الشام" قبل أن تسمح بإعادة فتح الطرق الدولية من جديد، الأمر الذي لم تعلق عليه "تحرير الشام" عبر مواقعها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصادر ذكرت أن شروط "تحرير الشام"، هي وقف تركيا الطلب منها حل نفسها، وعدم دخول فصائل المعارضة المدعومة تركيا في مواجهة عسكرية معها، وتعذر على "عربي21" التواصل مع "تحرير الشام" للتعليق على ذلك.

وفي هذا الإطار، أشار الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، إلى تزامن الحديث عن افتتاح الطرق الدولية مع انطلاق الجولة الحادية عشرة من مباحثات أستانا، التي اختتمت أمس الخميس.

ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى البيان الختامي للجولة الذي حمل تأكيدا من الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) للتطبيق الكامل للتفاهم بخصوص إدلب والمنطقة منزوعة السلاح.

وقال عاصي، إن الشروع بفتح الطرق الدولية ربما ينال مباحثات جديدة بين لجان العمل المشتركة، كما أن افتتاح الطرق الدولية يحتاج إلى إنهاء وحل عقدة ملف منطقة تل رفعت؛ لأنها تقع على طريق "حلب- غازي عنتاب"، لذلك ليس مستبعدا عودة فتح هذا الملف بين لجان العمل في الفترة المقبلة.

وأضاف الباحث أن: "من المعلوم أن اتفاق سوتشي حدد موعدا مبدئيا لفتح الطرق الدولية، في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أن لجان العمل التركية- الروسية لم تستطع الشروع بتنفيذ هذا البند، وربما يعود ذلك إلى صعوبات في تأمين كامل هذه المنطقة، وتحديد الآلية الملائمة لها والأطراف المسؤولة عنها".

وفي تعليقه على تداول وسائل الإعلام لشروط وضعتها "تحرير الشام" قبل الموافقة على فتح الطرق الدولية، وهي التي تسيطر على أجزاء منها، في أرياف إدلب، رد عاصي قائلا: "ربما تحاول هيئة تحرير الشام المناورة للسيطرة على عقدة طريق دمشق - حلب، حتى تفرض نفسها لتعزيز استراتيجيتها في البقاء كتنظيم سلفي جهادي بصيغته المحلية، ولتمويل نفسها بشكل أوسع".

 

اقرأ أيضا: اختتام جولة أستانا الـ11 و دي ميستورا يقول إنها أخفقت

من جهته، أكد الصحفي إبراهيم إدلبي، نقلا عن مصادر، أن روسيا والنظام ركزتا خلال الجولة الأخيرة من محادثات أستانا على الطلب من تركيا باستئناف النقل عبر الطرق الدولية تحت مراقبة روسيا، مقابل عدم اللجوء إلى التصعيد العسكري في الشمال السوري.

وفي حديثه لـ"عربي21"، حذر من خطورة فتح الطرق الدولية بالشكل الذي تريده روسيا، لأن من شأن ذلك فصل محافظة إدلب إلى قسمين، موضحا أن طريق "حلب- حماة" يقع في المنطقة المنزوعة السلاح، ودخول الروس إلى هذه المنطقة يعني اجتزاء كل المناطق المحاذية للطريق والوقعة إلى الشرق منه، على حد تأكيده.

وعن موقف المعارضة من ذلك، أشار إلى تأكيد الفصائل على رفضها في وقت سابق، لدخول الجنود الروس إلى المناطق المحررة مهما كانت الصفة لها، معتبرا أن دخول الروس إلى هذه المناطق سيؤدي إلى شل حركة المعارضة عسكريا.

ومتفقا مع عاصي، لم يستبعد إدلبي، أن تسعى "تحرير الشام" لجني المكاسب السياسية من هذه الخطوة، دون التفكير بعواقبها على وضع الشمال السوري، واصفا إياها بأنها "فصيل براغماتي من الطراز الأول".

وقال: "شاهدنا تحرير الشام وهي تلتزم بمخرجات أستانا منذ الجولة الأولى لها، وهي تحاول تصوير عكس ذلك على الإعلام، لتكسب القاعدة الشعبية".

 

اقرأ أيضا: وول ستريت: كيف تمتحن هدنة سوريا علاقة روسيا مع تركيا؟

وتقدر المسافة التي تسيطر عليها المعارضة من الطريقين الدوليين بنحو 140 كيلو مترا، ما يجعل من تنفيذ هذه المهمة على كل من تركيا وروسيا مهمة ليست سهلة.

التعليقات (0)