طب وصحة

هل من الصحي تخطي إحدى وجبات الطعام؟

كثيرون يقررون تخطي إحدى الوجبات اليومية خاصة عندما يكونون في مكان العمل
كثيرون يقررون تخطي إحدى الوجبات اليومية خاصة عندما يكونون في مكان العمل

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تأثير تخطي إحدى وجبات الطعام على الجسم. ويؤكد أحد الخبراء أن الأشخاص الذين يهملون إحدى الوجبات اليومية ينتابهم شعور بالجوع أكثر من المعتاد، وينتهي بهم المطاف إلى الأكل بنهم أكبر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثيرين يعجبهم الطعام فيكثرون من الأكل، خاصة في العمل أو أثناء الجلوس أمام الحاسوب. وبعد امتلاء البطن، يقوم الشخص بفك أحد أزرار السروال أو الفستان، في علامة على فرط الامتلاء، فيرسل المخ إشارة مفادها أنه لا داعي لتناول العشاء في ما تبقى من اليوم.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان من الصحي تخطي إحدى الوجبات. فعندما يرغب الشخص في اتباع حمية غذائية، وتكون لديه رغبة ملحة في تحقيق نتائج سريعة، يفكر مباشرة في التوقف عن تناول العشاء. ولكن خبراء التغذية يجمعون كلهم تقريبا على أن هذا الأمر لا يستند إلى أي حقائق علمية، ولا ينصحون بتخطي الوجبات.

وأوضحت الصحيفة أن المشكلة مع تخطي الوجبات تكمن في شعور الجسم بالحرمان. وقد أوضح الدكتور بروك ألبرت أن "الأشخاص عندما يتجاوزون إحدى الوجبات الأساسية ينتابهم شعور كبير بالجوع، وفي النهاية يجدون أنفسهم قد تناولوا كميات إضافية من الطعام في الوجبة الموالية، وهو ما يعني أنهم لم يحققوا أي نتائج حقيقية ولم يفقدوا الوزن".

وأظهرت دراسة أجريت سنة 2017، ونشرتها مجلة علوم التغذية الإسبانية، أن أفضل نظام للوجبات هو تناول طعام كثير في الفطور، وكمية متوسطة في الغداء، ثم وجبة خفيفة جدا بعد خمس أو ست ساعات. وهو ما يعني الدخول فيما يشبه الصيام في الفترة الليلية، تنفيذا للحكمة القديمة التي تقول: "اجعل فطورك مثل الملك، وغداءك مثل الأمير، وعشاءك مثل الفقير".

وحذرت الصحيفة من أن تخطي إحدى الوجبات بشكل كامل يزيد من مستويات التوتر في الجسم، وهو ما يعزز الشعور بالرغبة في الأكل. لهذا السبب، تعد هذه الخطوة غير مفيدة، لأنها لاحقا ستجعلنا نأكل بنهم، ثم ندخل في دوامة الشعور بالذنب وتوبيخ الذات. وأشار الدكتور ألبرت إلى أن "الصوم المتقطع ليس مفيدا لكل الأشخاص، ولا يتمثل الحل الأمثل في تخطي الوجبات، بل السيطرة على النفس وتناول كميات مناسبة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصوم المتقطع لا يؤدي لفقدان الوزن ولكن له تأثيرات إيجابية، حيث يمنح الجهاز الهضمي وقتا لتحليل الغذاء الذي تم تناوله سابقا. وقد أظهرت الدراسات أنه خلال هذه الفترات التي لا يتم فيها تناول الطعام، يرتاح الجهاز الهضمي وتقل إصابته بالالتهابات، وهو ما يساعد على تجنب أمراض المعدة على المدى الطويل.

وذكرت الصحيفة أن كثيرين يقررون تخطي إحدى الوجبات اليومية، خاصة عندما يكونون في مكان العمل، لأنهم يعتقدون أن هذا سيمكنهم من تقديم أداء أفضل.


ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن الصيام لفترات متقطعة قد يجنبنا الشعور بالانتفاخ والتخمة، بيد أنه في المقابل يزيد من شرهنا على الأكل، بسبب انخفاض مستوى الجليكوز في الدم. فنحن عندما لا نقدم الغذاء اللازم للمخ، يرسل إشارات إلى الجسم بأنه حان وقت خفض الجهد المبذول.

وأوضحت الصحيفة أن الالتزام بالصيام لفترات متقطعة يجعل الإنسان يشعر بالحزن ويكون في مزاج سيئ، ولكنه في المقابل يعيش حياة أطول. فقد توصل الباحثون من خلال دراسة أجريت سنة 2018، ونشرتها مجلة "سال ميتابوليزم" الأمريكية، إلى أن الفئران التي خضعت لحمية الصوم كانت صحتها أفضل وعاشت لفترة أطول من تلك التي تأكل بشكل أكثر. وعلى الرغم من أن هذه الفئران لم تكن تتناول غذاء صحيا، إلا أن الباحثين خلصوا إلى أن هذه التجربة تثبت فوائد الصوم.

ونبهت الصحيفة الأفراد من أنه إذا كانوا يهدفون من خلال الصوم إلى فقدان الوزن، مثلما هو الحال لدى من يقلعون عن تناول العشاء في إطار حمية غذائية، فإن هذا الأمر لن يحقق النتيجة المرجوة. فقد أظهرت دراسة أجريت سنة 2017، ونشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن الحميات الصحية والصوم المتقطع لديهما نفس التأثيرات على المدى الطويل. وقد كانت أوزان مجموعة المتطوعين الأولى التي تضم أشخاصا خضعوا لحمية الصوم المتقطع، قريبة من أوزان المجموعة الثانية التي خضع فيها المشاركون لحمية صحية.

وفي الختام، خلصت الصحيفة إلى وجود جوانب إيجابية وأخرى سلبية لفكرة تخطي الوجبات. وما لا شك فيه، أن الأمر يعود للاختيار الفردي لكل شخص، خاصة مع اقتراب فترة أعياد الميلاد، وما تتضمنه من وجبات دسمة وأطباق شهية مع العائلة.

0
التعليقات (0)