سياسة دولية

بعد 25 عاما.. كاتب بريطاني يفنّد نظرية "صدام الحضارات"

برهن محللون على صحة نظرية هانتغنتون بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر- أ ف ب
برهن محللون على صحة نظرية هانتغنتون بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر- أ ف ب

فنّد كاتب صحفي بريطاني نظرية صدام الحضارات، التي أسس لها عالم السياسة الأمريكي، صامويل هنتنغتون، قبل 25 عاما.

 

ووصف الكاتب بيتر أوبورن النظرية بأنها "فظاعة أخلاقية"، و"نكبة فكرية"، وذلك في مقال له بموقع "ميدل إيست آي".

 

وبحسب أوبورن، فإن "الجزء الأكثر نفوذا في نظرية هنتنغتون هو ذلك المتعلق بالإسلام. فقد قال هنتنغتون بأنه مع نهاية الحرب الباردة بين روسيا السوفياتية والغرب، سيحل محل ذلك نضال جديد تدور رحاه بين عدوين لا يمكن التوفيق بينهما: الإسلام والغرب".

 

ولفت أوبورن إلى أن "هنتنغتون أسس نظريته بناء على ما نشره المؤرخ المستشرق الشهير بيرنارد لويس، الذي كان أول من صاغ مصطلح (صدام الحضارات)".

 

وأضاف ساخرا من النظرية: "هل تحققت نبوءات كل من هانتنغتون ولويس؟ هل بات المسلمون منهمكين في حرب جماعية مع الغرب بالشكل الذي تنبأ به هذان الحكيمان الأمريكيان؟ هل يوجد فعلا صدام حضارات، كما كان يعتقد هنتنغتون وكما يعتقد كثيرون غيره؟".

 

واستدرك: "من المؤكد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، عندما شنت القاعدة هجوما ضاريا على الولايات المتحدة، أضفت مصداقية هائلة على تحليل هانتنغتون الكئيب. وبدا كما لو أن موجهة الهجمات الغربية على البلاد الإسلامية خلال السنوات التي تلت عززت نظريته، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية المدمرة التي شنت في لندن وباريس وفي غيرهما من المدن الغربية. يتحدث السياسيون البارزون اليوم بلغة صدام الحضارات، من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. كما أدت نظرية هنتنغتون إلى ازدهار كبير في قطاع النشر، حيث صدر ما لا يحصى عدده من الكتب التي تنادي بالتعبئة وإعداد العدة للحرب المفترضة ضد (الإسلاموية)". 

وتابع: "لكن، لئن بدا في الظاهر أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حققت نبوءة هنتنغتون، إلا أنها في واقع الأمر لم تفعل ذلك. فالصدام الحقيقي هو ذلك الذي بين الولايات المتحدة والقاعدة أو بينها الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وليس بين الولايات المتحدة والإسلام".

 

وأضاف أنه "بغض النظر عن مدى عنف واتساع رقعة ظاهرة الإرهاب اليوم، ووجود نشاط لداعش والقاعدة في العديد من البلدان، تظل هذه المجموعات على هامش الإسلام. أما القوى الإسلامية الكبرى فتنهج الواقعية في إدارتها لعلاقاتها الدولية، هذا بينما أكبر تجمع إسلامي عالمي، منظمة التعاون الإسلامي، لا يعدو كونه منتدى للخطابة الفارغة".

 

وختم قائلا إنه "بعد خمسة وعشرين عاما، ما تزال القدرة التفسيرية لنظرية هانتنغتون موضع شك. ورغم أن نبوءته صدقتها إلى حد ما أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن بإمكان كل مراقب جاد لأحوال العلاقات الدولية أن يدحضها بسهولة". 

التعليقات (1)
مالك علي
الأربعاء، 12-12-2018 06:30 ص
الكاتب يريد أن يقول بطريقة مهذبة: لا خوف من مسلمي اليوم لأنهم نيام، و ان قاموا فلا يفعلون الا الحديث امام الميكروفونات.