صحافة إسرائيلية

إسرائيل تتنصل من "قناة البحرين" وتقدم للأردن بدائل.. تفاصيل

وزير إسرائيلي قدم للأردن ثلاث مقترحات جديدة بديلة عن قناة البحرين- أرشيفية
وزير إسرائيلي قدم للأردن ثلاث مقترحات جديدة بديلة عن قناة البحرين- أرشيفية

كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن لقاء سريا عقد بين وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، مع نظيره الأردني، رياض أبو سعود، لبحث أفكارا جديدة بديلة عن المشروع الإستراتيجي المشترك "قناة البحرين"، والذي تعوّل عمان عليه في حل أزمتها المائية.

وذكرت القناة أن اللقاء الذي عقد بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في المعبر الحدودي جسر الملك حسين "اللنبي" تم بمصادقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي منح شطاينتس الضوء الأخضر لإقناع الأردنيين بصفقة ما، في محاولة من قبل إسرائيل للتوصل إلى حل تتجاوز من خلاله أزمة مشروع قناة المياه (قناة البحرين).

أفكار جديدة


وأشارت القناة إلى أن شطاينتس قدم لأبو سعود 3 عروض لحل أزمة "قناة البحرين"، كان أولها العرض الأصلي الذي ترفضه إسرائيل وتحاول التملص منه. فيما تمحور العرض الثاني حول تزويد الأردن بالمياه المحلاة حصريًا من إسرائيل، بدلاً من إنشاء محطة لتحلية المياه في الأردن، إلا أن المصادر أكدت أن هذا العرض "غير واقعي لأن الأردنيين يريدون إنشاء أول محطة تحلية في أرضهم".

وعرض شطاينتس الثالث الذي قدمه لأبو سعود يقضي بإلغاء مشروع "قناة البحرين"، وإنشاء محطة تحلية كبيرة جدًا في مدينة العقبة، بحيث تزود الأردنيين بـ 60 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا.

وفي إطار هذا الاقتراح، تلتزم إسرائيل بنقل كل الملح الذي يبقى بعد تحلية المياه إلى البحر الميت لمحاولة وقف اضمحلال المياه فيه، وأوضحت المصادر أنه على الرغم من التكلفة الباهظة لهذه العملية، إلا أنها أرخص من بناء "قناة البحرين".حسب ما أورد موقع "عرب48".

ونقلت القناة عن مصادرها أن "المسؤولين الأردنيين أبدوا تحمسهم للاقتراح الأخير (إنشاء محطة تحلية في الأردن)، وأوضحوا أنه يتعين الآن على المسؤولين الإسرائيليين العودة إلى الأردن بإجابة نهائية".


تكلفة مرتفعة

 
وكانت القناة قد أكدت في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن نتنياهو يحاول التملص من المشروع ويعتقد أن فوائده لا تبرر تكلفته المرتفعة، ويعتبره تقلا اقتصاديا غير مبررا على إسرائيل التي سيتعين عليها تخصيص 140 مليون دولار للشروع في مرحلته الأولى، فيما يصر الجانب الأردني على تنفيذه لحل أزمة المياه التي قد تتفاقم قريبًا نظرًا لاستمرار انخفاض مستوى البحر الميت.

 

اقرأ أيضا: خلافات إسرائيلية بالتعامل مع الأردن: تهدئة الأزمة وتصعيدها

وكان المشروع (قناة البحرين) الذي أعلن عنه لأول مرة منذ أكثر من 15 عاما يتضمن مشاريع ضخمة تقام في الجانب الأردني، تشارك فيها إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، بهدف تثبيت مستوى المياه في البحر الميت الذي يواصل الانخفاض بشكل مقلق، وتوفير مياه الشرب والكهرباء للأردن والفلسطينيين، والدفع بما يسمى بـ"السلام الإقليمي"، قد تعطل في أعقاب حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان.

وعلّق الكاتب الأردني سلطان الحطاب على طرح إسرائيل أفكارا جديدة بديلة عن قناة البحرين بالقول، إن الطرح الجديد يأتي انعكاسا واضحا للعلاقات السيئة بين الأردن وإسرائيل، التي زاد من حدة توترها أزمتي البوابات الإلكترونية في القدس، وأزمة السفارة الإسرائيلية في الأردن.

ورأى الحطاب في حديث لـ"عربي21" أن العلاقات بين الجانبين مرشحة لمزيد من التدهور في ظل الحكومة اليمينية المتشددة في اسرائيل، والتي تمارس الابتزاز والضغط على الأردن، وتحاول التنصل من كل الاتفاقيات المبرمة، فيما تمعن بإدارة ظهرها لعملية التسويةمع الفلسطينيين.

 

تنصل إسرائيل

ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل أدركت أن مشروع قناة البحرين الاستراتيجي قد يجعل من الأردنيين والفلسطينيين شركاء في القناة، وهو الأمر الذي لا تحبذه إسرائيل، ولذلك بدأت في التفكير بشكل مختلف بهدف التنصل من الاتفاقيات المشتركة، فيما تواصل الترويج والإدعاء أنها تريد السلام.

 

اقرأ أيضا: كيف سيهوّد مشروع قناة البحرين بين الأردن وإسرائيل الضفة؟

وشدد على أن الأردن يتمسك بشدة في المشروع، وتراهن عليه في حل مشاكل كثيرة لديه، كالطاقة، والبيئة، والبطالة، ويعول عليه في احداث انعكاس ايجابي على الحالة الاقتصادية في المملكة بفعل المشاريع المختلفة الأخرى التي ستحلق به.


وأمام التنصل الإسرائيلي، قال الحطاب "إن الأردن لديه ورقة قوية، فإذا ما أنهى كل الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، فإنه بذلك يكشف ويعري إسرائيل التي ستكون الخاسر الأكبر من أي تحرك أردني في هذا الاتجاه".

التعليقات (0)