حول العالم

كيف يكون خطابك مقنعا ومؤثرا في الآخرين؟

الكاتب قال إنه على المخاطب فهم ما تحتاجه الجماهير التي يخاطبها- جيتي
الكاتب قال إنه على المخاطب فهم ما تحتاجه الجماهير التي يخاطبها- جيتي

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية مقال رأي للكاتب مارتي نمكو، تحدث فيه عن كيفية جعل خطابك مقنعا، مشيرا إلى أهم الاستراتيجيات التي ينبغي عليك اتباعها لتكون مؤثرا في الآخرين، فضلا عن أهم النقاط التي تجعلك تبدو أكثر إقناعا لدى الجماهير التي تخصها بالخطاب.

وقال الكاتب في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن هناك نوعا محددا من الخطاب المعروف باسم "الخطاب المقنع"، الذي يمكن أن يكون موجزا، على غرار عرض تقديمي لا تتجاوز مدته دقيقتان، أو مهما ككلمة افتتاح في إحدى المؤتمرات.

وذكر الكاتب أنه على المخاطب فهم ما تحتاجه الجماهير التي يخاطبها. وقبل البدء في التخطيط لخطابه، من المهم فهم احتياجات واهتمامات جمهوره ومحاولة استيعابهم قدر الامكان. في الواقع، نادرا ما يعتبر الخطاب الفرصة المثالية لتغيير القيم الأساسية لشخص ما، كتغيير انتماءاته السياسية من الليبرالية إلى المحافظة أو تحويله من شخص غير مبال إلى مندفع.

وإذا كنت لا تمتلك معلومات كافية عن جمهورك، اسأل الشخص الذي طلب منك تقديم الخطاب، أو بعض الأشخاص الذين سيحضرون هذا الحدث. كما يمكنك القدوم مبكرا يوم تقديم الخطاب والتحدث مع الحضور حتى تتمكن من تعديل رسالتك على الأقل.

وتطرق الكاتب إلى ضرورة التقدم بالشكر للأشخاص الذين وجهوا إليك الدعوة، فضلا عن الحضور. في الواقع، هناك نسبة مدهشة من الجماهير التي تشعر ببعض الكراهية تجاه المتحدث فتطرح أسئلة من قبيل "من يعتقد نفسه؟"، أو تكون لديهم رغبة في أن يحلوا محله.

لذلك، حتى تتمكن من امتصاص غضب هؤلاء الأشخاص، يمكنك بدء خطابك بتوجيه الشكر للجمهور. وعلى سبيل المثال، يمكنك قول: "أشكرك بات على دعوتك لي اليوم لتقديم خطاب. كما أود أيضا أن أشكر روبن الذي ساعدني على فهم النقاط التي تكون مفيدة أكثر للحضور. وأخيرا، أشكر حضوركم جميعا، وسأبذل قصارى جهدي لجعل خطابي يستحق مجيئكم".

وأفاد الكاتب أنه ينبغي وضع قائمة بالنقاط الرئيسية التي ستتطرق إليها خلال الخطاب. وقبل الانطلاق في ذلك، يجب التحدث، في جملة أو جملتين، عن نقطة أو ثلاث نقاط رئيسية ستقوم بمناقشتها خلال خطابك. في الحقيقة، يكون مآل العديد من الخطابات الفشل حين تحاول أن تتطرق إلى كل المواضيع لكنك في نهاية المطاف لا تنجح في إيصال الفكرة الرئيسية. لذلك، تأمّل في جميع الخطابات التي كانت تتضمن الكثير من الكلام، والتي شاركت فيها على مدار الأسبوع ونسيت معظم ما قيل خلالها.

وأضاف الكاتب أنه من الضروري شرح النقاط الرئيسية التي ستتطرق إليها خلال خطابك. ويجب تحديد كل نقطة رئيسية ستقوم بمعالجتها بوضوح، ثم شرحها عن طريق استمالة عقل وعاطفة الجمهور. ويمكنك القيام بذلك من خلال الاستعانة بوقائع أو إحصائية لاستقطاب عقل الحاضرين، أو من خلال سرد طرفة أو قصة مشوقة لجذب الجانب العاطفي لديهم.

وفي الحقيقة، تسهل بعض الكلمات والعبارات كسب التأييد. وفي هذا الصدد، قال مارتي نمكو إنه يعرف أستاذا مختصا في التواصل يعمل في معهد غير معروف ويوفر للحزب الديمقراطي دورات تدريبية وإرشادات كونت مجموعة من الأشخاص على اعتماد لغة رسمية. وقد درب هذا المعهد هؤلاء الديمقراطيين على نعت وجهات النظر المعارضة بأوصاف على غرار "خطيرة" أو "نخبوية" أو "عنصرية".

 

كما تحثهم هذه الدورات على ضرورة استخدام ضمير "نحن" بدلا من "أنا" ومصطلحات أخرى من قبيل "الأوساط" "والقيم المشتركة" "والجماعية". ولشل نشاط المحافظين، تدفعهم هذه الدورات إلى اعتبار حجج هؤلاء "متطرفة" و"مضادة للولايات المتحدة الأمريكية" "ولا تتماشى مع ما يريده الآباء المؤسسون".

وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن هذه التكتيكات تكون صالحة في كثير من الأحيان في مجالات أخرى بعيدة عن السياسة، إلا أنه غالبا ما توجد لغة خاصة بجمهورك يمكن أن تكون مهمة للحصول على دعمهم وتفاعلهم حول دعواتك إلى القيام بأمر ما. وفي بعض الأحيان، لا يقتصر ذلك على مجرد مفردات، بل يجب أن يشمل أسلوب إيصال المعلومات الذي يرتكز على مستوى الرسمية التي يكتسيها الخطاب. وتختلف لغة بعض السياسيين بشكل كبير وأسلوبهم في الخطاب اعتمادا على جمهورهم.

وتطرق الكاتب إلى ضرورة تلخيص الأفكار التي ستتطرق إليها من خلال محاولة ربط أفكارك وذلك عبر تكرارك لتقديم النقاط الرئيسية التي ستتحدث عنها مستعينا بحجج مقنعة لتدعيم كل منها. ويجب على المتحدث إلهام جمهوره حتى يستطيع إقناعهم بالعمل بما يقوله. كما يجب عليه تقديم قصة مهمة تدفع الجماهير إلى التفاعل، فضلا عن اختتام خطابه بموعظة تحفزهم على العمل بها، كأن يقول: "إذا فعلنا ذلك، يمكننا النوم كل ليلة وكلنا ثقة بأننا نحدث فارقا كبيرا ونعيش حياة جيدة. فلنقم بذلك".

وفي الختام، ذكر الكاتب أنه كتب هذا المقال لمساعدة كل من يقرأه على أن يكون أكثر فعالية عند إلقائه للخطابات، وتنبيهه للتكتيكات التي يستخدمها المتحدثون، الذين حظوا بتدريب جيد، فضلا عن وسائل الإعلام والكتاب، للتلاعب به عند تقديم خطاباتهم.

التعليقات (0)